في إطار انشطتها الموازية، عقدت الجمعية الأكاديمية للتربية والتكوين بتنسيق مع نادي المواطنة بثانوية المصلى بحي الإنارة عين الشق، ندوة علمية بعنوان ” ظاهرة العنف المدرسي بين الواقع والتحديات”، وذلك يوم الجمعة 27 مارس 2015، ابتداء من الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال بقاعة الأنشطة.
وقد افتتحت هذه الندوة، التي سير أشغالها عبد الجبار تغرمت، بكلمته التي أشار فيها إلى أن الهدف من هذه الندوة هو فتح نقاش علمي وأكاديمي حول قضايا فكرية متعلقة بالتربية والتكوين والتواصل والثقافة، كما أضاف أيضا أن اختيار ” العنف المدرسي” موضوعا لهذه الندوة لم يكن اعتباطيا أو من محض الصدفة، وإنما جاء على خلفية النقاش الدائر حول هذه الظاهرة في المجتمع المغربي، مع محاولة التحسيس بها، وتشخيصها من أجل الخروج بحلول فعلية تنضاف إلى جهود المهتمين بالشأن التعليمي التربوي بالمغرب، مشيرا إلى أن هذه الندوة هي بداية مسار طويل تخوضه الجمعية الاكاديمية للتربية والتكوين من أجل الدفع بالتعليم المغربي نحو المسار الصحيح والحقيقي، وكل هذا رهين بالتربية والتنشئة الاجتماعية القائمة على تكوين النشء الصاعد على التسامح والتفاهم والحوار المتبادل وتقبل الاختلاف ونبذ العنف بمختلف أشكاله.
وبالانتقال إلى الأستاذة تورية الفاطة؛ وهي أستاذة مادة الفلسفة بثانوية المصلى، فقد أسهمت في هذا اللقاء بمداخلتها التي عنونتها ب” أهمية التفكير السوسيولوجي في تناول ظاهرة العنف المدرسي”، وأكدت أن مجموعة من الدراسات السوسيولوجية والنفسية أجمعت بأن العنف بنوعية المادي والرمزي، هو ظاهرة اجتماعية تأتي نتيجة لمجموعة من الأسباب والمسببات النفسية والاجتماعية، لعل أهمها التشظي الأسري الذي أصبح المجتمع المغربي يعيشه بالإضافة إلى مجموعة من التصدعات التي هي وليدة العديد من التناقضات الاجتماعية، مضيفة أن ظاهرة العنف المدرسي يشترك فيها مجموعة الأطراف منها المدرسة بكل أطرها، والأسرة والمجتمع بصفة عامة، واختتمت مداخلتها بمسألة أساسية وهي ضرورة إعادة النظر في الطرق التي يعتمدها الأستاذ في علاقته مع التلميذ.
أما فاطمة أعراب، فقد تناولت الموضوع من زاوية أخرى حيث شاركت بمداخلة عنونتها ب” الطفل المغربي في وضعية صعبة، بين تحديات الواقع والعنف المدرسي”، فقد حاولت تقديم تعريفا للطفل في وضعية صعبة حسب منظمات عالمية، تهتم بالأطفال، مبرزة مجموعة من الأرقام والإحصائيات العلمية التي أغنت مداخلتها، متحدثة عن بعض النماذج التي تحدت الواقع، وحاولت ان تصنع مسارا علميا عجز عنه الإنسان الذي يتوفر على كل الإمكانيات الجسمانية، مشيرة أن الطريقة التي يتم التعامل بها مع هذه الشريحة من المجتمع وفي المدرسة المغربية على وجه الخصوص، هي طريقة تنم عن ممارسة كل أشكال العنف عليه، لأنها تقصيه من أبسط الحقوق، واختتمت مداخلتها بتقديم مجموعة من التوصيات والاقتراحات العملية التي تنضاف إلى مجهودات المهتمين بهذا الموضوع الذي أصبح يؤرق المدرسة المغربية.
أما المتدخل الأخير عبد اللطيف خربوش، فقد قدم ورقة بعنوان “ظاهرة العنف المدرسي وتأثيرها السلبي على الشان التعليمي بالمغرب”، مشيرا فيها أن المدرسة باعتبارها فضاء مصغرا وصورة عاكسة لكل تمظهرات المجتمع لم تنج من بعض أشكال العنف بين الأستاذ والتلميذ، وبين التلميذ والمؤسسات التعليمية، وهذا الأمر يعود بالأساس إلى فقدان المدرسة المغربية قدسيتها، وتراجع قيمة الأستاذ، بالإضافة إلى ذلك هناك عوامل أخرى أهمها: المشاكل الاجتماعية كالبطالة، والفقر، وركود النمو الاقتصادي، والتفكك الأسري، وعدم التواصل، والعديد من المشاكل التربوية وصعوبة التواصل بين المدرس والمتعلم. كلها عوامل ساهمت في انتشار ثقافة العنف في السنوات الأخيرة، واختتم مداخلته بالتأكيد على أن ظاهرة العنف تحتاج إلى تظافر الجهود من قبل كل المتدخلين في قطاع التربية والتكوين، قصد الحد من هذه الظاهرة، بخلق شراكات عملية بينها وبين جمعية الآباء وأولياء التلاميذ باعتبارها الشريك الرئيسي للمدرسة، والقيام بحملات تحسيسية وأنشطة تربوية للوقوف عند أسبات ومسببات ظاهرة العنف المدرسي.
ليختتم اللقاء بتدخلات تلاميذ وأطر التانوية التأهيلية المصلى، الذين أدلوا بدولهم في هذا الصدد، مما ساهم في الخروج بمجموعة من الاقتراحات والتوصيات العملية التي يسعى من خلالها كل المتدخلين ايقاف ظاهرة العنف المدرسي.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
التالي