أهل القاع والحساب الاداري

0 383

انه شهر فبرير شهر تعتصر فيه احشاء ناهبي المال العام,ليس خوفا من القانون,ولكن خوفا من ان تكون الدورة هي آخر دورة في ظل المغرب الآمن.الحساب الاداري عبارتان سحريتان كثيرا ما تخلق لدينا عند سماعها احساسا بالرضى و الامتلاء ظانين ان القانون فوق الجميع وان عهد المسؤولية وربطها بالمحاسبة قد فتح ابواب التنمية على مصراعيها…لكنالواقع يشي بغير ذلك.فطقوس الحساب الاداري سواء تعلق الامر بالعمالة او البلدية او الجماعات غالبا ما يحتفى بها على مر السنين بنفس النمط.فصول مالية فصلت ابوابها على المقاس و عجز مزمن و مديونية ترتهن التنمية لعقود قادمة,فضائح نهب بارزة للعيان.استهتار باموال الجوعى والمرضى واليتامى,ميزانيات تصرف و لاتترك اترا.يبدأ نسج الحساب الاداري من طرف زمرة المستفيدين و دون علم الباقين قصد احتواء الالتواءات,وغالبا ما يشارك في صياغة بنوده والاعداد له اشخاص من خارج المؤسسة لان الادارات اصبحت تسيرها لوبيات مختلطة,فقد تجد المقاول والضابط والقائد والممون وصاحب محطة البنزين والعاهرة و المضارب وخليط من هنا وهناك يشكلون لوبيايسيرون المؤسسة من وراء الستار.

عندما جاء الدستور استبشر المغاربة خيرا وقالوا يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.توطدت دعائم الدستور الجديد,واكتست معه لعبة النهب حلة جديدة,لم يفهم أهل القاع لماذا كثر التطبيل للدستور الجديد مع أنه زاد الطين بلة,كثر الناهبون حتى اصبحنا نسمع عن موظفين بسطاء اصبحوا يسيرون مرافق كبيرة لا لكفائتهم ولكن لان لهم علاقات اخطبوطية مع أهل المركز الاتقياء,اصبح موظف منعدم الكفاءة يعيث في ممتلكات الشعب ببلدية زاكورة,يهدي قسيمات بنزين لمن هدب ودب,يجوب الشوارع بسيارة الشعب لقضاء مآرب اخرى في حين ان احد ابناء الشعب لم يجد بنزينا لاستغلال الاسعاف لنقل احد ابنائه للعلاج في وارزازت.لقد ذرف كثير من الزاكوريون الموع عند انتقال المسؤول الكبير من مدينتهم لانه كان وكان وكان,لكن الحساب الاداري ابان عن امور اخرى عجز بملايين الدراهم وميزانيات صرفت في الخواء ,موظفن من العمالة اصبحوا يستثمرون في مزارع البطيخ الاحمر بملايين الدراهم وكأن زاكورة تعرف رواجا ماليا وسوقا للاوراق المالية تضاهي اسواق لندن وباريس,اصبح أهل القا ع البلداء يفهمون ان الاموال التي يتم رصدها واستخلاصها انما تذهب للجيوب وتؤجل المشاريع التنموية الى آجال غير مسماة,فمشاكل مدينة أهل القاع منذ ان استحدثت البلدية و اصبحت مدينتهم اقليما ظلت تتراكم منذ ردح من الزمن,فبؤس الناس ازداد حتى اصبح بؤساء اهل القاع يصارعون من اجل لقمة خبز حاف يتسولونها على اعتاب مكاتب القواد والمقدين,بينما يتلذذ الاداريون وممثلوا الشعب بنصيبهم من الكعكة الناضجة,فالحساب الاداري هو اسم اطلق مجازا فهو في الحقيقة وتبعا للطقوسه ليس الا جلسة حميمية لتبادل التحايا و المجاملات بين الآكلة لتتبعها جلسة خمر في نزل تنزولين او ترناتة او….ومنهم من يسافر بعيد عن أرض البؤس والبؤساء ليرتمي في احضان عاهرات الاطلس,ومنهم من يكتري منزلا بمراكش ليحيي فيه ايام الفساد الطويلة التي لا يزال يعيشها ومهم من يذهب لنزل بجوار الوادي ومنهم من يذهب لنزل بين النخيل لمعاقرة الخمرة واجتذاب العاهرات ,هؤلاء هم مسؤولوكم يأهل القاع,رغبات تتبعها رغبات لتنمحي صفة المسير المسؤول لتحل محلها شخصية الص المحترف الذي يسرق بدون أخلاق ويدافع عن سرقته ويبحث دائما عن اقصر الطرق للحصول على المال.

لكن المسؤولية في الاول والاخير تقع على عاتق اهل القاع الذين لا يزالون يحلمون بمدينة وبالاحرى بوطن يكون فيه صوت القانون هو الغالب وليس صوت رنين الدراهم,وطن لا يمكن للفرد ان يسرق فيه مرتين.وطن يعرف المسؤل الكبير فيه قبل الصغير الجواب عن سؤال اخذ يتردد بين جنبات كل فرد من أهل القاع من أين لك هذا؟ ؟؟؟؟ والى متى سيستمر هذا؟؟؟؟؟؟

العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.