”سوق الثمر درب ميلا” بالبيضاء فضاء تجاري خاص بأهالي وارززات..زاكورة..محاميد الغزلان
ما أن تطأ قدماك سوق التمر بحي عمر بن الخطاب «درب ميلا» بالبيضاء إلا وتحسب نفسك بين أهالي زاكورة وورزازات ومحاميد الغزلان، يرحبون بك بكرم أهل الجنوب ويردون عليك السلام بابتسامتهم العفوية. فأغلب التجار ينحدرون من هذه المناطق، اندمجوا في بوثقة كبيرة اسمها الدار البيضاء. ويبدو للوهلة الأولى على طول درب ميلا المحتضن لمحلات بيع التمر محطتان لحافلات نقل المسافرين تربط بين الدار البيضاء وزاكورة ووارزازات، بحكم انتشار إنتاج التمور بهذه المناطق. فكل الأسماء الموجودة بالشارع لها دلالة بالتمور فحتى المقهي التي تتوسط الشارع تحمل اسم الواحة. غير أن أشجار النخيل غائبة عن هذا الشارع، علما أن غرسها كان سيزيد من جاذبية سوق التمر.
توجد أنواع مختلفة من التمور، كالمجهول والجهل والفكوس وبوسليخن، ويمكن اقتناء التمر انطلاقا من 5 دراهم إلى 150 درهم للكيلو. وكلما كان حجمه كبيرا كلما كان ثمنه مرتفعا. ويأتي التمر بالمغرب من مناطق مختلفة من المغرب، من زاكورة والراشيدية ووارزازات، وأرفود والريصاني ومحاميد الغزلان. أحد التجار أكد لـ «الوطن الآن» أن هناك من يرغب في اقتناء التمر بالجملة أو بالتقسيط أو في اقتناء كمية معينة من التمر. غير أن هذا القطاع يعاني من نقص في تجهيزات التبريد الخاصة بالتمر. وعلى المغرب الاستثمار في هذا المجال لمواكبة المنافسة مع بلدان أخرى مثل تونس ومصر، فالمغرب تمره جيد ومعروف بطول أعمار شجر النخيل الذي يصل إلى 400 عام، وهذا معيار جيد مقارنة مع تونس، ويبقى مشكل التخزين والتبريد من المشاكل البارزة التي يعاني منها هذا القطاع. وتشكل التمور الأجنبية منافسا للتمور المغربية غير أن التمر المغربي المتنوع حسب مصدره يبقى ذو ميزة خاصة وله زبناؤه.
ويبقى التمر المغربي في حاجة إلى المزيد من الاستثمارات، وإحدى رافعات نمو المناطق الجنوبية، إذ أن إنتاج التمور يشكل المصدر الأول للدخل لدى ساكنة الواحات بنسبة تتراوح ما بين 40 إلى 60 في المائة ويعتبر أحد المصادر الرئيسية لتمويل العمليات الزراعية والعنصر الأساسي لتنشيط الحركة التجارية بين الأقاليم الجنوبية وباقي الأقاليم المغربية.