جماعة أفرا وثقافة ملأ البطون

0 483

[box type=”shadow” align=”alignright” width=”95%” ]

Zagora Press – عبد الرحمان أيت قاسي[/box]
تعد ثقافة ملأ البطون في جماعة أفرا, سببا رئيسيا من بين الأسباب المساهمة في تخلف الجماعة , مقارنة مع باقي جماعات الإقليم , إذ يبدو ذالك جليا للعيان , خاصة بعد إعفاء إمبراطور الولائم من منصبه , كرئيس للجماعة القروية لأفرا , فقبل الإطاحة بهذا الإمبراطور من طرف عامل الإقليم , لم يكن بمقدورأحد غيره تبوء هذا المنصب في أفرا , فحتى من يعتبرون أنفسهم مثقفون من أعضاء المجلس لم يكن بمقدورهم تولي هذا المنصب , فالأفكار والوعي والثقافة والكفاءة ها هنا لاقيمة لها , ولا يمكنك إقناع الناس , مهما كان مستواك الثقافي والعلمي , فالكفاءة ها هنا هي الوليمة , وبالمقابل يمكن لكل من بمقدورهم أن يملأوا , بطون الناس أن يكون أسيادهم , ويكفيك أن تملأ بطون الناس وتستعبدهم وتسيطر على عقولهم , ويطبلوا ويزمروا لك , ولولا معرفتهم بالله لسبحوا بحمدك وقدسوا لك , فهذه الثقافة التي استشرت في مختلف دواوير أفرا , تفرز لنا شردمة من الإنتهازيين الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية , فهناك بعض الإماعات التي تروج لمثل هذه الأطروحة , زاعمين بأن فلانا أو علانا لديه ما يسد رمقهم وبالتالي فهو من يستحق الزعامة , فالمقولة السائدة ها هنا تقول : (ونا إران أيخاتر دايتختار سويدا نس ) ومعناها , أن من يريد أن يكبر , عليه أن يكبر بماله , متجاهلين بذالك أن ما سيتولى هؤلاء تدبيره هي أموالهم , وقد استوقفتني هنا مقولة جحى حينما دعى الناس إلى الوليمة وليس لديه مايطعمهم إياه, فقام ببيع أحديتهم , واشترى لهم بها طعاما فقدمه إليهم مرددا (كولو ديالكم ) فلما أرادوا الخروج لم يجدوا أحديتهم فسألوا ججى عن ذالك , فأجابهم : ألم أقل لكم أن ما تأكلون هو لكم , لقد بعت أحديتكم واشتريت لكم بها طعاما . لكن لا عجب , فغالبية الساكنة أميون لا يعرفون الكتابة ولاالقراءة , لكن ما يحز في نفسي ويجعلني في حيرة من أمري , حينما أرى بعض الشباب المحسوبين على الطبقة المثقفة في الجماعة ينساقون وراء هؤلاء الإنتهازيين , وتكون النتيجة دائما تضييع الفرص على المنطقة وتأجيل التنمية بالجماعة إلى إشعار أخر , ومن بين نتائج تنصل هؤلاء الأعضاء ممن يحسبون على (المثقفين) من مسؤلياتهم , أن قدموا لنا رئيسا بالصدفة , لم يكن هو بنفسه يصدق أنه سيصبح يوما ما رئيسا لهذه الجماعة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.