ما وراء الضعف و الانهيار النفسي(الكذب نمودجا)

0 446

الحياة مليئة بالأشواك والعوائق، قد تحد الشخص على المضي إلى الأمام. لكن في حقيقة الأمر كل هذه الحواجز قد تكون دافعا ومحفزا ايجابيا  في نفس الوقت.  لماذا هذا التناقض؟

  أحيانا يتعرض الشخص لصعوبات عدة. قد تكون مشاكل شخصية، إخفاق عاطفي أو إحساس بالوحدة.  وقد تكون مشاكل عائلية ناتجة عن الوسط العائلي لشخص ما،  ربما  تلازمه  له منذ  طفولته، مثل الحرمان من الحنين الأبوي، كفقدان الأب أو الأم أو  العنف الأسري .

 لكن لماذا هناك أشخاص يعتبرونها أو تشكل لهم هذه المشاكل خاصة العائلية منها دافعا وعاملا وراء النجاح والعيش المستقر خاصة الإستقرارالنفسي؟

ربما طريقة فهمهم للحياة إيجابية، بعيدة عن الخيال والتقليد السلبي لأخر. وبالتالي فالنظرة التفاؤلية تجعل من المستقبل منبعا للتفاؤل. و العكس  بالعكس. في هذا الإطار تختلط المشاكل المصنفة بين العائلية والشخصية النفسية للشخص.

فالإنسان عندما يصل إلى أقصى درجة من الضعف، ينقلب إلى شخص عنيف متسلط،  يسلط كل قواه الغضبية على الآخرين. لكن الشئ الأخطر. هو ماذا لو طبق هذا  العنف على من لا يستحقه؟ (كصديق وفي أو أخ…).ما مصير هؤلاء الأشخاص ؟

   وهل يستطيع هذا الشخص الدوس على كل العواطف رغم إخلاصها إليه؟ ما هو السبب وراء كل هذا ؟ أهو مشكل عائلي أم مشكل شخصي نفسي؟

كثير هي الحالات التي يتخذ الشخص فيها الكذب طريقة ومنهاج في حياته،  و يعتبره أفضل سبيل والطريق الأيسر، خاصة إذا كان الشخص بارع في إتقانه. بهذه الطريقة يستطيع النفاذ إلى أعماق ومشاعر الآخرين، والتأثير فيهم وكسب ثقتهم و حنانهم منذ الوهلة الأولى. لكن و مع مرور الزمن يكتشفون أن هذا الشخص النافد إلى أعماقهم، هو ذات مزيفة وغير صادقة.

أمام هذا الزيف السيكولوجي.كيف سيكون رد فعل الآخرين اتجاه الشخص المتقمص لتلك الصفات؟

أحيانا قد يتخذ الشخص (الضحية) الصمت كرد فعل في البداية، بعد ذلك يحاول كشف الحقائق. لكن قد لا يستطيع لأن الشخص المستعمل لمنهج الكذب و الخداع ، أحكم قبضته على عواطفه وقلبه، فيما فهو يتمادى  في الصمت، و يتظاهر بالقوة  .

هل يمكن القول أن هذا الشخص ضعيف الشخصية؟

ومن جهة أخرى عندما يكتشف الضحية أنه وقع في قفص الكذب يتخذ أقصي حد من الحيطة و الحذر وذلك عبر الانزياح و الاقتراب في نفس الوقت، لأنه  لا يستطيع الابتعاد مباشرة و كليا،  ويصعب عليه الانتقام و النسيان .

من هنا يمكن القول أن الإنسان ضحية مجتمع، وهذا لا يعني أن المجتمع هو من قال له كن سيئ الحال ، وقم بكبح سعادتك، وإنما لأنه جعل منا ذوات ننظر إلى الأخر  كمنبع للسعادة أو الشقاء . فالسعادة لا توجد في المجتمع، بقدر ما تجود في داخل الفرد…الحياة تمدنا بالمعرفة الخام ونحن نستثمر و نتاجر و نصنع و نشكل علاقات اجتماعية…لتستمر الحياة.

مقتطف من مقالات (2009 ) ذ أحمد بوهمان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.