تفاصيل تفكيك الخلية الإرهابية ببني مكادة بمدينة طنجة

0 462

تم تفكيك خلية إرهابية بمدينة طنجة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، حيث شهدت العملية مقاومة عنيفة من طرف أمير الخلية، قابلته القوة الخاصة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية بإطلاق القنابل الصوتية لإزالة الخطر، مع إجلاء أسرة المتهم و السكان المجاورين.

كما كشف المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أن هذه الخلية مكونة من 5 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 22 و 28 سنة، كانوا قد أعلنوا “الولاء” لتنظيم “داعش”، و كان لديهم تخطط للقيام بعمليات للتفجير عن بعد، مع تحديد مقرات، شخصيات أمنية و محلات عمومية تستقبل مواطنين مغاربة و أجانب، كأهداف لها.

فيما أسفرت عمليات تدخل عناصر القوة الخاصة، بشكل مُتزامن بمدينة طنجة، عن توقيف “الأمير” المزعوم لهذه الخلية الذي أبدى مقاومة عنيفة، كما تم ضبط 4 أعضاء آخرين “متشبعين بالفكر التكفيري و يحملون مشروعا إرهابيا له امتدادات عابرة للحدود الوطنية”.

و بحسب بلاغ “البسيج”، فقد حرصت عناصر القوة الخاصة خلال عملية التدخل بمنزل متزعم هذه الخلية، على إجلاء و تأمين أفراد أسرة المعني بالأمر و السكان المجاورين، بغرض ضمان سلامتهم و درء المخاطر الناشئة عن إمكانية وقوع أي تفجير محتمل.

هذا و قد أفاد البلاغ الذي نشرته المديرية، بأن إجراءات التفتيش و المسح المكاني كشفت عن وجود قارورة و قنينات من أحجام مختلفة تضم حمض النيتريك و سوائل كيماوية مشكوك فيها، و كميات من المسامير و الأسلاك الكهربائية، و 6 قنينات غاز من الحجم الصغير، يُشتبه في تسخيرها لأغراض إعداد متفجرات تقليدية الصنع. كما تم أيضا حجز “علم “كبير يحمل شعار تنظيم داعش، ملابس شبه عسكرية، و أسلحة بيضاء من أحجام مختلفة من بينها قاطعات حادة و أدوات راضة و سيف من الحجم الكبير،  معدات ودعامات معلوماتية، فضلا عن مطبوعات و صور لعدنان “أبو الوليد الصحراوي” القيادي السابق في تنظيم داعش بمنطقة الساحل و الصحراء.

و قد وضح نفس المصدر، بأن المعلومات الأولية للبحث تُفيد بأن أعضاء هذه الخلية انخرطوا في حملة للاستقطاب و التجنيد لتعزيز صفوفهم، كما اقتنوا العديد من المستلزمات و المستحضرات التي تدخل في صناعة العبوات المتفجرة التقليدية، بعد عملية اكتتاب داخلي لجمع المال اللازم.

راهنت الخلية في صنع و إعداد المتفجرات و العبوات الناسفة على التكوين التقني لأحد أعضائها، كتقني متخصص في الكهرباء و يعمل في مجال الربط بالكاميرا، و الذي كشفت الأبحاث المنجزة أنه كان يجري تجارب محاكاة على صناعة المتفجرات بالاعتماد على التقنيات و التطبيقات التي تُوفرها بعض المواقع المعلوماتية المتطرفة على شبكة الأنترنت.

و تشير المعلومات الأولية للبحث أن “أمير” هذه الخلية كان قد دخل في عدة اتصالات مع قياديين بارزين في تنظيم داعش بمنطقة الساحل و جنوب الصحراء، من أجل توفير الموارد المالية اللازمة لتمويل مشاريعه الإرهابية، و كذا ضمان الإمدادات المحتملة بالسلاح و غيره من المعدات اللوجيستيكية الضرورية للعمليات الإرهابية. و تم إيداع أعضاء هذه الخلية تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجريه المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب، وذ لك للكشف عن “طبيعة و حجم الارتباطات المحلية و الدولية لهذه الخلية الإرهابية، و تحديد كافة مخططاتها و مشاريعها التخريبية”.

يأتي تفكيك هذه الخلية الإرهابية و إجهاض مشاريعها المتطرفة، في سياق الجهود الأمنية المتواصلة التي تبذلها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من أجل مكافحة التنظيمات الإرهابية، و تحييد مخاطر التهديدات التي تُحدق بأمن المملكة المغربية و سلامة المواطنات و المواطنين، بحسب المصدر المذكور سابقا.

كما يؤشر تفكيك هذه الخلية، مرة أخرى، على استمرار مخاطر التهديد الإرهابي من خلال سعي بعض التنظيمات المتطرفة لمحاولة ارتكاب عمليات تخريبية من شأنها المساس الخطير بالنظام العام، و يؤكد مدى جاهزية المصالح الأمنية المغربية للتصدي لهذه المخاطر والتهديدات بما يضمن المحافظة على أمن الوطن وصون سلامة المواطنات والمواطنين، وفق المصدر ذاته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.