جبهة بوليساريو تواصل سياسة الكذب المفضوح و تتهم المغرب بدعم الإرهاب

0 516

بقلم الأستاذ محمد غربي:
يبدو أن مسؤولي جبهة البوليساريو أصبحوا يتقنون مهمة “كاري حنكو” لصالح أولياء نعمتهم من عسكر الجزائر، فبعد انصراف اهتمام العالم إلى مذابح “داعش” في العراق و الحرب على غزة، و تصاعد وتيرة العنف و الإنقسامات في ليبيا، و تحول اهتمام القوى الغربية عن جبهة البوليساريو التي بات الجميع ينظر إليها بعين الشك و الريبة – خصوصا بعد توالي التقارير الإستخباراتية الغربية التي تؤكد تورط قادتها مع الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل- ، جعل الجبهة الإنفصالية تختار سياسة لفت الإنتباه عبر لجوئها للخرجات الإعلامية “القنبلة” عبر الصحافة الجزائرية طبعا.
و لتحقيق هذا الأمر اختار مسؤولو الجبهة موضوعا غاية في الطرافة و الحماقة أيضا، بل و يتماشى مع الخرجات الإعلامية الجزائرية الرائجة هذه الأيام ألا وهو “اتهام المغرب بتجارة المخدّرات و دعم الجماعات الإرهابية”، جاء ذلك أوّلا يوم الإثنين الماضي من خلال تصريحات للصحافة الجزائرية أدلى بها المدعو “بلاهي السيد” وزير ما يسمى بـ “البناء و إعمار الأراضي المحرّرة” ، و التي تحدّث فيها عن ما أسماه ” تورط الدولة المغربية مع حركات إرهابية في منطقة الساحل و الصحراء و كذا في “زعزعة” الأمن والسلم في منطقة شمال إفريقيا”.
غير أن ” قنبلة ” السيد “بلاهي” لم تؤتي “مفعولها” و لا “رائحتها” ربّما لأن تصريح “معالي الوزير” كان له نصيبا وافرا من إسمه بمعنى أن أقل ما يمكن أن يقالَ عنه أن تصريح أَبلَه. هذا الأمر سيدفع بالجبهة للتفكير في اختيار شخص آخر أكثر أهمية هذه المرّة في محاولة منها لإعطاء زخم أكبر “لقنابلها” لعلّها تحظى ببعض الإهتمام الإعلامي .
لم يكن الأمر بحاجة لكثير من الوقت حيث خرج علينا اليوم الخميس 21 غشت المدعو ” عبد القادر طالب عمر” الذي يشغل منصب “الوزير الأول” لدى الجبهة الإنفصالية، و المناسبة هي اختتام ما يُسمًّونه بـ : ” الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو ببومرداس الجزائرية” ، و الموضوع دائما هو محاولة المزاوجة بين أسطوانة تجارة المخدّرات و دعم الإرهاب ، مستعينا في ذلك بالثرثرة المُملة من قبيل “السياسة التوسعية” و ” تقرير المصير” و..و..و
وجاء في تصريحات المدعو ” عبد القادر طالب عمر” : ” أن السياسة التوسعية المغربية هي السبب الحقيقي في تعطيل نشاط الاتحاد المغاربي، إلى جانب إنتاج وتصدير المخدرات كسياسة لجني الأرباح وتمويل واستعمال عصابات الجريمة المنظمة للاعتداء والانتقام من كل من يعارض أو يقاوم السياسات التخريبية المغربية بالمنطقة” مضيفا أنَّ : ” “سياسة التوسع وتصدير المخدرات المغربية عائق أمام حلم الشعوب المغاربية”.
و من الواضح جدّا أن إقحام موضوع “المخدّرات” في نزاع الصحراء لايمكن إلاّ إدراجه في خانة “كراء حنك” الجبهة لتلوك و تجتر اتهامات ما فتئت أبواق الجيران تردّدها على مسامعنا بشكل سمِج. أمّا مسألة تعطيل اتحاد المغرب العربي و دعم الجماعات الإرهابية فالكل يعلم بمن فيهم “جبهة بوليساريو و الجزائر” أنّها لا تعدو أن تكون خزعبلات سياسية ناتجة عن ” إسهال ” سياسي أصاب الجبهة الإنفصالية و راعيتها الجزائر و انعكس جليا على خراجتهما الإعلامية الأخيرة. خلاصة القول لا يمكننا أن نعلّق على هاته التصريحات سوى ببيت الشعر الشهير :
لكل داء دواء يستطب به .. الا الحماقة اعيت من يداويهاimage

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.