تربية القرآن كنز للأجيال شعار الدورة الخامسة لمسابقة تجويد القرآن بتمضرت
أسدل الستار مساء الجمعة 05 أبريل 2015 على الدورة الخامسة لمسابقة تجويد القرآن الكريم، التي تنظمها مجموعة مدارس تمضرت، لفائدة تلامذة المستوى الابتدائي بإجراء الدور النهائي بوحدة تمكسلت، وذلك بحضور جماهيري غفير، إذ غصت ساحة المؤسسة وجنباتها بالحضور، شيوخا وشبابا، نساء ورجالا، أطفالا وتلاميذ، مدراء وأساتذ وعلماء.. الكل حج ولبى دعوة كتاب الله.. أجواء روحانية مهيبة كشفت بما لا يدع مجالا للشك على أن تمكسلت كانت ولا زالت وستظل معقلا للقرآن الكريم..
في بداية الحفل وبعد الاستماع لآيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها التلميذة هبة خايوسف، الفائزة بلقب الدورة الماضية، ونشيد ترحيبي، قدم مدير المؤسسة السيد المداني شاكر في كلمة ترحيبية مقتضبة نبذة عن المسابقة، مؤكدا في الوقت نفسه على أن الأهداف المسطرة لها تكمن في: انفتاح المؤسسة على محيطها، والحرص على إبراز وتشجيع المواهب في تجويد القرآن الكريم، وكشف دور المدرسة في الجانب الديني للمتعلمين، مشيدا في الوقت نفسه بالمستوى المتميز للتلاميذ وتحمسهم الكبير للمسابقة، تحت إشراف الأستاذ المؤطر عبد المنعم لطيف، الذي يرجع له الفضل في إخراج المسابقة في هذه الحلة القشيبة.. لتنطلق بعد ذلك أجواء التباري بين المشاركين، الذين تم توزيعهم على مجموعتين، مجموعة البراعم وضمت 6 متنافسين، ومجموعة الصغار المكونة من 5 متبارين.. أصوات شجية يتم الوصل بينها بأناشيد وقصائد شعرية تتغنى بالعلم والعمل والقرآن، أما حفل الشاي فقد كان فرصة للجنة التحكيم، المشكلة من: الأستاذ محمد حميد، والأستاذ لحسن الكورش، والأستاذ عبد السلام أيت عبد المومن، والأستاذ عبد العزيز أسعيد، والأستاذ الحسن الراقيبي، فرصة للتداول في أداء المتبارين وأجوبتهم عن أسئلة لجنة التحكيم في قواعد التجويد، التي كانت تعقب كل تلاوة..
في نهاية الحفل تم الإعلان عن النتائج وتوزيع الجوائز على الفائزين والفائزات..
جدير بالذكر أن هذه المسابقة تنظمها مجموعة مدارس تمضرت بوحداتها الثلاث، المركزية تمضرت، وفرعية تمكسلت، ووحدة أركيون، بشراكة مع جمعية الآباء، والمجلس العلمي المحلي لزاكورة، وبعض المحسنين..
وعلى هامش المسابقة، وفي تصريح للأستاذ يوسف أيت بابا، عضو المجلس العلمي المحلي لزاكورة، أكد على أن هذه المبادرة في المنطقة محمودة ومشكورة، خاصة ومنطقة الجنوب معروفة بانتشار المدارس التقليدية التي تعنى بالقرآن الكريم، تحفيظا وتجويدا وأداء، ونأمل أن تستمر هذه المبادرة الطيبة، كما ندعو المدارس الأخرى إلى اتخاذها قدوة، ولم يغفل ممثل المجلس العلمي المحلي الإشارة إلى أن المجلس على استعداد دائم لدعم مثل هذه المبادرات القرآنية، تشجيعا للناشئة، رجال المستقبل وحاملي المشعل والرسالة، كيف لا ؟ والمغرب، يضيف الأستاذ، يعتبر من البلدان المتميزة في الاهتمام بالقرآن الكريم، ولذلك يقال بأن القرآن نزل بمكة والمدينة، وكتب في تركيا، وقرئ في مصر، وحفظ في المغرب..
نفس الكلام تتردد على لسان الدكتور أحمد أيت لمقدم، ممثل الرابطة المحمدية للعلماء بزاكورة الذي حضر أجواء المسابقة، إذ صرح لنا بأنه يثمن هذه المبادرة، ويشد على أيادي المؤطرين، ويدعو إلى مزيد من الدعم والتشجيع للساهرين على تكوين هؤلاء البراعم والتلاميذ، فما أحوجنا – يتابع الدكتور- إلى الاستثمار في الرأسمال البشري، والقرآن الكريم خير ما يستثمر فيه باعتباره وسيلة للتثقيف.
أما رئيس جمعية الآباء الحاج صالح أيت بسلام فقد سجل ارتياح الآباء، وفرحهم الكبير بهذه المبادرة ولا أدل على ذلك، يضيف والابتسامة تعلو محياه، من الجمهور الحاضر، مشددا في الوقت نفسه على أن الآباء يسعون لتعميم هذه المبادرة في المنطقة، وجعلها إرثا تربويا ثقافيا يفتخر به الجميع، فالتربية على القرآن كنز للأجيال..