رمضان في زاكورة من الروحانية إلى الإستهلاك

0 353

يشكل رمضان روحانية جليلة تجعل منه إنسانًا جديدًا مقبلاً على الطاعة ومتلهِّفًا للعبادة ومتطلعًا دائمًا إلى مرضاة ربه سبحانه وتعالى. مع ذلك نشاهد الناس مع مقدم الشهر الكريم يحشدون له كل الإمكانيات،مخالفين بذلك الحكمة منه،و
قبيل حلول شهر رمضان المبارك ببضعة أيام ،تنتاب معظم العائلات المغربية موجة من الإستعدادات وحمى شراء منتجات عدة مرتفعة الأثمان .

ومن أبرز ما نلاحظه في هذا الشهر الكريم تزاحم شديد في الآسواق والشوارع وجل الأماكن العمومية ،فالكل تقريبا يتبضع بحثا عن مشتريات في الأساس استهلاكية ،وتشعر في بعض الأحيان أن هذا الشهر المبارك قد باغت المغاربة شهر لم يدرجوه ضمن شهور السنة .
في الغالب اهم ما يميز هذا الشهر هو انتشار مظاهر التبذير والإفراط والتهافت في اقتناء مواد استهلاكية ،تجلب معا هذه الأخيرة الضجر والزحام على حساب روحانية هذا الشهر الكريم فتهتز الأعصاب في بعض الأحيان من خلال التعامل اليومي مع الأخرين ،ويكثر مصطلح كثيرا ما نسمعها في: الحافلات ،الأسواق .الشارع…”اللهم اني صائم ”
اضافة لذالك تكثر المشاجرات وينتشر الكلام البخس … من هنا يشكل شهر رمضان محاولة لصياغة نمط استهلاكي رشيد وعملية تدريب مكثف تستغرق شهراً واحداً يشعر فيها الإنسان أن بإمكانه أن يعيش بإلغاء استهلاك بعض الحاجات في حياته اليومية ولساعات طويلة كل يوم، إنه محاولة تربوية لكسر النهم الاستهلاكي بعيدا عن الاستهلاكية والبدخ في المأكولات .
رمضان في زاكورة له طعم مميز ،تستقبل العائلة الزاكورية هذا الشهر المبارك بحرب مع الماء فأول شيء يرحب به بعد أذان صلاة المغرب هو الماء” الغير الصالح للشرب” للأسف باعوا الماء الصالح واستبد لوه ببطيخ أحمر استنزف ما تبقى من مياه جوفية ،والنتيجة هي العطش وشراء الماء …

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.