البنية التحتية لمجموعة مدارس “أزعار” نيابة “زاكورة ” تهدد سلامة التلاميذ و الأساتذة
تعلمنا تجارب الكثير من الدول و المجتمعات الحديثة أن قطاع التربية و التعليم يشكل البوابة الرئيسية لبناء وترسيخ مجتمع واعي، حداثي وديموقراطي، مجتمع تسوده القيم و ينعدم فيه الجهل . بحيث لا يمكن الحديث عن هذا المجتمع المثقف بعيدا عن بنيته الفكرية والسوسيوـ ثقافية.
إن التعليم هو الضامن الوحيد لمستقبل متطور وراقي، إنه السيرورة المتراكمة من المعارف والتقنيات وطرائق والفنون وأساليب العيش والتعايش، والحكامة السياسية الجيدة للاجتماع البشري . لا يمكن تصور مجتمع مزدهر اقتصاديا و لا اجتماعيا بدون نظام تربوي جيد.
قد يتساءل البعض عن علاقة عنوان المقال بهذا التمهيد، لكن أعزائي لا أخفيكم أمرا أننا نحاول رفض واقع مرير سرعان ما اعتقدناه يسير نحوى الأحسن، لكن كلما زاد أملنا كلما اصطدمنا بهذه الكوارث البشرية التي يكون الطفل و المراهق و الشاب المغربي ضحية لها.
النموذج من الجنوب الشرقي، و بالضبط إقليم “زاكورة”، جماعة “تاكونيت”. هذه المنطقة التي تعاني القهر الاجتماعي في زمن التباهي بالقيم الديمقراطية و المساواة. هذه المرة, الحديث سيلامس المدرسة العمومية، إنها المؤسسة التربوية التي ينتظر منها أن تؤسس لجيل مثقف متشبع بالفكر و القيم الحسنة.
لا اعتقد أن أستاذ كيفما كان نوع، و مهما بلغ صبره، سيبدع في عمله و هو يزاوله في أقسام تآكلت و نخرها الزمان. و نحن نطبل عبر وسائل الإعلام و المذكرات التربوية لتحديث الإدارة و إدخال التكنولوجيا لقطاع التربية و التعليم.
كيف يعقل أن نشاهد أقسام بسقف شبه عاري، و اكتضاض لا مثيل له، و غياب المرافق العمومية…، و في نفس الوقت الجهات المسؤولة تقول بتحديث الإدارة، و تؤمن بإمكانية إصلاح التعليم؟ هل حقا نحن في القرن 21 ؟ هل حقا نعيش في بلد نامي اقتصاديا أم أننا ننافق أنفسنا في زمن النفاق الممنهج سياسيا؟
تعد مجموعة مدارس” أزعار” من بين المؤسسات التعليمية التابعة لنيابة “زاكورة” جهة سوس ماسة درعه( سابقا) و درعه تافيلالات (حاليا) وهي من أعرق المدارس و أقدمها، حيث أنجبت العديد من الكوادر التعليمية و الاقتصادية…إنها مجموعة المدارس التي كلما تكلم المسؤولين عن الإصلاح التربوية إلا زادها هذا تخلفا و دمارا بنيويا.
لقد أصبحت مجموعة مدارس “أزغار” من بين المؤسسات التي يفترض أن تغلق أبواب العديد من أقسامها خلال فصل الشتاء حفاظا على سلامة التلاميذ ، لأن بنيتها التحتية أمست لا تصلح حتى لتخزين بقايا أكل الحيوانات، و اعتذر عن هذا التشبيه. لكن ماذا سعاني أقول …
حينما أشاهد مثل هذا الصور يقشعر بدني و تزداد حسرتي على مستقبل تلك البراعم التي تتمدرس تحت أسقف تكاد تنهار عليها.
لا يحق لنا الحديث عن مدرسة مغربية حديثة في خضم وجود قسم واحد في المغرب يعاني من غياب بنية تحتية كأقسام مجموعة مدارس “أزعار”.
وتستمر الحياة…