العيون – الساقية الحمراء..إرتباط وطيد بعادات الطبخ المتوارثة عن الأجداد

0 174

لا تزال ساكنة جهة العيون – الساقية الحمراء ترتبط بشكل وطيد بتقاليد و عادات الطبخ الأصيلة و المتوارثة عن الأجداد، و تحتفي بإعداد أطباق و وجبات تقليدية، خلال شهر رمضان المبارك.

و هكذا، تعمل نساء الجهة، خلال الشهر الفضيل، على إبراز خبرتهن في الطهي، من خلال إعداد مجموعة متنوعة من الأطباق التقليدية بدقة متناهية، تمتزج فيها النكهات مع الأصالة لتزيين موائد “الإفطار” و “السحور”.

و بالرغم من التغيرات التي ميزت عادات الأكل خلال شهر رمضان، إلا أن الساكنة المحلية، لا سيما في البادية، لا تزال تحافظ على تقاليدها الأصيلة في الطبخ المتوارثة عن الأجداد، و التي تعتمد على الحبوب مثل “بلغمان” و “العيش” و “زميت”، أو على لحم الإبل كما هو الشأن بالنسبة لـ “تيشتار” و “تدجيت” و “اللحميس” و الأرز باللحم، إضافة إلى الشاي الصحراوي التقليدي و حليب الإبل، و هي المشروبات الأكثر شعبية لدى هذه الساكنة.

و تتميز مائدة الإفطار في هذه الجهة، عموما، بإعداد وجبات مختلفة تشمل الحساء الأحمر “لحسا لحمر” المحضر بدقيق الشعير أو الحساء الأبيض “لحسا لبيظ” المعد من الحليب و الشعير المحمص، و لا تخلو مائدة صحراوية من قدح الحليب الذي يسمى محليا بـ “الزريك”، و هو مشروب يحضر من الحليب و الماء مع إضافة السكر.

و خلال وجبة العشاء، تقوم النساء بإعداد طبق آخر من المأكولات المحلية يسمى “مارو بلحم” (أرز باللحم)، محضر بلحم الإبل في وعاء خاص، مع الزيت و الملح و الماء، و يضاف إليه الأرز قبل تقديمه في طبق كبير.

و هناك أيضا اللحم المشوي و الطاجين الصحراوي الذي يتم إعداده بلحم الغنم “أفشاي” أو لحم الإبل “الفلكة” المطبوخ في الماء بدون بهارات، علما أن الساكنة المحلية تفضل عدم تتبيل اللحم لإعتقادها بأن هذا العمل يفقد اللحم نكهته الأصلية.

و بخصوص “السحور”، و هي الوجبة الرئيسية خلال شهر الصيام، فتتكون بشكل أساسي من “البلغمان” و هو عبارة عن حبوب الزرع التي يتم تحميرها و طحنها ثم طهيها في الماء الساخن و المحلى بالسكر، و الذي تضاف إليه بعد ذلك، الزبدة التي تسمى “الدهن”، أو زيت الزيتون، حسب الذوق.

و خلال شهر رمضان، كثيرا ما تقوم نساء الجهة بإعداد هذا الطبق في وقت السحور، و ذلك نظرا لقيمته الغذائية و دوره في مقاومة الجوع و العطش.

و من المكونات الأساسية الأخرى للمائدة الرمضانية لساكنة الجهة، هناك الشاي الصحراوي الذي يتطلب طقوسا كاملة تشمل “مواعين أتاي” (مائدة الشاي)، حيث تحرص الأسر على أن تضم جميع المكونات و الأواني الضرورية من أجل إعداده وفقا لقواعده التقليدية الخاصة.

و أكدت رئيسة جمعية “الوفاء” للعمل الإجتماعي ببوجدور، سكينة أباها، في تصريح للصحافج، أن عادات و تقاليد ساكنة جهة العيون – الساقية الحمراء حاضرة بالفعل في مائدة الفطور الرمضانية.

و أوضحت السيدة أباها أنه بعد يوم طويل من الصيام، يجتمع أفراد الأسرة حول مائدة الإفطار التي تضم من بين مكوناتها الأساسية الشاي و حليب الإبل و التمر و اللحم، مؤكدة على الأهمية التي توليها الأسر الصحراوية لإعداد الأطباق التقليدية.

و أضافت أن جهة العيون – الساقية الحمراء أصبحت تشهد تغيرات إجتماعية و إقتصادية متسارعة أدت إلى تغيير في نمط حياة السكان، معربة عن أسفها لإختفاء بعض الوجبات التي كانت تزين المائدة الصحراوية في وقت سابق.

من جهة أخرى، قالت السيدة أباها إن العائلات بإقليم بوجدور تفضل الإفطار في المخيمات السياحية المقامة على مسافة قصيرة من المدينة، مشيرة إلى أنها تقدم لزوارها العديد من الخدمات لقضاء لحظات ممتعة من الإسترخاء و المشاركة وسط الصحراء.

و على غرار باقي أقاليم الجهة، تعمل الأسر بمدينة بوجدور على إحياء بعض من العادات من خلال إعداد وجبات من الطبخ التقليدي التي طالها النسيان، في محاولة منها لإستدامة هذا الموروث و الحفاظ عليه و نقله من جيل إلى جيل.

و تواصل ساكنة جهة العيون – الساقية الحمراء تشبثها بعاداتها و تقاليدها العريقة خلال هذا الشهر المبارك المفعم بالروحانيات، مع تمسكها بإعلاء قيم الإيثار و المودة و التكافل الإجتماعي، مما يضفي لمسة خاصة تمزج بين الممارسات الدينية و التقاليد المتوارثة عبر الأجيال.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.