حادثة تيشكا تفضح فساد رجال الأمن و الدرك

5 560

لازلنا  نعيش على  وقع فاجعة  الثلاثاء 4 شتنبر 2012   حيث انقلبت  حافلة لنقل المسافرين على الطريق الوطنية رقم 9  بمنعرجات تيشكا  و التي خلفت  46 قتيلا إلى حدود  كتابة هذه الأسطر .
كثر الحديث عن أسباب هذه الحادثة  المؤلمة و يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو : أين كان رجال الدرك الملكي الذين  يصطفون على طول الطريق رقم 9  و هل اقتصر  تواجدهم  على  أخد الرشوة فقط  ؟  أين الضمير المهني  و أين المراقبة الطرقية  التي  تتحمل مسؤوليتها  أولا و أخيرا الحكومة بمختلف مكوناتها

يمكن اختصار أسباب هذه الحادثة في  20 درهم  و رجل درك  خائن لوطنه و مهنته التي  من المفترض أن تكون  حاجزا منيعا  ضد من سولت له  نفسه  التلاعب بأرواح الأبرياء . لكن الرشوة التي هي سبب فساد المجتمع المغربي  قلبت كل الموازين و جعلت من القانون  لعبة  تستعمل  ضد المواطن و ليس من أجله ، و لعل كل القرائن تثبت ذلك، فكيف يسمح لحافلة  تحمل ازيد من 65 مسافرا بالمرور عبر كل نقط التفتيش المتمركزة على طول الطريق، أكيد أن الرخصة  التي تخول كل  الممنوعات  قد لا تتعدى دراهم معدودات و هنا نستنتج  قيمة القانون  من جهة و قيمة المواطن  لدى الحكومة  من جهة أخرى

 و مما لا شك فيه ، لو أن الحادثة وقعت في بلد  أوربي  لأقامت حكومة  ذلك البلد الأرض و أقعدتها على مصاب جلل كهذا و  لأعلنت  حدادها  على  الضحايا   و الدليل  واضح من خلال رد الفعل  الفرنسي الذي واكب الحادثة  منذ وقوعها  و يعتقد أن إحدى القنوات الفرنسية  كانت أول من بث صور الحادثة   فيما انشغلت القنوات المغربية في مسلسلاتها التركية و سهراتها  التي تذاع  على طول النهار .

مفارقة غريبة حقا ” المواطن يدفع ضريبة التلفاز – فرضا – و يبحث عن الأخبار في قنوات دول أخرى”

و تأتي بعد ذلك   تصريحات المسؤولين بكل  برودة، يكررون نفس الأسطوانة ” نتقدم بالتعازي و نتكفل بالضحايا ”  عبارة  يشمئز لها البدن  لكونها  تعتبر  تهكما بأرواح الضحايا  و ليست تأسفا لما لمَؔ بهم ، فبالأحرى التكفل بالمواطنين قبل وفاتهم و تسخير شروط العيش الكريم لهم  و أهمها  رجال سلطة  يخدمونهم  خدمة تليق بمواطن حر   بكرامة  أما بعد الوفاة فقد أصبح حريا  بالدولة أن تتكفل بمن هم على قيد الحياة

و الكل يتساءل كيف يتحول  رجال شرطة و درك  من  خدمة المواطن  إلى قطاع طرق  يفرضون ضرائبهم  كما يشاءون و يخرقون القانون  كما يحلوا لهم  لا رقيب و لا حسيب  و النتيجة  أموات  في كل لحظة  و ممنوعات في كل مكان  .

رحم الله  الشهداء  و إن لله و إن إليه راجعون.

                                العربي بالا – امحاميد الغزلان

5 تعليقات
  1. abdoul mhamid يقول

    نتمنى ألا يمر هذا الحادث مرور الكرام و يتم طي هذه الصفحة المروعة في تاريخ الحوادث في المغرب كما جرت العادة المقال يحمل المسؤولية للدرك و هذا شيء تابت و صحيح، الحافلة أكيد مرت عبر الحاجز الدائم اغرم نوكدال حيث تتجسد الرشوة ‘ على عينك يا بن عدي ‘ ثمنه قليل و أجره كثير 20 درهم يكفي فقط لتعبر هذا الحاجز و الله ينعل اللي ما يحشم
    احتراما لأرواح الضحايا يلزم المسؤولين زيارة بسيطة للطريق الرابطة بين زاكورة و امحاميد الغزلان التي أفلح أحد السياح الأجانب بوصفها بالطريق شبه المعبدة تصلح للراليات و هواة المغامرة كما أفلح أحد المواطنين البسطاء استجوبته القناة الثانية بوصفه لها بالطريق رقم 0 و ليس رقم 9
    نتقدم بأحر التعازي لعائلات الضحايا و إن لله و إن إليه راجعون

  2. يجب ويجب يقول

    يجب محاسبة كل رجال الدرك والامن الذين تواجدوا في كل نقط المقطع الطرقي الذي مرت منه حافلة الموت هذه (فلا اهلا ولاسهلا بها) والكل يعرف انها تحمل اكثر مما هو مسموح به وهؤلاء الامنيين يديرون وجوههم مقابل دريهمات معدودة حتى وان مات المغاربة كلهم فدريهمات اكثر قيمة من ارواحهم التي لاتدر عليم ولو سنتيما . كماى يجب محاسبة المسؤولين عن هؤلاء الامنيين لانهم لايقومون بواجبهم .

  3. nasser adam يقول

    يجب ان تكون مراقبة جد دقيقة ليس بالطرقات وحسب ولاكن داخل المحطات الطرقية كدلك اي لا يسمح بخروج الحافلات حتى يتم فحصها من طرف لجنة تعطاها الصلاحية في منع او السماح للمغادرة واي خرق لهده الاخيرة تتم محاسبتها اما ما نراه الان خروج و دخول بغر مراقبة فهدا غير معقول

  4. salah يقول

    rahima alah jmi3 al mwta fi lha9I9A tichka s3iba ana kantlab man nasse lmssouline yhalou lina hadak nafak machi floussna radine rire fi lmihrajanat choufou alach jabou barsalona laabat maa raja waatawha 2 mlyare hadik nite ysawbou biha nafak khlaw al3alam kaydhak alina hadchi rah hchouma alikoum

  5. زاكوري يقول

    ماذا عسنا ان نقول اللهم ان هذا لمنكر حسبنا الله ونعم الوكيل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.