شيشاوة : أسدل الستار اليوم 13/09/2012 عن الجلسة الافتتاحية ضمن الدورة الثامنة التي نظمها مهرجان شيشاوة للثقافة والفنون بشراكة مع مجلس الجماعة الحضرية لمدينة شيشاوة تحت عنوان : “شيشاوة عبق التاريخ :إشراقات الحاضر والمستقبل” ،ولقد تم في هذه الجلسة توقيع كتاب( شيشاوة منذ ما قبل التاريخ إلى الآن) لصاحبه الأستاذ المؤرخ عبد العزيز ايت بنصالح صاحب روايتي : (العميان ،بابل ) حيث تخللت الجلسة مجموعة من المداخلات تقدم بها ثلة من السادة الأساتذة كما تجدر الإشارة إلى أن الأستاذ محمد عادل تكلف بإدارة الجلسة محاولا بأسلوبه السلس وطريقة العذبة التي لا تفارق الابتسامة أن يخطب ود السادة الأساتذة بأن يلتزموا الوقت المسموح به .
مداخلة الأستاذ ايت العميم :تقديم للكتاب
بدأ الأستاذ محمد ايت لعميم مداخلته الماتعة التي حوت جملة من النقط الأساسية والمتعلقة بالموضوع المتحدث عنه من قبيل :
آثار المستعمر في تحريف التاريخ المغربي ليتناسب وأهدافه ثم التنويه بالجهود المبذولة في التوثيق لتاريخ المغرب ، فضلا عن اعتبار مؤلًف عبد العزيز بن صالح بمثابة الدراسة الأولى التي لها فضل الريادة والتدشين ، لا سيما أنه أوضح المنهج الذي اتبعه الكاتب فيها وهو منهج مدارس الحوليات ، كما أشار الناقد ايت لعميم إلى أن الكتاب يحاول الإجابة عن الأسباب التي جعلت شيشاوة صامدة في الوقت الذي اندثر فيه كثير من المناطق ، كما أنه أكد على كون شيشاوة سباقة في الظهور وأعمق من بعض المدن التي أمست اليوم مدنا حضرية كبرى ،والسبب في ذلك ـ حسب صاحب الكتاب ـ راجع الى أنها لم تكن تلعب دورا استراتيجيا في تاريخ المغرب الأوسط. كما حاول في الأخير تحديد المدلولات اللغوية لمصطلح شيشاوة ، من بينها أنه يعني مكانا للدجاج ،كما يدل على مكان مليئ بالتلال والهضبات ، وكتوضيح أشار الأستاذ ايت لعميم إلى أن كلمة “عبق” التي اسندت إلى التاريخ في شعار المهرجان لا نكاد نلمسها أو نشهدها في الحاضر الشيشاوي ، لذا فقد استوصى من المسؤولين أن توضع أسماء الذين صنعوا تاريخ شيشاوة وشيدوا عبيقها على شوارعها والمناطق الرئيسة فيها .
مداخلة الأستاذ محمد قديم : شيشاوة : المراحل المفصلية في نشأتها
قفا مداخلة الأستاذ ايت لعميم الأستاذ محمد أقديم بمداخلته الشيقة والموسومة بعنوان : شيشاوة : المراحل المفصلية في نشأتها ، وفيها أشار إلى أن وجود تاريخ شيشاوة بين كتب التاريخ يأتي عرضا وليس غرضا وبحسب القرب من القواعد الحضرية ، لذا فتاريخ شيشاوة حاضر في الدوليتن : المرابطية والسعدية اللتين اتخذتا من مراكش قاعدة لها ، في حين أن تاريخ شيشاوة يبقى مبثوثا بين ثنايا الكتب ،وتتوزعه بيضات ينبغي سدها عبر التأويل الموضوعي ، وفي مداخلته هاته ـ وإن كانت غير مرتبطة بالكتاب الموقع إلا موضوعا ـ تناول الأستاذ أقديم مجموعة من المحاور الأساسية من بينها :
1) شيشاوة ما قبل التاريخ
2) شيشاوة في عهد الدولة الاسلامية
3) شيشاوة في عهد الدولة المرابطية
4) شيشاوة في عهد الدولة الموحدية
5) شيشاوة أثناء حكم المرينيين
6) شيشاوة في عهد الحكم الوطاسي
7) شيشاوة في عهد السعديين
وفي ختام المداخلة أشار الأستاذ إلى أن شيشاوة لم تكن منطقة جبلية معارضا بذلك ما ذهب إليه اليون الإفريقي ، بل الشيشاويون فقط سكنوا الجبال بسبب المضايقات البرتغالية.
مداخلة عز الدين التامري : الأدب الشيشاوي
في هذه المداخلة أعرب الأستاذ التازي عن كونه لن يبحث لنا عن الدواوين الشعرية أو أسماء الشعراء بالمنطقة ، بل اقتصرت مداخلته على توضيح المقصود من البحث في الحركة الأدبية بالمناطق ،مستندا في ذلك إلى ابن خلدون وجهوده في تحديد المقصود بالبحث الأدبي باعتباره حفظا لأشعار العرب ومعرفة لأخبارها ، لذا فالحديث عن الحركة الأدبية العلمية يقتضي تحديد المقصود بالعلم في الزوايا ،لذلك فالشعر والأدب يدينان بالكثير للمدارس والزوايا العلمية نظرا للتداخل الحاصل بينهما
وفي أخير هذه الجلسة العلمية اسندت الكلمة إلى صاحب كتاب : شيشاوة منذ ما قبل التاريخ إلى الآن ليمتع الحضور الكرام عن هدفه الكامن وراء محاولته هاته والمتمثل في تغطية شيشاوة كما مراكش وغيرها من المدن الأخرى ، مشيرا إلى أن البحوث التي تناولت موضوع التأريخ للمنطقة من قبل اقتصرت على جوانب محددة ، ليفتح باب المناقشة الهادفة بين الحاضرين الذين تفاعلوا بعلمية مع الموضوع وأدلو بدلوهم بصدق
ذ عبد الواحد البرجي
صاحب المقال هو : ذ عبد الواحد البرجي
نعتذر أخي عبد الواحد