مستشفى سيدي احساين بوارزازات : مركز استشفائي أم معتقل مؤقت للمرضى
حجزت تذكرة سفر بمقر سكناي تنزولين، على أساس الإلتحاق بالعمل وتوقيع محضر الدخول هناك حيث تنتظرني براءة التلاميذ وابتسامة أصقائي وأحبتي،فإذا بي أصاب ليلة الأحد 31 غشت بوجع شديد في بطني، نُقلت بسرعة إلى المركز الاسشفائي، قسم المستعجلات الكائن بمدينة ورزازات.
فور وصولي فوجئت بالكم الهائل من المرضىى، منظر مقزز، وكأنك أمام موقف للمتسولين، باختصار من أجل قضاء مصلحة معينة وجب عليك أن تكون ذئبا حتى لا تفترسك الذئاب.
قمت بجميع الفحوصات وبالموازات سجلت مجموعة من الخروقات، منطق باك صاحبي وأنا من طرف فلان حتى وإ ن تطلب الأمر المغامرة بصحة المواطن مازال يخيم على عقلية أطرنا الصحية .
مشهد يحز في النفس أثار انتباهي، عشرات المرضى ينتظرون دورهم للقيام بالفحص بجهاز الراديو، منهم من سيقوم بعملية جراحية فور حصوله على نتائج الفحص ومنهم من في حالة مستعصية، فإذا بالطبيبة تصرخ في وجههم ملء حنجرتها : واش ماكتسمعوش راه تقاداو لي الأفلام سيرو غوتو على المدير ماعندي ماندير لكم ، هكذا أنهت كلامها تاركة المرضى كل يقرأ في عيون زميله عنوان البؤس والإحتقار غرباء في بلدتهم ولا حياة لمن تنادي.
بدوري توجهت لقاعة الجراحات بعدما أثبتت الفحوصات أني أعاني من أبوندستي إكي مصرانة الزايدة، في انتظار الطبيب الجراح، مكثت 48 ساعة دون مأكل ولا مشرب ،لحسن حظي إحدى الممرضات في اليوم الموالي أمددتني بالسيروم بعدما شكوت أمري لها. هنا أيضا كنت شاهدا على التعامل الغير المقبول الذي يقوم به بعض الممرضين والأطباء، فكل منهم وجب عليه أن يستقبل المريض بالإبتسامة وبحسن المعاملة من أجل التخفيف عليه إلا أنه مع الأسف عكس ذلك ما حدث ، تعامل مشين يزيد المريض مرضا، وأنا نائم في سريري سمعت أحد المرضى يقول بعدما استشاط غضبا: مانخرج منهنا حتي يديرو فيا شي مرض آخر واش حنا فسبيطار ولا حبس.
كثيرة هي الطرائف المؤسفة في مستشفى عوض أن يعالج مرض عضوي يقحم المرضى المهمشين في مشاكل الأمراض النفسية، كيف لا والمريض يحس بكل أنواع الحكرة، مادام منطق الرشوة وباك صاحبي ما زال قائما في ظل شعارات لطالما رددها المسؤولون من قبيل الحكامة الجيدة وتكريس مبدأ تكافئ الفرص.
أضف إلى ذلك أن المستشفى يعاني من نقص في الممرضين ، أذكر في هذا الصدد أن إحدى الممرضات طلبها أحد المرضى : الله يجزيك بدلي ليا الفاصمة بغيت نخرج أجابته: مابغيت عييت بوحدي مكلفا بثلاثة ديال الطبا يجيبو اللي يخدم ..
في الثالث من سبتمبر ودعت المرضى داعيا لهم بالشفاء العاجل بعدما مرت العملية الجراحية بسلام، تاركا ورائي معانات، ما أحوجنا أن تنتهي، وأن تتغير عقلية الإطار الصحي المغربي لأن الصحة هي أغلى ما نملك ، فلنرتقي إذن بسلوكاتنا ولنتحد جميعا ضد من يستهتر بصحتنا فما مستشفى سيدى احساين إلا صورة مصغرة على عشرات المراكز الصحية التي لا تحمل إلا إسمها، هنا يطرح السؤال ما محل وزارة الصحة من كل هذا، وإلى متى ستبقى صحة المواطن موضوعا للمتاجرة في دولة الحق والقانون ؟