بن جرير..تسليط الضوء على التحديات الناشئة للتعمير بإفريقيا

0 322

شكلت التحديات المتعلقة بالتعمير في إفريقيا و قضايا الإستدامة البيئية و المرونة الإجتماعية و ريادة الأعمال الإجتماعية و الإبتكار التكنولوجي و المجالي و الحكامة الحضرية محور نقاشات، أمس الأربعاء ببنجرير، خلال إفتتاح الدورة الأولى لمنتدى المدن الذكية بإفريقيا، المنظم من طرف جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.

و تهدف هذه التظاهرة المقامة على مدى ثلاثة أيام، و تجمع باحثين و أكاديميين وجهات فاعلة من مختلف المجالات بما في ذلك التعمير و الإبتكار و التعليم و التكنولوجيا، إلى تسليط الضوء على التحديات الحضرية و الترابية الناشئة في إفريقيا، و تشجيع الإبتكار بين المواطنين و الباحثين و المقاولين و باقي الفاعلين في القطاعين العام و الخاص، و تعزيز تبادل الخبرات و التجارب و الحلول الحضرية الذكية التي إختبرت و إعتمدت في مدن إفريقية مختلفة.

و يروم هذا المنتدى، الذي تنسقه مدرسة الهندسة المعمارية و التخطيط و التصميم التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، و المنظم تحت شعار “المدينة الذكية بإفريقيا، ناقل التنمية الإقليمية المستدامة”، إلى دراسة طرق
إستخدام الموارد المحلية و المعارف التكنولوجية لإقتراح حلول مبتكرة للتخطيط و التدبير الترابي، من أجل جعل النمو الحضري في خدمة تشكيل مدن إفريقية شاملة و مرنة و مستدامة.

و في كلمة بالمناسبة، أبرزت وزيرة إعداد التراب الوطني و التعمير و الإسكان و سياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، أن المدن الذكية لم تعد ترفا، بل ضرورة لضمان التنمية الترابية المبتكرة و المستدامة، مشيرة إلى أن الرقمنة والذكاء الإصطناعي يعدان رافعة للتحول الشامل للمجتمع و الفعل العمومي.

و أضافت السيدة المنصوري في كلمة تلاها نيابة عنها الكاتب العام للوزارة يوسف حسني، “إننا في محطة مفصلية حيث تشكل الإتجاهات الكبرى للتحضر مستقبل مجتمعاتنا”، مشيرة إلى أن “هذا التحول الحضري متعدد الأوجه يسائلنا فيما يتعلق بضعف المجالات الترابية أمام مختلف الأزمات و المخاطر، و لا سيما المرتبطة بتغير المناخ و المخاطر الطبيعية و الأزمات الصحية و الهشاشة الاقتصادية”.

و شددت على ضرورة سن سياسات حضرية شاملة، و تطوير المدن الذكية و الإعتماد على ممارسات الحكامة المستدامة، معتبرة أن إستدامة هذه المدن الذكية يجب أن ترتكز على أساس متين من السياسات الحضرية المسؤولة و المستدامة الموجهة نحو التكنولوجيا و الإبتكار من أجل تنمية مستدامة و عادلة تلبي إحتياجات المواطنين.

و لفتت إلى أن الوزارة قادت، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الحوار الوطني حول السكنى و التعمير بهدف المشاركة في بناء رؤية موجهة نحو نموذج مبتكر لإعادة التفكير في التخطيط الحضري و السكنى.

من جهتها، أكدت وزيرة التضامن و الإدماج الإجتماعي و الأسرة، عواطف حيار، عبر تقنية التناظر المرئي، على أهمية التكنولوجيا و الإبتكار كمحركين لتحقيق أهداف التنمية، مضيفة أن المغرب إختار المقاربة الرقمية في الجانب الإجتماعي و في عدة قطاعات أخرى أبرزها السجل الإجتماعي الموحد الذي يضم أكثر من 10 ملايين شخص مسجل.

و تابعت الوزيرة أن التكنولوجيا تقع في صلب عملية التنمية الإجتماعية المستدامة و ضمان تمكين الناس من خلال إستخدام الحلول الرقمية.

من جانبه، أشار ريمي سيتشيبينغ، رئيس قسم التشريع و الحكامة في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في كينيا، إلى أن هذا المنتدى يشكل فرصة لتبادل تجربة البرنامج في مجال المدن الذكية و تعزيز التعاون القائم بين الجامعة و البرنامج الذي تجسد من خلال إطلاق المركز الدولي للإبتكار الترابي.

و قال إن المنتدى يتوخى إستكشاف التكنولوجيات التي تتكيف مع سياق و واقع البلدان الإفريقية، مشيرا إلى أن هذا المنتدى من شأنه المساهمة في تطوير حلول مبتكرة.

أما رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهبطي، فأكد على أن الوقت قد حان لتتجاوز المدن الإفريقية قيود التخطيط الحضري التقليدي و تتبنى مبادئ التخطيط الحضري الأكثر ذكاء، مبرزا أن الأمر يبقى رهينا بتسخير التقنيات الأساسية و المتطورة لإستكشاف الحلول التي تعالج التحديات و الفرص الحضرية في إفريقيا.

و أشار إلى أن المنتدى يجمع ثلة من الأكاديميين و الممارسين و الباحثين لتبادل الأفكار و مشاركة الممارسات الفضلى و صياغة مسارات للتعاون من أجل مستقبل أكثر ذكاء و إشراق ا للتنمية الحضرية في إفريقيا و باقي المناطق.

و لفت المتحدث نفسه، من جهة أخرى، إلى أن إطلاق مركز الإبتكار الإقليمي و الأداء الحضري الذكي بالتعاون مع UNI-Habitat يهدف إلى معالجة التحديات الحضرية و الإقليمية الناشئة في إفريقيا من منظور دولي و عالمي.

و عرف اليوم الأول من هذا المنتدى الذي تميز بحضور عامل إقليم الرحامنة، عزيز بوينيان فضلا عن سفراء و مسؤولين و أكاديميين، تقديم مداخلة من قبل مدير مدرسة الهندسة المعمارية و التخطيط و التصميم التابعة للجامعة، حسن رضوان الذي شدد على أهمية التنمية الحضرية و التخطيط الترابي و المجالي الذكي، و إحترام تراث المدن و ذاكرتها، و إدارة المخاطر، و الحكامة و عقلنة الموارد.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.