تونا نعرابن موارد مائية محدودة وغير متجددة، بين الندرة والاستغلال الغير المعقلن

0 960
 يعد الماء العمود الفقري للحياة على وجه الأرض لقوله عز وجل في سورة الأنبياء ﴿وجَعَلْنَا مِنَ المَاء كُلَّ شَيء حَيْ﴾، كما أنه يشكل أحد العناصر المتحكمة في التوزيع المجالي للسكان وأنشطتهم على وجه البسيطة، وبهذا يحتل الماء موقع الصدارة بالنسبة لأي تنمية اقتصادية واجتماعية، ومن الطبيعي جدا أن المجالات التي تعرف وفرة لهذا المورد الحيوي أن تكون فرصها للإقلاع التنموي كبيرة، مقارنة مع نظيراتها التي تعرف ندرة هذا المورد الحيوي.
والمتال ياخدنا مرة اوخرى الى الجنوب الشرقي وبضبط   دوار تونا نعرابن جماعة تفتشنا اقليم زاكورة وبحكم الانتماء هده المنطقة إلى النطاق الشبه الصحرواي وبحكم الظروف المناخية  والبنية الجيولوجية فيتسم من الناحية الهيدروغرافية بضعف المياه سواء السطحية أو الباطنية. ومع توالي سنوات الجفاف الذي سبب في أزمة مائية منقطعة النظير، خاصة في ظل ازدياد الطلب على العرض المائي، وعدم ملاءمة التوزيع الجغرافي للموارد والحاجيات  والذي تنتمي إليه المنطقة، كل هذا شكل عائقا وتحديا كبيرا لبلوغ تنمية ترابية مستدامة، هذا إلى جانب عوامل أخرى لا تقل أهمية والمتعلقة أساسا بالاستغلال المكثف والغير المعقلن للفرشة المائية من طرف الإنسان. ونظرا لضعف التساقطات المطرية وعدم انتظامها بالمجال الترابي للمنطقة عموما، ونظرا لغياب مصادر مائية أخرى مغذّية للجريان السطحي غير الإتاوات المطرية، وبحكم نوعية التضاريس والتركيبة الجيولوجية، فإن الملاحظ أن المياه الجوفية المتجددة تمتاز بهشاشتها لا سيما بالطبقات الرباعية المتواجدة على طول الأودية التي تستمد وارداتها أساسا من التسربات الناتجة عن الحمولات، أما الطبقات الجيولوجية العميقة والمنتمية للعصر الجيولوجي الأول فتمتاز كذلك بنفادية متوسطة، وتشكل الموارد المائية السطحية والجوفية العمود الفقري للمجال الاقتصادي بالمنطقة الذي يعتمد بالأساس على النشاط الفلاحي، لكن في الآونة الأخيرة بدأ هذا المورد الثمين في تراجع كبير نتيجة عدة عوامل منها ما هو طبيعي وآخر بشري، هذا الأخير متمثل أساسا في الاستغلال المفرط للماء كما تمت الإشارة إلى ذلك سلفا خاصة في المجال الفلاحي وبدرجة كبيرة في زراعة البطيخ الأحمر وفي زيارة أخيرة لاحضتو إنتشار الآلة لحفرالاءبار بكترة وقمتو بالاستفسار عن سر هدا الكم الهائل من الاءبار أخبروني بعض الفلاحين أن هوناك آبار ذات عمق يزيد عن 200متر، خاصة في كل من دواوير المجاورة  كا اروي ..تفتشنا..الخ لهده المنطقة ، نظرا لما لهذه الفاكهة من أرباح، مما انعكس ذلك على الفشرة المائية بالمنطقة بأكملها.
لكن المشكل الأساسي أن الفاعلين لا يعيرورن اهتماما بهذا الشأن متناسين – عن قصد أو غير قصد – أن الوضع يندر بأزمة مائية خصوصا وأن الموارد المائية بالمنطقة محدودة وغير متجددة وتوالي سنوات الجفاف القاسية بالمنطقة والتي دفعت بالفلاح المحلي – مضطرا – وفي إطار المنافسة إلى تكثيف وتسريع وثيرة حفر الآبار ظنا منه أن باطن الأرض يرشح بالماء ، مما سينجم عن ذلك مشاكل اجتماعية، اقتصادية بيئية يتضح إذن ومن خلال كل الخصائص الطبيعية والمناخية التي تميز المجال الترابي أن لها انعكاسات كبيرة على الإنسان والمجال في درجة أولى، وعلى جميع القطاعات الاقتصادية في درجة ثانية مما يدفع السكان إلى الاعتماد خاصة في القطاع الفلاحي على المياه الجوفية عن طريق حفر الآبار لضمان اكتفائهم الذاتي.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.