واحة كتاوة نظام إيكولوجي يتعرض للتدهور
قبل الحديث عن كتاوة كمجال واحي يتعرض للتدهور نقف أولا عند بعض المعطيات الخاصة بالمنطقة .
تقع واحة كتاوة في إقليم زاكورة وهي الجماعة القروية الثانية لقيادة تاكونيت، ويحد جماعة كتاوة من الشمال دوار بني علي التابع لفزواطة ، ويحدها من الجنوب دوار سيدي صالح بتاكونيت أما غربا فيحدها وادي درعة وشرقا جبل بوطبقان ، وتتكون جماعة كتاوة من 31 دوار ونذكر من أهمها : دوار البليدة ، دوار ولاد عمرو، دوار بني سمكين … ويتميز مناخها بالحرارة والجفاف صيفا وبارد جاف شتائا وهدا ينعكس على الغطاء النباتي المتواجد في المنطقة الذي يشتهر بالنخيل والأعشاب الشوكية مثل : السدر
تحتضن المنطقة تنوع طبيعي يجمع بين الجبال و السهول و الكثبان الرملية و الواد مما يجعل المنطقة مجال جذب للسياح خاصة الاجانب كما تساهم القصور في جعل واحة كتاوة إرث ثقافي وسياحي عريق لكنه يحتاج للعناية الكافية وتحقيق العدالة في ترميم المباني التاريخية في كل مناطق المغرب ، وهنا سنتوقف للحديث عن القصور المتواجدة في واحة كتاوة وما تتعرض إليه من إهمال الجهات المعنية والمسؤولة عن التراث الوطني والمحلي .
تتوفر واحة كتاوة على أكثر من 20 قصر يتميز بفنه المعماري الاصيل لكن معضمها أصبحت فارغة من السكان إما لكونها تشكل تهديد لحياة قاطنيها وأحيانا بسبب هجرة جماعية يقودها شباب المنطقة إما نحو تاكونيت أو خارج المدينة .
وقد تحولت الواحة من مجال فلاحي أخضر يوفر نسبة مهمة من التمور والخضر ، إلى مجال صحراوي تكسوه الرمال يوما عن يوم ، ولعل ما زاد الوضع تأزم هي الزارعة التي انتشرت بشكل مهول في منطقة تعاني الامرين من الماء وهي زراعة البطيخ الاحمر والمعروف بالدلاح ، والدي يكلف طن من الماء للبطيخة الواحدة وللاسف نجدها تباع بأثمان ضعيفة جدا في حين أن ساكنة المنطقة لا يصلها الماء إلا بعد مرور شهر ونصف ومن المعروف أن الماء هو عنصر مهيكل للتواجد البشري في المنطقة وحسب أخر الإحصائيات المتعلقة بالأمطار فهي لم تتجاوز 82 مم في أحسن حالتها خلال بداية القرن العشرين ، كما اصبحت المنطقة تعاني من تناقص عدد الطلقات المائية من سد المنصور الذهبي بوارزازات ، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة التبخر بالمنطقة وتنامي ظاهرة التصحر، مما يوضح أن المنطقة تعاني مشكل كبير يتطلب تضافر جهود الدولة والمسؤولين والمجتمع المدني والفلاحين الكبار من أجل إيجاد حلول جذرية وواقعية للمشكل من أجل إعادة الاعتبار لساكنة واحة كتاوة الدين لا زال بعضهم مصر على البقاء بأرضه التي لم تعد تلبي حاجياته الخاصة .
في القرن الحادي والعشرين