أساتذة سد الخصاص بزاكورة بين مطرقة الفقر وتنكر المسؤولين
قال الدكتور “المهدي المنجرة” رحمة الله عليه.’ إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث و هي:
- اهدم الأسرة
- أسقط القدوات و المرجعيات
- اهدم التعليم.
ولكي تهدم الأسرة،عليك بتغيب دور الأم اجعلها تخجل من وصفها ربة بيت.
و لكي تسقط القدوات،عليك بالعلماء اطعن فيهم،و قلل من شأنهم، شكك فيهم حتى لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد.
و لكي تهدم التعليم عليك بالمعلم لا تجعل له أهمية داخل المجتمع و قلل من مكانته حتى يحتقره طلابه.
فإذا اختفت الأم الواعية، و سقطت القدوات والمرجعيات، و احتقر المعلم. فمن يربي النشء على القيم؟
هكذا تكلم العالم “المهدي المنجرة”. لقد تم توظيف هذه المرجعية على سبيل المثال لا الحصر. تتألم عندما تواكب ملفات و وضعية أساتذة سد الخصاص، هذه الفئة المناضلة، الساعية إلى نشر المعرفة و العلم، هذه الشريحة المطعونة اجتماعية.
عندما تتأمل في لقبهم (أساتذة سد الخصاص)، تلمس فيه قليل من الاهانة و الظلم، لكن عندما تغوص في لب مهمتهم تجدهم يؤدون ادوار عجز غيرهم منهم على أدائها. يعملون في الجبال، يعلمون في الاكواخ، يشقون طريق التدريس في المناطق المحضورة ثقافيا و تكنولوجيا.
الغريب في الأمر هو أنهم يستأجرون بثمن بخس، ربما أقل من 2000 درهم، رغم ذلك يظل العطاء سيد الشخصية.
قد تجد أستاذ سد الخصاص أو منشطي التربية غير النظامية، يسد خصاص النظام التعليمي ويقوم بمهمة التعليم مثله مثل باقي الأطر التربوية و أكثر. وهو ذو سن كبيرة ، ينشئ فئة من المجتمع و يشيد حضارة بعينها، و ربما يحاول التربية، و تدبير حياته الشخصية، متزوج لذيه أبناء، يصارع الزمن بحثا عن طريقة ملائمة لصرف أجره الشهري السابق ذكره.
كل هذه المعاناة تهون أمام رجل التعليم،الساد للخصاص،رغبة منه في خدمة التربية و التعليم، وسعيا و تفاؤلا في تحسين وضعيته الاجتماعية، يلاحق رقصات ووعود المسؤولين، ويتابع كل كبيرة و صغيرة من السياسات الاجتماعية التربوية. لكن كلما ارتفعت أسعار المواد الغذائية، كلما زادت وضعيتهم تدهورا.
هناك من تجاوز الأربع سنوات، وهو يمارس هذه المهنة تحث إشراف نيابة التعليم و تأطير مديري و مفتشيها. و في أخر المطاف يجد نفسه في قلب البطالة و العطالة. تنتفى الوعود، و يقوم النائب الإقليمي بنكران خدمات هذه الفئة المطحونة اجتماعيا و اقتصاديا. ما إقليم زاكورة إلا نموذجا من بين عشرات النماذج المجهض عليها.
في دردشة مع أساتذة سد الخصاص، يؤكدون على أن النظام التعليمي ككل تنكر لهم، وواجههم بالرفض و الطرد و كذا تسخير الآلة القمعية لرفس و توقيف صيحات هذه الفئة. هناك من تعرض للضرب في قلب النيابة بزاكورة ، أستاذات و أساتذة تعرضوا للضرب و التهكم أمام أنظار النائب الإقليمي للتعليم.
عندما عجز رجل التدخل السريع على مواجهة الأساتذة، و سد أفواههم اخذ في تسخير كل ما بجانبه لقمعهم. يحكى أن مسؤول شرطي قمع هذه الفئة و استعمل آلة فلاحية ( الراطو) لضرب الأساتذة .
وتستمر المعاناة و يستمر الألم بين صفوف أساتذة سد الخصاص بزاكورة، فهناك من ظل متشبت بآمل الرجوع إلى تلك المهنة المتعبة و تقاضي الراتب البخس، و ظل متشبت بحقه في الرجوع الى عمله، فيما آخرون يفكرون في التوجه إلى المناطق الحدودية، وذلك لكون النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية ينعثهم بالأجانب .
فيما المسؤولون استغلون الموقف و نزلوا بحملات انتخابية سابقة لأوانها، من خلال التعبير على التعاطف مع الموجزين و كذا أساتذة سد الخصاص و منشطي التربية غير النظامية.
ومن جانبنا في تنسقية درعة لأساتذة سد الخصاص ومنشطي التربية غير النظامية وغيرها من الإطارات المناضلة من أجل تعليم عمومي مجاني وجيد نلتزم باستمرار المعركة النضالية من أجل حقنا في التسوية المالية والقانونية والإدارية وندعو المنظمات الحقوقية السياسية والنقابية الى مزيد من التعبئة والدعم بهذا الملف الحيوي، ونرى أن دورا المجتمع المدني والمؤسسات المنتخبة يجب أن يكون معقلنا إضافة ايجابية الى مجهودات باقي الفاعلين لتحقيق نفس الاهادف السامية
ابدا لن يفلح الطغات في كسر شوكة الاصوات الحرة
لقد طفح الكيل واصبجنا تائهينا في وطن كنا له ابناء
كنا له اوفياء
من يكون هذا الوطن سوى مغربنا مغريبنا
سنحن للوطن يوما
لكن لن ننسا انه لا غفور ولا رحيم
لا وطن لنا ولا موطن لنا ما دمنا غرباء ومغربين