الذكرى الأولى لانتفاضة نساء أولاد يحيي… ماذا تحقق ؟
مر عام كامل عن انتفاضة نساء جماعة أولاد يحيي إقليم زاكورة كانت البداية في 7 أكتوبر من العام الماضي حيت خرج النسوة إلى الشارع لأول مرة في تاريخ الحركة الاحتجاجية بالمنطقة. وكان أملهم وضع حد للحيف الذي طالهن و أبناؤهن من كل النواحي حيث كان برنامج تيسير من أهم هذه المطالب لتليها الصحة و الماء و الكهرباء و دار الولادة … في قائمة مطالب طويلة فوقف التلاميذ و الطلبة إلى جانب أمهاتهم في وقت كان تدخل السلطات سري وعلني كمحاولة لإسكات صوت النسوة. امتدت الاحتجاجات قرابة الشهر و بشكل شبه يومي بين مسيرة علي الطريق الوطنية رقم 9 و اعتصام أمام باب الجماعة القروية بين لافتات و صور وكذلك أعلام بمختلف الأحجام. بحت حناجر مناضلين و نساء مناضلات وهن يهتفن بحقهن في العيش الكريم و بحق أبنائهن في الاستفادة من برنامج تيسير لتعميم التمدرس . كان صمت المسؤولين طويلا و وكان أملهم أن تتعب النسوة من الخروج و الهتاف أو تردعهم أشعة الشمس الحارقة. لكن صدر السلطات لم يكن رحب كما يسوق لذلك. ففي تصيد للمحتجين أرسلت سيارات القوة المساعدة بسخاء إلى عين المكان حيت المحتجين المسلحين بصور الملك و الأعلام الوطنية وبين أخد و رد تحولت القوات من المراقبة إلى رجال أمن يعتقلوا النساء و تحولت الجماعة القروية إلى معتقل فتدافعت الجموع ليطلقوا سراح النسوة. وكانت الجموع على موعد مع رجال السلطة دون إصابات تذكر، واستدعي ما يقارب 13 مناضل لمصالح الدرك الملكي للتحقيق في الأحداث ويتابع عدد منهم لتأجل جلسات المحاكمة من تاريخ إلى آخر. استمر الاحتجاج فطلب عامل إقليم زاكورة لجنة للحوار. حاور المحتجون عامل الإقليم عن طريق ممثليهم في جو أشبه ما يكون بالتوسل لا طلب الحقوق والعديد من التفاصيل لا يتسع المجال لذكرها. أطلقت وعود بالجملة و في كافة الميادين. وزارت العديد من النقابات و الجمعيات الحقوقية المحتجين من قبيل العصبة المغربية لحقوق الإنسان، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل و النقابة الوطنية للتعليم لكن لم يتغير شيء من الواقع.. كل ما تغير هو نظرة السلطة وعامة الناس لساكنة المنطقة و النساء خصوصاً.. وبرهنة الجماهير الشعبية أن صمتها لا يعني ضعفها وأنها إن ثارت لا شيء يوقف زحفها أو يزحزحها عن حقها. لم يتغير شيء من الواقع لكن الدرس كان جد واضح في وجه كل من اعتاد مساومة الجماهير وكل من يستغبي الساكنة الساكنة الساكتة.
عام كامل عن أول خروج لنساء حملهن هم أبنائهم في مجتمع لا يعرف شيء عن حق النساء في الاحتجاج. وهن واعيات كل الوعي بما يحمله المجتمع من نظرات و مواقف مقزمة من دورهن و تأثيرهن في المجتمع. ليكسرن بين ليلة وضحاها تلك النظرة النمطية عن المرأة و يضربن بيد من حديد على الأعراف و التقاليد.
عام كامل … ماذا تحقق من مطالب هل استفاد التلاميذ من برنامج تيسير مع العلم أن جماعة أولاد يحيي استوفت الشروط الفقر و التهميش للاستفادة من هذا المخطط لتعميم التمدرس كما وعد المسؤولين … الجواب هو لا. هل وفرت الجهات المسؤولة طبيبا دائم في المستوصف كما وعدوا سابقاً هل أصلحت المصابيح في الشارع العام هل وفر الماء الصالح للشرب بشكل دائم هل وفرت مرافق صحية و اجتماعية للساكنة… الجواب طبعا لا.
ما درجة وطنيتي في وطن لا تهمه صحتي و عافيتي، في وطن لا يهمه عشت كريم أم دليلا. ما دليل انتمائي للوطن إذا استثنينا البطاقة الوطنية و كناش الحالة المدنية. ما الذي سيقنع أبنائي أن يحملوا سلاح الدفاع عن وطن لم يمنع عنهم العطش في حر الصيف، ولم يوفر لهم الطبيب بعد أن لسعتهم عقارب أو حين أصيبوا بنزلة برد، أم أن لا أحد يهتم لذلك. ألف سؤل و سؤل يحضرني عن المواطنة و قيم الوفاء للوطن و قيم خدمة الوطن .. وكلها في غاية الخطورة و الأخطر من ذلك أنها حتمية في منطقة تعاني كافة أنواع التهميش.
أسئلة ومثيلاتها ستبقى معلقة بعد عدم ثبوت رؤية هلال الإصلاح بجماعة أولاد يحيي.
سعيد السباك