كعادتها معاناة ساكنة الجنوب الشرقي مع أسعار النقل خلال فترة عيد الأضحى

0 446

لمناسبة عيد الأضحى مكانة مميزة عند المغاربة وبصفة خاصة لدى أهالي الجنوب الشرقي حيث تثم خلالها صلة الرحم و اللقاء بين الأحباب والعائلات، إذ يتوافد على منطقة  تاكونيت بدرعة الوسطى مثلا أفواجا من الرحلات المنظمة منها والغير المنظمة؛ قادمين إليها من مدن مختلفة خاصة ( الدارالبيضاء ـ مراكش ـ أكادير…)، التى تحتضن أعداد كبيرة من ساكنة درعة وهذا راجع إلى الظروف الاقتصادية  والاجتماعية التي جزفت بغالبية الأسر إلى الهجرة من أجل البحث عن لقمة العيش أو تحسين ظروف حياتها.

وعن فكرة قضاء أيام العيد وسط أهلهم يسلكون أبناء المنطقة جميع السبل من أجل تحقيق ذلك، فالعيد مناسبة كبرى للم الشمل بين أبناء الأسرة والعائلة في زمن نعاني من التشتت الأسري وقطع صلة الرحم علما أن غالبية ساكنة درعة عموما لا تسمح لهم ظروف عملهم ومعاناة الطريق لزيارة ذويهم وأقاربهم إلا لماما، مما يجعلهم يغتنمون فرصة عيد الأضحى من أجل قضاء أوقات وأيام تعوضهم غربة الزمان والمكان بين أحضان عائلاتهم ، و يتحمسون للعودة والسفر وإن وقفوا لساعات طويلة أمام شبابيك التذاكر أو تدخل بعض الانتهازيين في فرض أسعار مرتفعة واللامعقولة سواء في حافلات النقل العمومي أو سيارات الأجرة الكبيرة التي تصل نسبة الزيادة في أثمنتها إلى الضعف. مما يخلق مشاكل ومعاناة مادية للمسافرين إلى درجة نجد بعض العائلات ذات الدخل المحدود تحول دون سفرها. فعلى سبيل المثال أثمنة النقل من الدار البيضاء إلى تاكونيت تصل إلى 300 درهم علما أن ثمنها في الأيام العادية هو 180 درهم، ونجد أن أرباب الحافلات يبررون ذلك انهم عند العودة يأتون خاويين الوفاض أو  متاعب البعد، علاوة عن واقع الطرق الغير المعبدة في مجموعة من المسالك والمرقعة أحيانا فهي من الطرق التي تم تشيدها من طرف المستعمر إبان زمن الحماية من أجل تسهيل استغلال خيرات البلاد، أليس من العيب والعار العيش على إيقاع هذه الطرق  وممراتها تجاوز عمرها القرن تقريبا؟. الحقيقة  رغم ذلك يبقى للعيد مكانة مهمة لا يمكن للمواطن الزاكوري أن يقضيه بعيدا عن أسرته ـ إلا إذا اضطرته الظروف إلى ذلك.

ولتعويض النقص الحاصل في وسائل النقل يعمل مجموعة من الشباب على تنظيم رحالات مسترسلة بأثمنة مناسبة خصوصا فئة الطلاب والطالبات من أجل جمع الشمل أو تفاديا للازدحام  مع الركاب في المحطات المسافرين، لكن إلى متى هذه الترقيات ؟؟.

إننا نؤدي ضريبة الانتماء إلى المغرب العميق والمهمش ـ الغير النافع ـ فلا تنمية ولا بادرة حسنة تحسب لأي حكومة ولا حتى منتخبينا اللهم إلا بعض الالتفاتات القليلة منها لبعض الجمعيات المجتمع المدني المحلية وكذا من المحسنين الذين يقومون ببعض المبادرات المحمودة، لكن هل سنبقى حبسيين هكذا كأننا نطرق باب الزكاة والإحسان منهم؟ ألا يحق لنا ولباقي أبناء المغرب العميق العيش بكل كرامة وعدل؟ أين هي العدالة والمساواة في توزيع الثروة الوطنية؟    

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.