كم من حادثة تلزمنا؟
رحم الله شهداء حرب الطرق في المغرب. رغم أنه في الحرب يكون العدو معروفا والخصم واضحا، أما في طرق المغرب فالعدو الذي لا تملك حيلة أمامه غير معروف وكل يشير بأصبعه إلى جهة ما ليبرأ ذمته.
حالة الكثير من الطرق لا تسر ، لكن من يتحمل مسؤولية هذه الطرق المهترئة رغم أن الدولة تخصص لها مبالغ مالية خيالية، تغتني بها الشركات التي تشيد هذه الطرق، والتي يصبح أصحابها ميليونيرات في ظرف وجيز، طبعا بالتنسيق مع المختبرات الوصية و موظفين فاسدين تابعين للدولة الذين يؤشرون على صلاحية هذه الطرق و مطابقتها للمعايير المنصوص عليها في دفتر التحملات، بعد أن يأخد كل واحد حقه من الكعكة والضحية هو المواطن الفقير.
جانب من المسؤولية يتحمله الأمن ووزارة التجهيز التي تسمح لحافلات و سيارات مهترئة عبارة عن قنابل موقوتة تجتاز الطرق المغربية تكدس بداخلها مواطنين مغلوبين على أمرهم لا يملكون بديلا، خاصة في المدن الهامشية حيث المواطنون يوصفون ”بالله يعمرها دار ” ، لا يتمردون ولا يحتجون ويمكن تكديسهم في أية وسيلة. لأن المواطن البسيط عندما يجد نفسه في محطة باردة، يكون مخيرا بين أمرين أحلاهما مر. إما أن يدفع الثمن الذي يفرضه أصحاب الحافلات ويركب حافلة قديمة مهترئة و يتكدس في ” زنقة ” الحافلة من أجل أن يصل إلى الوجهة التي يقصدها. أو يقضي ليلته في المحطة بين المتسولين وعابري السبيل و اللصوص ، يفترش الأرض في انتظار حافلة أخرى تقترح عليه نفس الشروط المهينة. لذلك فلا لوم على مواطن يقبل الركوب في ظروف مهينة في ظل غياب بديل.
مشكل حرب الطرق في المغرب أعمق بكثير ويحتاج حلولا شمولية، لأنه مرتبط بعقلية المواطنين و فساد المسؤولين، فلا يمكن أن تتخيلوا المبالغ الفلكية التي يجنيها المسؤولون عن منح رخص السياقة، هناك مدارس تقترح ثلاث صيغ للحصول على رخصة سياقة ويخبرونك بذلك منذ أن تطرق باب مدرسة السياقة: إذا دفعت المبلغ القانوني لن تستفيد من أي مساعدة. تدفع ألف درهم زيادة تحصل على مساعدة في الأسئلة الكتابية ، تدفع ألفين درهم زيادة تحصل على رخصة سياقة ويكون حضورك يوم الإمتحان مجرد حضور شكلي، يكفي أن تنتبه لمختبرك الذي يشير بعدد أصابع يده إلى الجواب الصحيح. لذلك يحرص المسؤول على الإختبار على ترتيب الممتحنين ويضع الذين دفعوا رشوة في الخلف كي يريهم الأجوبة. أما في امتحان السياقة فالأمر سهل يكفي الحضور الشكلي للشخص. كل هذا الغش في الحصول على رخصة السياقة ساهمت بشكل كبير في إفراز جحافيل من السائقين الجاهلين لقانون السير والذين يتصرفون بشكل جنوني على الطرق .
الحالة التقنية للعديد من الحافلات و سيارات الأجرة تستدعي من الدولة أن تدخل لحماية المواطنين من هذه الأنعاش المتحركة والمؤدى عنها، خاصة في المدن الهامشية البعيدة عن الأعين. حافلات فاقدة لأي صلاحية يتم تغيير صباغة هياكلها بين الحين والآخر نظرا لتواطؤ مسؤولين و النفوذ الذي يملكه أربابها، والنتيجة هي ما نسمعه في كل مرة ، قتلى بالعشرات لمواطنين بسطاء لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في وطن إسمه المغرب.
كم حادثة تلزمنا وكم من روح ” يجب ” أن تزهق كي يتم الضرب بيد من حديد على أيد المتلاعبين بأرواح البشر لقاء دراهم معدودة من مقاولين يشيدون الطرق، مهندسين يؤشرون على مطابقتها للمعايير، مختبرات متواطئة، مهندسي سياقة غشاشين ، رجال أمن وموظفين فاسدين ما يهم هو جمع الأموال ولو على حساب دموع أُمٍّ من قرية بعيدة ودعت إبنها وقبلته وحضنته وهو يقول لها :
أنا ذاهب يا أمي لأدرس بجامعة القاضي عياض و أعود إليك بالشهادة الكبيرة..
لكنه لم يصل كي يعود..
رأت صورته على شاشة التلفاز و هو مكفن في ثوب أبيض.
رحم الله شهداء الطرق في هذا البلد غير السعيد..
ميمون أم العيد
المقال مبتور
ولم يتم نشر سوى نصفه !!!
ثقل في سرفر الموقع أخي، ونعتذر على هذا العطل
كم يمكننا من ارواح ومن حوادث تلزمنا لتفكر الدولة لانجاز مشروع ستي فاطمة الذي بداه الستعمر ولم تلتفت اليها الدولة ؟ مشروع لا يكلف الدولة الا 2 مليار درهم . الدراسات متوفرة لكن سياسيو فاس والرباط والشمال والعروبيا يعارضون وخصوصا مثل هذا المشروع يهم الجنوب الشرقي للبلاد الذي تعتبر جبال درن حاجزا وفاصلا بين المغرب النافع وغير النافع .
كم يمكننا من ارواح ومن حوادث تلزمنا لتفكر الدولة لانجاز مشروع ستي فاطمة الذي بداه الستعمر ولم تلتفت اليها الدولة ؟ مشروع لا يكلف الدولة الا 2 مليار درهم . الدراسات متوفرة لكن سياسيو فاس والرباط والشمال والعروبيا يعارضون وخصوصا مثل هذا المشروع يهم الجنوب الشرقي للبلاد الذي تعتبر جبال درن حاجزا وفاصلا بين المغرب النافع وغير النافع . صاحا يوس نم الرمان