فرعون مصر في هذا الزمان

0 601

[box type=”shadow” align=”alignright” width=”95%” ]

[ Zagora Press ] – ذ. أحمد ناعيم[/box]

لقد تغول العسكر في مصر في شخص الفريق السيسي، الذي أصبح يمثل فرعون زمانه في مصر، فالوضع السياسي والحقوقي والاقتصادي والاجتماعي تقهقر بشكل كبير إلى ما قبل عهد مبارك بعشرات السنين، الحكام الإنقلابيون اليوم في مصر، عطلوا الدستور الذي استفتي عليه الشعب والذي سطرته اللجنة التأسيسية المكونة من 100 فرد تم التوافق عليهم من طرف ممثلي الأمة، وعين السيسي، عدلي منصور رئيسا للدولة بعد إزاحة مرسي الرئيس الشرعي، كما عين 50 شخصا لإعادة تسطير دستور جديد يكون أكثر ديمقراطية وأكثر نزاهة حسب زعمه، شيء عجيب ! تم تعطيل جميع المؤسسات الدستورية ( مجلسي الشعب و الشورى) ، استبدل السيسي المحافظين برجال الأمن والعسكر إلخ…، وأصبح الانقلابيون هم مصدر القوانين.

الإنقلابيون يدعون حماية الشعب، وهم أول من يقتل الشعب، ويصدر القوانين لتبرير جرائمهم و حماية مناصبهم المهزوزة التي بنيت على غير أساس، كل شيء عندهم عجيب، أصدروا قوانين قالوا ضد الإرهاب وهي حقيقة ضد الحريات العامة بما فيها حق التظاهر السلمي، وأجازوا عقوبة الإعدام لمن يصفونهم بالإرهابيين، مع العلم أن مفهوم الإرهاب غير محدد وغير مضبوط بشكل دقيق حتى عند فقهاء القانون، ولذلك يستغله كل حسب مصلحته. فالعجب كل العجب، أن المنتخبون في السجون يعذبون، والانقلابيون على الكراسي يضحكون، والناس من حولهم ينظرون.

يصرح العديد من الموالين للإنقلاب أن الشعب قام باستكمال ثورته في 30 يونيه ،فلم يكن بد للجيش إلا أن يسانده ويقف إلى جنبه ضد الإخوان، ما هكذا تورد الإبل يا عمرو، الإخوان انتخبهم الشعب بشكل شفاف وديمقراطي، ولا يحق لأي كان أن يزيحهم إلا بشكل ديمقراطي، فهم الشرعيون أحب من أحب وكره من كره، وغيرهم ممن يحكم الآن اغتصبوا السلطة وكرسوا الديكتاتورية والاستبداد وفرضوا أنفسهم على الشعب كرها، والرئيس الذي تم تعيينه من طرف السيسي لم يكن هو الرئيس الفعلي، وإنما هو دمية لا حول له ولا قوة تمرر على ظهره القوانين من طرف الحاكم والرئيس الفعلي السيسي.

ثم إن المتبجحين بالديمقراطية في مصر أنصار الإنقلاب، يقومون بجمع التوقيعات المؤيدة لترشيح السيسي لرئاسة الجمهورية، في أي دولة ديمقراطية تتم هذه البهرجة السخيفة التي لا تقوم بها إلا العناصر المنبطحة والوصولية التي لها منافع كثيرة من هذا العمل الذي ينافي مصلحة عموم المواطنين ولا يحقق إلا أهدافها الشخصية .

أقول إن الذي يقف اليوم في صف الانقلابيين في مصر، لا يتصف بالديمقراطية ولا يعرف لها معنى، وهو على باطل ومن دعاة الفوضى وإشاعة الاستبداد.

إذا أردتم يا دعاة الإنقلاب أن تستقر مصر وتستعيد عافيتها و تنهض، فعودوا إلى رشدكم واتركوا المسيرة الديمقراطية تستكمل بناءها، وإلا فمصر ماضية إلى دمار وخراب ، وأنتم المسؤولون عنها وسيحاسبكم التاريخ قبل الله عز وجل الذي يعلم السر وأخفى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.