مراكش..ندوة دولية تقارب سبل تحديث القطاع السياحي لما بعد أزمة كوفيد

0 225

التأم، أمس الثلاثاء، بمراكش، ثلة من الأساتذة الباحثين والمهنيين والخبراء في القطاع السياحي، في إطار ندوة دولية، لبحث سبل تحديث هذا القطاع، “لما بعد مرحلة أزمة كوفيد .. بين الحق في السفر والاستدامة”.

وتعد الندوة الدولية الرابعة للبحث في السياحة، التي نظمت بمبادرة من جامعة القاضي عياض، وشهدت، أيضا، مشاركة عدد من الطلبة والفاعلين في المجتمع المدني المهتمين بهذا المجال، أرضية للالتقاء بين الأساتذة الباحثين من مختلف الجامعات المغربية والدولية، التي تتخصص أبحاثها العلمية في الشأن السياحي، والتحاور مع المهنيين لخلق دينامية جديدة كفيلة بالرقي بالقطاع السياحي، وجعله أكثرة مرونة وصمودا أمام أي أزمة.

وهدفت الندوة إلى تبادل الرؤى وتشخيص واقع القطاع، من أجل بلورة توصيات حول رؤية مستدامة قادرة على مواجهة الطوارئ المحتملة، تكون نتاج بحوث علمية متاحة للمهنيين، لاستغلالها والعمل وفقها في أفق تطوير القطاع السياحي، لتجاوز آثار جائحة كوفيد، والرهان على الابتكار لبناء صناعة سياحية خلاقة ومستدامة.

وأجمع المشاركون، في هذا اللقاء، على أهمية إحداث جناح خاص بالسياحة بجامعة القاضي عياض، إضافة الى نشر البحوث العلمية المتميزة المتعلقة بهذا القطاع في مجلة خاصة بعد عملية التقييم، وتنظيم “هاكاثون” لاختيار أفضل مشاريع السياحة المستدامة، والعمل على مواكبتها من قبل مجمع الابتكار التابع لهذه الجامعة.

وأكدوا أن القطاع السياحي يكتسي أهمية كبيرة في تعزيز الدينامية الترابية، مما يستدعي رصد المؤهلات التي تشكل المنتوج السياحي و تأهيلها حتى تسهم في النهوض بالقطاع، وترصيد قدرتها على خلق فرص الاستثمار والمنافسة والجاذبية، مشددين على أهمية جعل الموارد المجالية التي تزخر بها كل منطقة، دعامة أساسية للتنمية السياحية المستدامة وقال الأستاذ الباحث في السياحة بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بالصويرة التابعة لجامعة القاضي عياض، وعضو اللجنة المنظمة للندوة، خالد الحسني، إن هذا اللقاء الدولي في نسخته الرابعة، ينظم في سياق خاص يتمثل في الانتعاشة التي تعرفها السياحة الوطنية على العموم، وبمراكش على الخصوص، مضيفا أن محاور الندوة ترتكز على عنصر ادماج مؤشر الاستدامة لارساء نظام للتعاون بين مختلف المتدخلين في القطاع، من أجل اعتماد الابتكار للمضي قدما في تطوير السياحة ذات البعد المستدام.

وأشار إلى أن من شأن مشاركة أزيد من مائة أستاذ باحث من جامعات وطنية ودولية (أوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا) بالاضافة الى طلبة، إغناء محاور الندوة.

من جهته، أوضح الأستاذ الباحث بجامعة القاضي عياض، عمر بنشارف ، في تصريح مماثل، أن اللقاء مكن الأساتذة الباحثين والمهنيين والمجتمع المدني من تدارس الاكراهات التي تعترض تطور قطاع السياحة خلال مرحلة ما بعد كوفيد، ومناقشة الحلول الممكنة والمشاريع المشتركة التي يجب العمل عليها لتجاوز هذه الاكراهات، وتبني نوع جديد من السياحة أكثر استدامة ترتكز على الكيف والجودة، مسجلا أن الجامعة أصبحت منفتحة أكثر على محيطها، ومطلعة على احتياجات العاملين في المجال السياحي.

أما الأستاذ الباحث وعضو اللجنة المنظمة، العربي الصفاء، فأوضح أن الندوة تعد أرضية للتفكير في سبل تقوية مرونة وصمود النشاط السياحي لما بعد جائحة كوفيد، واعتماد سياحة متجددة في الممارسات وفي الجانب المتعلق بظروف السفر، حتى تكون قاطرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، مبرزا أن هذا النوع من السياحة ينطوي على مؤشرات كبيرة للتنمية المستدامة والمعززة.

من جانبه، لاحظ الخبير في السياحة، الزبير بوحوث، أن القطاع يعرف حاليا بوادر انتعاشة، مما يحتم الوقوف على دور الأساتذة الباحثين لبسط الخلاصات والعبر بعد الأزمة الصحية العالمية، حتى يستعيد القطاع عافيته ويكون قادرا في المستقبل على مواجهة الطوارئ التي يمكن ان يتعرض اليها، مؤكدا دور السياحة المستدامة الكبير واعتمادها على الركائز الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وانكبت المداخلات خلال الندوة على السياحة والتنمية الترابية، والسياحة وإدارة الأزمات، والسياحة المستدامة، والسياحة البيئية، والسياحة والتراث والثقافة، والاقتصاد السياحي، والابتكار والسياحة، والتسويق السياحي والاستدامة، والسياحة والتكنولوجيا، والسياحة وريادة الأعمال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.