مراكش..الحساسية و كوفيد 19 محور أشغال المؤتمر الوطني ال 27 للجمعية المغربية للتكوين المستمر في أمراض الحساسية

0 466

يشكل موضوع “أمراض الحساسية في صلب أنظمة الصحة خلال فترة كوفيد 19″، محور أشغال الدورة ال27 للمؤتمر الوطني للجمعية المغربية للتكوين المستمر في أمراض الحساسية، التي انطلقت أشغالها، اليوم الخميس، بمراكش.

ويشارك في هذا المؤتمر، المنظم على مدى ثلاثة أيام، بمبادرة من الجمعية المغربية للتكوين المستمر في أمراض الحساسية، ثلة من المختصين في هذا المجال من المغرب وكندا (منطقة كيبيك) وفرنسا وبلجيكا وبلدان المغرب العربي، وإفريقيا والمحيط الهندي والكراييب.

وبحسب اللجنة المنظمة، يشكل هذا الملتقى، الخاص بالأطباء المختصين والممارسين، منصة مواتية للاطلاع على آخر المستجدات في مجال معالجة أمراض الحساسية، وأن إحدى خصوصيات المؤتمر تتمثل في انعقاد أشغاله عن بعد وبشكل مباشر، وهو ما من شأنه تمكين شريحة عريضة من المختصين تتكون من أزيد من 2000 طبيب عبر العالم، من متابعة فقراته.

وفي هذا السياق، يسعى المشاركون في هذا المؤتمر الى الوقوف على مختلف الأسئلة التي يمكن أن يطرحها المرضى الذين يعانون من الحساسية، وابراز كيفية تعامل الاطباء المختصين في هذا الميدان مع مختلف الحالات التي تعرض عليهم. وأكد رئيس الجمعية المغربية للتكوين المستمر في أمراض الحساسية، يونس الجودري، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن أمراض الحساسية تأتي في المرتبة الرابعة بين الأمراض المزمنة على مستوى العالم، وذلك بحسب المنظمة العالمية للصحة، موضحا أن “الربو يشكل أول مرض مزمن يصيب الأطفال، وأن 50 إلى 80 في المائة من حالات الربو ناتجة عن الحساسية”.

وأضاف أن “70 في المائة من المرضى الذين يعانون من حساسية الجهاز التنفسي، في بعض البلدان الأوروبية، تخلوا عن أحد أنشطتهم بسبب الحساسية “، مبرزا أن حساسية الجهاز التنفسي تأتي في المقام الأول كسبب لتوقف انتاجية الفرد في العالم، والتي تليها أمراض القلب والشرايين.

وحرص على التأكيد على أن حوالي 200 مهني يعمل في مجال أمراض الحساسية بالمغرب، الذي يسجل فيه أزيد من ثمانية ملايين مريض بالحساسية، وهو ما يمثل طبيب مختص في أمراض الحساسية مقابل 40 ألف مريض.

ومن جهة أخرى، أوضح المتحدث أن أزمة الجائحة المرتبطة ب(كوفيد – 19) مكنت من تسليط الضوء على مكانة الأطباء المختصين في أمراض الحساسية في المنظومة الصحية، معتبرا أن التعرض للحساسية من اللقاحات المضادة لكوفيد تتأرجح بين 1.8 (بالنسبة لأسترا زينيكا) و5.8 (فايزر) حالة لكل مليون حقنة، و”هي في آخر المطاف أكثر بقليل من أي لقاح”.

وخلص الى القول إن الأخصائيين الآخرين قد خبروا بشكل صحيح عبء أمراض الحساسية لدى الساكنة، ومكانة أخصائي أمراض الحساسية في التكفل الخاص بهؤلاء المرضى.

ومن جهته، تطرق رئيس قسم الأمراض الصدرية والحساسية بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، مستشفى الطفل بالرباط، شفيق مهراوي، للعلاقات بين الحساسية والالتهابات واصفا إياها ب”المثيرة للاهتمام”، وأن العلاقات بينهما ليست دائما خطيرة. وبعد أن قدم لمحة تاريخية ومفصلة حول التحول الذي تعرفه الدراسات والابحاث في هذا المجال، أوضح الدكتور مهراوي أن جائحة كوفيد 19 أبرزت أنه مازالت هناك جوانب خفية لشرح ميكانيزمات العلاقة بين الحساسية والالتهاب.

وذكر باقي المتدخلين أن جميع مرضى الحساسية يتساءلون حول مخاطر الحساسية المرتبطة باللقاح، معتبرين أن دور الطبيب المختص في أمراض الحساسية يتمثل في طمأنة فئة عريضة من هؤلاء المرضى غير المعرضين للأخطار، بالرغم من كون حالتهم قابلة للتطور، والاستجابة للمرضى المعرضين للخطر من خلال إجراء الفحوصات الضرورية لتبيان نوعية الحساسية، وذلك على أساس كل حالة على حدة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه التظاهرة العلمية ستمكن المشاركين، أيضا، من تحيين معارفهم وتقاسم التجارب والخبرات والاطلاع على المستجدات المسجلة في ميادين أخرى ذات الصلة بأمراض الحساسية، من بينها حساسية الأنف والأذن والحنجرة والعيون، والحساسية الجلدية، و تلك ذات العلاقة بالأدوية والتغذية.

ويتناول المؤتمر عدة مواضيع تهم، بالإضافة إلى دراسة وتقديم الحالات السريرية المتعلقة بعلاج الحساسية، على الخصوص، “تشخيص شامل لاحمرار العين : طب العيون”، و” مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية والباراسيتامول للحساسية المفرطة”، و “الأنف والأذن والحنجرة : التعامل مع الشخير عند الأطفال”، و”التكفل بمرض الربو عند الأطفال والمراهقين 2022″، و”الاهتمام بالتكفل وتشخيص أمراض الحساسية الناتجة عن المواد الغذائية”، و”تحولات سارس – كوف2، وقوة المناعة”، و”عوامل التوقعات الخاصة بكوفيد 19 “، و”الأدوية المخصصة لمرضى القلب والحساسية “. كما يتضمن برنامج المؤتمر جلسات عامة تتناول ثلاث حالات سريرية، والأمراض الرئوية، والأغذية وأمراض المناعة الناجمة عن (كوفيد -19)، والأمراض الجلدية، وطب الأطفال، والأدوية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.