تأجيل محاكمة صاحب وكالة للأسفار ونجله بتهمة النصب على الراغبين في أداء العمرة بمراكش
قررت الغرفة الجنحية التلبسية التأديبية لدى المحكمة الإبتدائية بمراكش، أمس الإثنين عاشر أبريل الجاري، تأجيل محاكمة صاحب وكالة للأسفار ونجله إلى غاية الأسبوع المقبل لإعداد الدفاع.
وكانت عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن مراكش، أحالت المتهمين صباح اليوم، رفقة متهمين آخرين (ص،ف) و(ل،م) على النيابة العامة بالمحكمة الإبتدائية، للإشتباه بتورطهما في قضية تتعلق بالنصب والإحتيال على الراغبين في أداء مناسك العمرة، حيث تم الإستماع إليهما من طرف وكيل الملك الذي قرر متابعتهما في حالة اعتقال وإحالتهما على أول جلسة عشية نفس اليوم لمحاكمتهما من أجل المنسوب إليهما.
وتوبع المتهم الرئيسي من أجل “النصب وعدم تنفيذ عقد” بينما تمت متابعة المتهمين اللثلاثة بجنحة “المشاركة في النصب وعدم تنفيذ عقد”.
واعتقل صاحب الوكالة مساء يوم الجمعة سابع أبريل الجاري، من طرف عناصر الشرطة القضائية في كل من مدينتي سلا ومراكش بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، على إثر شكاية تقدم بها ضده إلى وكيل الملك مجموعة من المواطنين الراغبين في أداء مناسك العمرة والذين يقدر عددم بـ170 شخصا، قبل اعتقال نجله في وقت لاحق.
وكان المشتبه فيه قد أقدم على تعريض العشرات من الضحايا للنصب بمدينة مراكش، عن طريق سلبهم مبالغ مالية مقابل وعود وهمية باستفادتهم من رحلات للديار المقدسة بغرض أداء مناسك العمرة، وذلك قبل أن تسفر الأبحاث والتحريات المنجزة عن تحديد هويته وتوقيفه بمدينة سلا.
وتم إخضاع المشتبه فيه للبحث القضائي الذي تجريه المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا تحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة للمعني بالأمر.
وكان وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش قد فتح بحثا في الموضوع بعد توصله بشكاية في الموضوع، عقب تخلف الوكالة في توفير التذاكر ورحلة الطيران والتي كانت محددة يوم 23 مارس المنصرم، وأعطى تعليماته للضابطة القضائية للاستماع لكافة الأطراف المرتبطة بالموضوع، قبل أن يختفي صاحب الوكالة عن الأنظار، ويبقى أحد الأشخاص الذي يقدم نفسه قيما دينيا هو من يقوم بنقل رسائله للمعتمرين، ومن يقدم الوعود التي وصفوها بالكاذبة بدله.
ويشار إلى أن حوالي 100 شخص مقبل على أداء مناسك العمرة عادوا في وقت متأخر من مساء يوم الخميس سادس أبريل الجاري، عادوا أدراجهم صوب منازلهم، من دون أن يتمكنوا من حجز طائرة تقلهم صوب الديار المقدسة بسبب وعود كاذبة، قدمتها لهم وكالة للأسفار يوجد مقرها الرئيسي بالحي الشتوي بمراكش.
وحسب اتصالات عديدة للمعتمرين، فقد مكث المعتمرون منذ مساء يوم الإثنين الماضي في فندقين من النوع الرديئ، أحدهما يعرف انقطاعات متكررة في التزود بمادة الكهرباء، وذلك بعد أن نقلتهم إليها وكالة الأسفار بعد تصاعد احتجاجهم بواجهة مطار محمد الخامس الدولي، ليختفي مسؤولو الوكالة بعدها، ويبقى مصيرهم معلقا، خصوصا و أن أغلبهم لا يتوفر على العملة المغربية، حيث قاموا بتحويل ما يتوفرون عليه من دراهم للريال السعودي أو الدولار الأمريكي، ليجدوا أنفسهم في مواجهة الجوع والعطش، وأكثرهم لم يستطع توفير ما يمكنه من الإفطار بعد أذان المغرب، لتزداد معاناتهم، خصوصا وأن أغلبهم شيوخا وعجزة.
وأكد المتصلون، أن مسؤولي الشركة أقفلوا هواتفهم، واختفوا عن الأنظار، واكتفى أحدهم برسالة صوتية على موقع التواصل الواتساب، تشير إلى وجوب اخلائهم لغرفهم بالفندق، والعودة إلى ديارهم.
وأشار أحد الضحايا،أن ما يحز في النفس هو الإحتيال المضاعف الذي قامت به الشركة في حقهم، حيث أشار إلى أن عملية نقلهم إلى مطار النواصر لم تكن بسبب تمكينهم من السفر صوب الديار المقدسة، بدليل أن الشركة لم تحجز أصلا أية رحلة طيران، وإنما كان السبب هو الحصول على تنازلات في متابعة صاحب الوكالة، حيث اشترطت الوكالة لنقلهم صوب المطار إنجاز ذلك، والحصول كذلك على باقي المبلغ المتفق عليه لحجز تذكرة الطيران والإقامة بالديار السعودية.