اه لو تمتعنا كلنا بجوج فرنك؟؟

0 450

من السّهل جدّا التهكّم على المغاربة، و استسهال التفوّه بكلمات خسيسة و نذلة حقيرة، تمسّ كرامتهم و لقمة عيشهم البئيسة، و التي لا تبلغ حتّى حد ربع فرنك الفيلالية؟؟ بمكان مقدّس، تناقش فيه قضايا الأمة بأسرها.. لأنّ الّذين تم ائتمانهم كنواب عن الشعب، يلجون للقبة المغطّاة المحمية من لهيب الشمس، لا يمضون في ذاك الكرسي الدافئ الرخو، سوى سويعات قليلة من الهرج و المرج، و السلفيات و الشخير و السّخرية المقيتة، جرّاء جهلهم حتى قراءة أسئلتهم بطريقة فصيحة، ثم يتنعّمون بجوج فرنك..يعني ما مقداره 8000 درهم؟؟ غريب فعلا؟

و من هذا المنطلق، يحق لهم بطبيعة الحال، أن يعتبروا ما يمكنهم الوصول إليه بعد عمر رغد و موجز، في النقد الفارغ، ضئيل جدا؟؟ لكن ماذا قدّموا من إصلاحات تهم تقدم الوطن و الانبراء لخدمته فعليا، بدل النرفزة الواهية و الهرطقة الفارغة من محتواها..؟؟ فهذا هو مربط الفرس؟ و لنا الحقّ أيضا في الرّدّ و النقد و التهكم..

لم لا يفارقون ذاك الكرسي لبضع ثوانٍ، ثم ينزلون للشارع العام، كما هرولوا حفاة الأقدام في الانتخابات الماضية، كي يبصروا بحقيقة أوضاع الفقراء و المهمشين، و الذين بالكاد يحصلون على قوتهم اليومي؟؟

ما حقيقة نضالهم المزيف على امتداد سنوات ضالة و التي أعتبرها محض افتراء و شؤم، جرت علينا ويلات التفكير المنحرف، كي نصدق بكل عفوية و بلادة، أنّهم و فكرهم البائد، أهل النزاهة؟

فالأستاذ نبراس الأمة و علو شأنها، لا يتقاضى تلك “جوج فرنك” ؟؟ و بالمقابل يساهم بمعاش مقدر ب 1500 درهم في الشهر ما يعني قرابة 18000 درهما سنويا، و ليس هذا هو المهم بل إنه يستمر في عطاياه لصندوق التقاعد لمدة تزيد عن خمسة وثلاثين سنة من التفاني في أداء عمله، دون أن ينتظر أدنى التفاتة من أحد ما، أمّا البرلماني فكم يشتغل؟ خمس سنهات باطلة، يسخر منها الزمان، ثم تراه يطالب بمعاش أبد الآبدين؟؟؟ اللهم إن هذا منكر رأيته في بلدي..

و كم يتقاضى يا ترى العامل البسيط الذي أثقلت الديون كاهله و فاقمت ضريبتا الماء و الكهرباء ” أمانديس الاستعمارية و الرمسا الفاسدة” من فاقته و عجزه، حتى غدا مسنّا و كهلا بئيسا و هو في سن الثلاثين؟؟؟ يا للويل و ياللقيح منهم و منهن؟

سوف أزيل عناء البحث و الاكتشاف عن وزرائنا الأفذاذ، و أمدّهم بكم يتقاضى هذا العامل الخدوم لوطنه عكس بعض النواب “الفرنكيين”..يا سادة إنه لازال يتقاضى ورقة نقدية من فئة خمسين درهما؟؟ لا تكفيه حتى في سد مصاريف تنقلاته اليومية بحثا عن عمل؟ و لا معاش له و لا أغطية و لا ألبسة له مثل التي لكم..

و زوجته رثة الثياب و ليس لديها ما تطلي به وجهها من أنواع الصباغات المائية أو تذهب لصالون التجميل كي تغير وجهها باستمرار و تبقى أنيقة و لا يبدلها هذا العامل البئيس بأخرى؟؟؟

اه لو تمتع جميع المغاربة بجوج فرنك تلك، لصدق انتماء الأحزاب الوهمية التي تسمي نفسها زورا أنها اشتراكية في توجه فكرها، و ما هي إلا رأسمالية غبية؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.