تحث عباءة حقوق الإنسان
تساؤلات تؤرقنا، لماذا هذه الأيام الكل يستغل قضايا تثير الرأي العام لأجل الشهرة أو تحقيق مكاسب سياسية وحتى مالية؟ البعض يستغل حقوق الإنسان فيهلل للإنحلال الخلقي وتبرير سلوكيات دخيلة على المجتمع، من قبيل الحريات الفردية كأكل رمضان جهرا وزواج المثليين، وفي إشارة ضمنية التشجيع على عقوق الوالدين بعد سن الثامنة عشرة سنة، والمطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة وأية مساواة يدعون؟ هل هناك دين أو تشريع أعطى للمرأة أكثر مما أعطاها الإسلام؟ أليس الإسلام من كرم المرأة وأعفاها من النفقة وجعلها أميرة بيتها؟
نجد كذلك جهات أخرى تعزف على وتر العصبية والتفرقة وإستغلال قضية الدفاع عن الثقافة “الأمازيغية”، مع العلم أن هؤلاء أول من خدل القضية “الأمازيغية”، يعقدون مؤتمرات باللغة الفرنسية وهم لا يجيدون “الأمازيغية” نطقا ولا كتابتا، ويجهلون واقع “الأمازيغ” القابعين في مناطق منسية يصارعون قسوة الطبيعة وشظف العيش، الأمر لم يقتصر على إستغلال الجمعيات والمنظمات فقط، بل دخلت على الخط أحزاب سياسية إتخدت لها من رأس السنة الأمازيغية حدثا لشد الإنتباه.
كذلك في بدعة العصر، من يطبل ويزمر لإسلام “الوسطية والإعتدال”، وتقديم صورة النموذج الذي يجب على الجميع الإقتداء به، هل الوسطية في الإسلام جديدة علينا أو نجهلها؟ بالفعل الإجابة لا، لكن هناك من يريد لنا شطحات الزوايا والشيوخ والمريدين دينا جديدا، فتصبح خطب الأئمة موجهه ومقيدة، وتفرض قرارات، لا يخفى علينا أن الغاية من هذا التوجه هي مواجهة الفكر الذي يصنف متطرفا، لكننا ضد مثل هكذا قرارات مستفزة، كما أننا ضد التطرف والتعصب والغلو في الدين، ونختلف مع طريقة معالجة الظاهرة.
أما على المستوى الإعلامي، كلما حل فصل الشتاء إلا وأصبحت المناطق الجبلية التي تعرف تساقطات ثلجية مادة إعلامية للقنوات المغربية، لا جديد نفس اللازمة النمطية تتكرر، لو رجعت لأرشيف قنواتنا الإعلامية بنفس اليوم ونفس التوقيت من كل سنة، لما وجدت نفس الخبر ونفس الحدث ونفس المعالجة، أناس يطلون عبر تلك الشاشة الصغيرة تبدو على وجوههم قسوة الزمان وشظف العيش، تحيط بهم جبال ناصعة البياض تخفي وراء جمالها جحيم لا يطيقه إلا العارفون بحياة الجبال، لكن ما يؤلم في القلب وما يحز في النفس، دلك التناقض الصارخ، حينما ترى نفس القناة في نفس الأسبوع لما تبعث الشمس أشعتها، تقنل لك الخبر من نفس المنطقة ليس بطعم المعانات وإنما على أن المنطقة تعد سويسرا المغرب، تحج إليها جماعة من الإنتهازيين المارقين يستمتعون بما كان جحيما على الأخريين.
وأتمنى على من ينادي بحقوق الإنسان بهذا الطرح، الذي لا يراعي قيم وخصوصية المجتمع، أن يستثنينا من صنف الإنسانية إلى حين.
السلام عليكم لا فض فوك أخي. اللهم الطف بنا وخذ بنواصينا إلى الخير وكف عنا بأس الأشرار واضرف عنا مكر الماكرين.