في ذكري الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هل تنتهي معاناة المرأة ؟!
يحتفل العالم في الثامن مارس من كل سنة باليوم العالمي للمرأة اعترافا وتقديرا لدور المرأة في مناحي الحياة المختلفة وليس فقط كونها نصف المجتمع.
ولقد استحقت المرأة هذا اليوم حيث أنها اكتسبته بعد مشقة ونضال مرير ضد الاستغلال والاضطهاد، كان للحركة العمالية في بدء القرن العشرين أثارها التي أدت إلى الاحتفال بهذا اليوم الذي نستعرض هنا لمحة سريعة عنه. قامت عاملات النسيج في مدينة نيويورك بإضراب يوم 8 مارس 1857، إحتجاجا على شروط العمل القاسية والأجور المنخفضة وطول ساعات العمل، لذلك قررت الخروج إلى الشارع في مسيرة شعبية سميت “بمسيرة الجوع”، وقد سقطت خلال هذه التظاهرة 250 شهيدة، وفي 28 فبراير 1909 احتفلت الولايات المتحدة بأول يوم وطني للمرأة وذلك لذكرى إضراب وإستشهاد العاملات ضد أوضاع العمل
كانت الدعوة الدولية إلى تخصيص يوم الثامن مارس من كل سنة للاحتفال باليوم العالمي للمرأة انتصارا كبيرا لنضال المرأة في أنحاء العالم وخصوصا المرأة العاملة التي عانت وما زالت تعاني حتى الان من أشكال متعددة للتمييز ضدها، وكانت الاشتراكية الألمانية ” كلارازيتكين ” أول من دعت إلى الاحتفال باليوم العالمي للمراة، ونجحت في إقناع لينين قائد الثورة الإشتراكية بجعله يوم عطلة عامة في الاتحاد السوفياتي لكن فكرة هذا اليوم تبلورت في مؤتمر كوبنهاجن للأممية الشيوعية سنة 1910، حيث حددت الاشتراكية العالمية في ميثاقها العيد الأممي للمرأة تقديرا لحركة حقوق المرأة، وكصدى لهذه المبادرة خلدت الحركات التقدمية يوم 8 مارس 1911 أول ذكرى لليوم العالمي للمرأة، والذي شهد تظاهرة قوامها مليون شخص من رجال ونساء تطالب بحق المرأة في العمل والتدريب المهني وإنهاء التفرقة في العمل، وفي سنتي 1913 و1914، أصبح العيد الأممي للمرأة ألية للاعتراض على الحرب العالمية الأولي وانضمت النساء الروس إلي حركة السلام هذه، بالاحتفال بهذا اليوم في أخر يوم الاول من شهر فبراير، وفي أنحاء أخرى من أوروبا إلتزمت النساء بيوم الثامن مارس للتعبير عن مناهضتهن للحرب ونضالهن ضد الإضطهاد الطبقي، وفي سنة 1917، اعتصمت النساء الروس في حركة سميت (الخبز والسلام) والذي صادف يوم الثامن مارس وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1977 تاريخ الثامن من مارس للاحتفال باليوم العالمي لحقوق المرأة والسلام”، تحت ضغط الحركات التقدمية، يأتي اليوم العالمي للمرأة في ظل ظروف غاية في الصعوبة تعاني منها المرأة علي مستوى العالم لما تتعرض له من انتهاكات تتناقض مع اتفاقية جنيف الصادرة يوم8 يونيو 1977 والتي تشير إلى أنه يجب أن تكون النساء موضع احترام خاص، وأن يتمتعن بالحماية، لا سيما ضد الاغتصاب والإكراه على البغاء وضد أية صورة أخرى من صور خدش الحياء خاصة مع تزايد ظاهرة العنف الجنسي ضد النساء في زمن الحرب، واستخدامه كوسيلة للقتال ترمي إلى التعذيب والإيذاء وانتزاع المعلومات والإهانة والإذلال والترهيب والمعاقبة على أفعال حقيقية أو مزعومة تنسب إلى النساء أو أفراد عائلاتهن، والقانون الدولي يحظر هتك العرض وجميع أشكال العنف الجنسي التي ترتكب في زمن الحرب واتفاقيات جنيف سنة 1949 والبتروكولان الإضافيان سنة 1977 تتضمن مبادئ قانون الحرب وتعتبر تلك الانتهاكات جرائم حرب. والقانون الدولي يكفل أيضا حماية النساء الأسيرات والمحتجزات والمعتقلات خلال النزاعات المسلحة ومعاملتهن معاملة إنسانية.
والنساء يتأثرن بفقدان ذويهن من الرجال حيث يضطررن إلى البحث عن لقمة العيش في مواجهة المستقبل المجهول، كما تحتاج النساء إلى غذاء بالقدر والنوعية الكافية للحفاظ على صحتهن وسلامتهن وفي حالات النزاعات المسلحة قد لا يتمكن من الحصول على ما يسد الرمق بسبب تدمير المزارع ومرافق إنتاج الغذاء،،، وعليه فإن المرأة في عالم اليوم أصبح لها الكلمة المسموعة بعد أن كانت كل الأشياء بالنسبة لها ممنوعة.. ولكن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لا يعني أن معاناة النساء انتهت وأن مشاكلهن اختفت ومتاعبهن انتفت وظروفهن تحسنت، للأسف، التقارير تجيب بالنفي.
خالد بليعير
روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه”(قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ )المرأة أوصى بالحسان إليها طفلة وأختا وزوجة وأما صغيرة كانت أم كبيرة في كل زمان ومكان والغرب لا ينتبه لها إلا في المناسبات
تحية لكل النساء من مختلف الأعمار والجنسيات، وخاصة اللواتي يواصلن كفاحهن وجهودهن لخلق عالم مليئ بالمحبة والأمان، تحية لكل نساء الأرض اللواتي حاربن من اجل مبدأ عدم وجودالتمييز،وخصوصا التمييز القائم على الجنس، تحية الى كل النساء اللواتي طالبن بضمان مساواة الرجل والمرأة في حق التمتع بجميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية، تحية الى كل النساء اللواتي كتبن عن حق المرأة في ممارسة حقها الطبيعي في الجنس والحب، تحية الى كل النساء اللواتي يعرفن وينشرن أن المرأة لن تحصل على جميع حقوقها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية بدون ان تتعلم وتستقل اقتصاديا
وفي الاخير نقدم اعظم تحية لهذه للمرأة المناضلة التي تعرف أن القافلة ستبقى تسير ولكن لن تكف الكلاب عن نباحها.