اللصقات الطبية..تقنية تلقيح جديدة لفيروس كورونا

0 471

مع انطلاق عملية التطعيم لمكافحة انتشار فيروس كورونا برزت إلى الواجهة مشاريع التطعيم ضد الوباء بواسطة لصيقات جديدة عوضاً عن الإبر، الأمر الذي من شأنه أن يحدث ثورة في طريقة إعطاء اللقاح مستقبلاً، إذ تسمح هذه التقنية بتفادي أزمات البكاء عند الحقن للأطفال، كما تمتلك منافع إضافية، أبرزها انتشار أفضل وفعالية معزز.

بحسب دراسة أجرتها جامعة “كوينزلاند” في أسترليا ونشرت نتائجها مجلة “ساينس أدفانسيز” الجمعة الماضي، فقد حققت اللصيقات نتائج مميزة في مكافحة “كوفيد 19”.

و على صعيد نتائج الجربة فقد أشار مولر إلى أن المجموعة الأولى قد حققت “ردّاً قويّاً من الأجسام المضادة، بما في ذلك في منطقة الرئة، وهو أمر أساسي لمكافحة كوفيد-19″، حيث أكد أن “النتائج تخطّت بأشواط تلك المحقّقة بواسطة الحقن”.

في المرحلة الثانية من التجربة تم تقييم فعالية الجرعة الواحدة التي تعطى باللصيقة، بالإضافة إلى استخدام دواء معزز للجهاز المناعي، إلا أن الفئران لم تصب بالمرض.

و تحدث مولر عن سبب فعالية اللصقات وتفوقها معتبراً أن العضلات لا تختزن “كميّة كبيرة من الخلايا المناعية” كما هو الحال في الجلد. كما أن الرؤوس المدببة الموجودة في اللصيقات تحدث إصابات طفيفة تنبّه الجسم إلى حدوث مشكلة وتحفّز من ثمّ الإستجابة المناعية.

تعد منافع هذه التقنية جلية على المستوى العالمي، ومنها استقرار اللقاح لمدة شهر في حرارة معدّلها 25 درجة مئوية ولمدّة أسبوع وسط حرارة تبلغ 40 درجة متفوقاً على لقاحي “فايزر” و”موديرنا” الذي يبقى لبضع ساعات، الأمر الذي من شأنه الحد في استخدام المبردات التي تشكل تحدّياً للبلدان النامية، كما أنه يسهل استخدام اللصيقات دون الإستعانة بفريق طبي مدرب.

بحسب براك أوزدوغانلار، أستاذ الهندسة في جامعة “كارنيغي ميلون” في بيتسبورغ في الولايات المتحدة، فإن اللصيقات تمتلك ميزة إضافة تقوم على استخدامها “كميّة أقلّ من اللقاح… تكفي لإحداث استجابة مناعية موازية لتلك المتأتية من الحقن في العضلات”.

و على مستوى التجارب السريرية فقد استخدمت في التجربة لصيقات من انتاج شركة “فاكساس” الأسترالية والتي تعد الأكثر تقدماً في هذا المجال، ومن المتوقع إجراء تجارب من المرحلة الأولى اعتباراً من نيسان/أبريل.

كما وخاضت مجموعتان أميركيتان أيضا هذا المجال هما “مايكرون بايوميديكل” و”فاكسيس” مجال التصنيع وتعمل الأخيرة التي أسست سنة 2013 في ماساتشوستس على لصيقة مختلفة بعض الشيء، فاللقاح يوضع في رؤوس مدبّبة تذوب في الجلد لإطلاقها.

بحسب المدير التنفيذي مايكل شرادر فإن الشركة تعمل على “لقاح موسمي ضدّ كوفيد-19 والإنفلونزا معا يقدّم مباشرة إلى المرضى عبر البريد كي يستخدموه بأنفسهم”.

و في سبيل مكافحة محدودية الإنتاج افتتحت الشركة مصنعاً في الفترة الأخيرة بالقرب من بوسطن بفضل تمويل من المركز الوطني الأميركي للأمراض المعدية (أن آي أيه آي دي)، وذلك من أجل إنتاج ما يكفي من اللصيقات لتطعيم ما يقارب ألفين إلى ثلاثة آلاف شخص ضمن التجارب السريرية المرتقب إطلاقها في الصيف المقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.