الحوار هو الحل الوحيد لمشاكل اراضي الجموع‎

3 445

تعتبر اراضي الجماعات السلالية أو مايطلق عليها أراضي الجموع بقايا نظام عقاري يرجع إلى ماقبل الإسلام حيث كانت العائلة في الأصل صاحبة الملكية ثم انتقل هذا الحق إلى القبيلة التي ينتمي إليها الفرد فالباحث في هذا الموضوع سيجد العديد من المحاولات لتعريف أراضي الجموع من قبل المهتمين والباحثين فهناك من عرفها بأنها أراضي ترجع ملكيتها إلى جماعات سلالية في شكل قبائل أو دواوير أو عشائر قد تربط بينهم روابط عائلية أو روابط عرقية واجتماعية ودينية وحقوق الأفراد فيها غير متميزة عن حقوق الجماعة في حين عرفها الأستاذ بول دوكرو بأنها ” أراضي قروية تعود ملكيتها لمجموعات عرقية أي قبائل أو فخذات أو دواوير دون أن يكون هناك تحديد لحق الفرد فيه فالمتمعن هنا يستنتج ان أراضي الجموع هي :  أراضي مشاعة بين أفراد القبيلة، الأساسي فيها أنهم ينتفعون منها من دون فرز لحصص الأفراد فيها وذلك وفق تنظيم يتم الاتفاق على أسسه من طرف أعضاء الجماعة  النيابية تحت رقابة وإشراف الجهة الحكومية الوصية والتي هي وزارة الداخلية وقد كان استغلال أراضي الجماعات السلالية بالمغرب يتم بناء على أعراف وتقاليد كل قبيلة إلى أن دخلت الحماية الفرنسية وعمدت إلى إصدار قوانين تنظم طريقة استغلال هذه الأراضي الأمر الذي دفع بالمشرع آنذاك إلى تجميع كل النصوص التي تم إصدارها في هذه الحقبة الزمنية في ظهير واحد وهو ظهير 27 أبريل 1919 الذي يعتبر بمثابة ميثاق للأراضي الجماعية ، كما تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الظهير عرف مجموعة من التعديلات كلما فرضت حاجة المعمرين لذلك، ولما حصل المغرب على استقلاله بادرت السلطات المغربية إلى إدخال عدة تعديلات على الظهير المذكور لجعله مسايرا  لوضعية المغرب بعد حصوله على الاستقلال وما يلاحظ اليوم بخصوص ظهير 27 أبريل 1919 وما يتعلق به من نصوص أخرى ( دوريات، مناشير)هو عدم قدرة هذه النصوص على حل المشاكل التي تثيرها أراضي الجموع التي تحتل نسبة مهمة من مجموع أراضي المغرب  13 مليون هكتار الأمر الذي ينعكس سلبا على تدبير طرق استغلال هذه الأراضي وبالتالي محدودية مردوديتها وتكون فيها صلة الرحم واقتصاد البلد اكبر خاسر فجل هاته المشاكل التي تملا المحاكم المغربية أكثر من 945 قضية لم تجد الحل بعد فاغلب هذه النزاعات تكون كارثة على افراد الجماعة السلالية وكذا التنمية المحلية حيث تدخل القبائل في صراعات مارطونية لاجدوى منها بل تكون السبب الرئيس في عدم الانخراط في تنمية البلد والسهر على التعاون والتضامن والسير قدما إلى الأمام فهذه الصراعات التي جربتها العديد من القبائل واكتوت بنارها باقليم زاكورة بدأت هذه الجماعات السلالية التفكير الجدي في حلها سلميا وبالحوار والتي اختارته قبيلة تزروت وقبيلة يعكوب بقيادة تمكروت هذا الصلح الذي تم يوم 29 ماي 2012 وثمنه الكل وخصوصا شباب القبيلتين  هذا المستجد الذي أعطى نفسا جديدا لعجلة التنمية المحلية وبرز فيه تنفيذ مضامين الدستور الجديد حيث لوحظ حياد الجهة الوصية على أراضي الجموع محليا وفي الاخير نهنئ القبيلتين ونتمنى نفس المبادرة من القبائل الاخرى وجعل مصلحة البلد اسمى من كل شيئ .

محمد العلوي زاكورة بريس

3 تعليقات
  1. wald_zagora يقول

    aradii soulalia katb9a soulaliaaaa rah dakchi alib9a likom iarabioiii koun had alhamia ta3taa ghir ldak lmaaa lkhanz alsayriiin i3amroo biha karouch chaab allah ikhalsakom

  2. MEDO يقول

    اما اذا بقيت السلطة متفرجة من بيده تحريك عجلة الحوار والصلح خصوصا وطبيعة ساكنة العالم القروي التي لا تبدي التنازل عن حقوقها المعتقدة في الاراضي الجماعية.يجب على السلطة المحلية تحريك عمليات الحوار لحل هذه المشاكل لا أن يبقى المسؤول ينتظر ساعة انتقاله ومن بعده الطوفان؟؟؟

  3. حسين يقول

    اراضي الجموع في المغرب اكذوبة استعمارية و بدعة خلقتها فرنسا للسطو على الاراضي و كمل عليها المخزن لامر اغداق الصناديق السوداء بالاموال من ضهر الشعب في الاسلام و الاسلام يجب ماقبله لا ملكية الا بسند و الله اعلم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.