حادثة (تزن تشكا) آلام آمال
بقلم حبره الدموع، أكتب هذا الخطاب الذي آمل من العلي القدير أن يكون مسموع: كلما تذكرت حادثة الحوز(درعة) الأليمة كلما غرمني حزن شديد، ملأ القلب والكيان وشغل البال والوجدان، ودكَّ الأحشاء وزعزع الأركان. كيف لا وقد أفقتدنا ثلة من أشراف هذا الوطن الجريح ، إنه لمن العيب والعار أن يعد من المغاربة الأحرار من لم يكن هذا حاله وصار ما ذكرته مآله، لقد خلف هذا الحادث 44 قتيلا و22 جريحا، وإذا ما وقفنا عند هوية الضحايا فسنجد منهم الرضيع الذي لا زال لم يتنسم عبير الحياة بعد وشاءت الأقدار أن يذهب تاركا جرحا غائرا في كبد أمه، وسنعثر على الشاب الذي كان كلُّه طموح في مواصل رحلة العلم التي قطع أشواطا منها بين أهله وأقربائه ولكن الغشاوة التي أعمت المسؤولين وَأدَتْ طموحه وهو لا يزال في المهد، ترك الشباب ضحايا الحادث شعب زاكورة مصابا بداء فقدان أجزاء من الكبد، داء ليس له دواء ولا يرجى منه الشفاء. سنصطدم أيضا بأرباب الأسر الذين شدُّوا الرحال الى المجهول بحثا عن لقمة عيش يسدُّون بها رمق دويهم، والأدهى والأمر عندما نكتشف أسرا من جميع أفرادها ذهب الى العالم الأخر بسسب الطمع الذي طمس قلوب العاملين بقطاع النقل حتى غدت أرواح الأبراياء لا تعادل جناح بعوضة في ميزانهم الخاسر. إذا وقفنا عند هوية الضحايا سنجد وسنجد ……………….
إن ما خلفته حادثة الحوز من آلام لايعد ولا يحصى نذكر من على سبيل المثال لا الحصر، الصدمة النفسية التي أصابت كل من تجري في عروقه دماء الإنسانية، صدمة تركت التفكير شارد، والعقل مكبل، و القلب مكلوم تتقادفُه عواصف عاتية من الهموم. الحادثة أيضا يتمت أطفالا وشردت آخرين، وخرّبت بيوتا كانت جدرانها مرصّعة بالسعادة، وأسْقُفها مغطاة بالقناعة والرضى. الحادثة خلفت وخلفت………………………
وإذا كانت الآلام أكثر من أن تعد وأكبر من أن تحصى، فالآمال محدودة جدا نجملها في الآتي:
– الإهتمام بالجهة الجنوبة الشرقية حتى تلحق بركب المغرب النافع، ولن يتأتى ذلك إلا بالتوزيع العادل لثروات البلاد وخيراته؛
– إنشاء نفق في أقرب الآجل؛
– التكفل بأسر ضحايا الحادث،ومواساتهم ماديا ومعنويا؛
– الضرب بيد من حديد لكل من سولت له نفسه العبث بأرواح المواطنين الأبرياء؛
– التكوين الفعال والمستمر للسائقين ومرافقهم؛
– تشديد المراقبة الطرقية؛
وأملنا في الله عز وجل معقود أن تكون الحادثة صفعة قوية للقائمين على شؤون هذا الوطن الغالي ليستفيقوا من سباتهم العميق.
بقلم الأستاذ: عبد الغاني بن باري
الله ارحم