انطلقت، اليوم الخميس، أشغال ندوة دولية تنظمها الكلية متعددة التخصصات بورزازات (جامعة ابن زهر)، بتعاون مع مجموعة من الشركاء، حول موضوع “مستجدات تكنولوجيا الإعلام والاتصال وإدماجها في المناهج النشيطة للنظم التربوية .. تخمينات، رهانات وتحديات”.
وتشارك في هذه الندوة نخبة من الأساتذة الباحثين من مشارب تخصصية مختلفة ينتسبون إلى عدد من الجامعات المغربية، إضافة إلى أساتذة من جامعات فرنسية وبلجيكية، إلى جانب ثلة من الأخصائيين من جامعة شيربروك الكندية.
وأبرز عمر حلي، رئيس جامعة ابن زهر، خلال الجلسة الافتتاحية لهده الندوة، الأهمية القصوى التي يكتسيها موضوع هذا الملتقى العلمي، والمتمثلة في كون المقاربات الكلاسيكية لا تزال تهيمن على مناهج التكوين في المؤسسات التعليمية، ومن ضمنها التعليم العالي، الشيء الذي يستوجب، في الوقت الراهن، تجاوز هذه الأساليب المتقادمة وتوظيف وسائل التكنولوجيا الحديثة عوضا عن ذلك.
وشدد السيد عمر حلي، في هذا السياق، على ضرورة تقوية علاقات التعاون والشراكة مع الجامعات ومراكز البحث المتخصصة الأجنبية، التي لها سبق في هذا المجال، وذلك من أجل استدراك التأخر الحاصل في توظيف تكنولوجيا الإعلام والاتصال في مناهج ونظم التكوين، لاسيما وأن التكنولوجيا الحديثة أصبحت متاحة على نطاق واسع، وغير مكلفة من الناحية المادية.
واستعرض السيد محمد تيمولالي، في الكلمة التي ألقاها باسم منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) الخطوات التي اجتازتها هذه المنظمة الدولية من أجل نشر استعمال التكنولوجيات الحديثة في مناحي مختلفة من الحياة، خاصة في الجانب المتعلق بنشر الأفكار وترويج المعلومات بكامل الحرية ومن دون قيود.
وأضاف أن من بين التحديات التي تسعى منظمة اليونسكو لرفعها، في هذا الإطار، تمكين مختلف فئات المكونين من الاستغلال الأمثل لتكنولوجيا المعلوميات من أجل إدماج أكبر عدد ممكن من الأشخاص في مجتمع المعرفة، وجعل المعلوميات تضطلع بدور أساسي في تدبير مختلف مجالات الحياة اليومية للأفراد والجماعات.
من جهته، دعا دينيس بيدار، مدير مركز الدراسات وتطوير الابتكار التكنولوجي البيداغوجي، التابع لجامعة شيربروك الكندية، إلى القيام بنوع من التغيير لعادات وأساليب التواصل الكلاسيكية المتداولة، ليس فقط على مستوى التكوين في الجامعات، وإنما في أوساط المجتمع المعاصر ككل، وذلك قصد توفير إمكانيات تواصل أفضل بين الأفراد والجماعات.
وأكد عميد الكلية متعددة التخصصات بورزازات، يونس بلحسن، من ناحيته، أن الهدف المتوخى من تنظيم هذه الندوة الدولية لا ينحصر فقط عند تمكين الأساتذة الباحثين والطلبة من التداول حول كيفية وإمكانيات توظيف التكنولوجيات الحديثة في مجال التكوين وتطوير النظم التربوية، ولكن يتعدى هذه المهمة لخلق جسور من التواصل بين الباحثين والمكونين من تخصصات مختلفة، فضلا عن ربط علاقات تعاون في مجال الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة بين مؤسسات التكوين المختلفة، وذلك قصد تثمين المجهودات والنتائج المحصل عليها في هذا المجال.
وسجل السيد يونس بلحسن عددا من النتائج الإيجابية التي ستتمخض عن هذا اللقاء ومن ضمنها تعميق التفكير حول أنجع السبل الممكنة لتوظيف التكنولوجيا الحديثة في التكوين، وتحفيز الطلبة على تملك الحس النقدي، وتعميق اندماجهم في المنظومة الكونية للمعرفة، وإتاحة التفاعل بشكل أفضل بين الطلبة والأساتذة وكافة الأطراف المتدخلة في عملية إنتاج المعرفة.
يذكر أن أشغال هذه الندوة الدولية تتوزع على عدة محاور من ضمنها “تطوير استعمل تكنولوجيا الإعلام والاتصال التربوية في التعليم العالي” و”الإدماج البيداغوجي لتكنولوجيا الإعلام والاتصال التربوية .. أبحاث وتطبيقات” و”تقييم تأثير تكنولوجيا الإعلام والاتصال التربوية” و”تكنولوجيا الإعلام والاتصال التربوية .. سياسات واستراتيجية”.
كما يتضمن برنامج هذه الندوة الدولية تنظيم أوراش مختلفة من بينها ورشة حول تطوير التعاونيات عن طريق تسخير تكنولوجيا الإعلام والاتصال، وهي موجهة بالأساس للتعاونيات المتخصصة في المنتجات المجالية.