مراكش..الجالية السنغالية تقضي أجواء رمضانية تسودها قيم التقاسم و الألفة

0 223

عند إقتراب موعد الإفطار، يقبل شباب سنغاليون على محل أحد أفراد الجالية، يحيى أيدارا، الكائن بحي السعادة بمراكش، لأخذ أشهى المأكولات و ألذ الأطباق لتناول وجبة الإفطار، فيما يعمل أصحاب المحل بجهد جهيد للإستجابة لطلبات زبنائهم الذين يبحثون عن الجودة و مذاقات تشفي غليل الشوق إلى الوطن.

و يجد هؤلاء الصائمون السنغاليون كل ما تشتهي أنفسهم من عصائر محلية تقليدية سنغالية (بوي، بيساب، و ما إلى ذلك)، و مشروب “كينكليبا” (نبات يتم شربه مع الماء الساخن أو ممزوجا بالحليب)، أو الفتايا (وصفة الباستيل السنغالية)، أو قهوة توبا، و هي كلها من زاد المائدة السنغالية و يتوفر جلها عند الشاب السنغالي يحيى الذي يعيش بالمغرب منذ سنة 2012.

و يتم تقديم أطباق أيضا مثل “Tiep bou dièn”، و هو حساء شهير يحضر بالأرز و السمك و الخضروات، و طبق Yassa (أرز مع الدجاج أو اللحم)، و حساء كانديا (حساء مع البامية و زيت النخيل مصحوبا بالأرز الأبيض).

و تعد هذه الأطباق من ألذ ما يشتهيه أفراد الجالية من دول جنوب الصحراء التي تعيش بالمدينة الحمراء، و خصوصا السنغاليين منهم.

و بهذه المناسبة، قال يحيى الذي يدير محله ببراعة رفقة 3 مساعدين، في تصريح للصحافة، أن “الأطباق المعدة يطلبها أيضا المغاربة، الذين إعتادوا على المطبخ السنغالي، و كذلك الذين يبحثون عن تجربة أكل جديدة”، مبرزا أنه “رغم تشبتنا بالمطبخ السنغالي الأصيل، فإننا منبهرون بفن الطهي المغربي المشهور في جميع أنحاء العالم بتنوعه و مذاقاته الرائعة و أصالة أطباقه”.

و هكذا يرى يحيى، الذي إفتتح محله سنة 2019، و هو متزوج و أب لطفلين، أن جاذبية المغرب كأرض إستقبال و ليس للعبور فقط تفسر بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لفائدة المهاجرين.

و للمشاركة في موجة التضامن التي تقوم بها مختلف الجهات الفاعلة بالمملكة خاصة في هذا الشهر المبارك، يتحرك هؤلاء الشباب السنغاليون بما فيهم الطلبة و الموظفين و التجار كل يوم لفائدة حوالي 40 شخصا من جنوب الصحراء المحتاجين، من خلال تناول وجبات الإفطار معهم.

و شدد يحيى أيدارا، على أهمية مثل هذه المبادرات المتسمة بالألفة و التقاسم و المجسدة لقيم الإسلام النبيلة التي تدعو إلى التراحم و الإحسان و التلاحم الإجتماعي، مضيفا أن “رمضان هو المناسبة التي يتم فيها تسليط الضوء بشكل أكبر على القيم و المبادئ السمحة للإسلام و مشاركتها بحماس و تفان كبير”.

و مع مرور الساعات و مغيب الشمس، يجذب محل يحيى آخر الزبناء الذين ينظرون بعين فاحصة المحلات، حيث يسعى كل منهم إلى أخذ ما يحتاجه قبل أذان المغرب.

و في مدينة مراكش، كما باقي مناطق المغرب، تعلى راية التضامن و التقاسم و روح الإيثار و التكافل، بعفوية تبصم إحتفال المغاربة و الأجانب بهذا الشهر الفضيل في أجواء بهيجة و ودية.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.