أيها الصامتون كلكم مسؤولون

0 800

تأتون بالطبيب أو نأتيكم” هذا هو شعار الوقفة الذي تبناه متظاهروا بني زولي من أجل تحقيق مطلبهم وهو توفير طبيب لمستوصفهم. فبعد حوار طويل مع والدتي قالت لي : “سير أولدي ضرب شي ضورة فالسوق” خرجت من المنزل بملامح معمر القذافي عندما ألقى خطابه المشهور لكن سرعان ما تغيرت هذه الملامح بعدما لمس شعاع الشمس “سنطيحتي” اتجهت صوب السوق وأنا أتمنى أن أجد شخصا “نشد معاه الستون بين ما يطيب الفطور” أثارت انتباهي هذه التظاهرة لأن فيها بعض أصدقائي فقررت الانضمام إليهم وترديد الشعارات معهم : الشبيطار هاهوا والطبيب فينا هوا” “هذا سبيطار حاشا هذه جماعة حاشا “.

بعد انتهاء الوقفة توجه صوبي “هشام العزوة” أحد منظمي هذه الوقفة ليبادلني التحية. وقام بمصافحتي بطريقة تشبه تلك التي يتبادل بها أهل السجين مع ابنهم عند خروجه من السجن وكأنه يظن أنني أنا هو الطبيب المنتظر. لكن ما أثار انتباهي حقا هو أنني أول مرة أشاهد النساء في بلدتي يشاركون في مثل هذه التظاهرات والرجال يكتفون بالمشاهدة فقط وكأنهم يتفرجون على عرض استعراضي . كما شاهدت أيضا في الشارع شاب أبكم وأعرج.الذي قدم هو الآخر لعلمه بالوقفة.وقد انضم لها ميتعملا عكازه الذي أصبح صديقه في غياب طبيب . أخذ الشاب يصرخ حتى ظن الناس أنه سيتحدث وهو الأبكم طول عمره.كان المسكين يعبر عن واقع الحال وكل من كان بقريه شعر بالألم الذي تعرض له هذا الشخص. طول حياته .كان الصوت الذي يصدره يتسلسل إلى قلب جميع الحاضرين.التفت وتأملت في وجوههم فرأيت الدموع تنهمر من عيونهم. وكأن الأبكم يقدم لهم صفعات.وليس صراخا . التفت الأبكم بعد ذلك إلى الذي يكتفون بالمشاهدة بدل المشاركة وعيناه تغمرهما الدموع وكأنه يقول لهم أنظروا جيدا من الأبكم أنا أم أنتم تبا لكم ولعنصريتكم.وخيانتكم. أيها الصامتون كلكم مسؤولون.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.