“الذكاء الإصطناعي و مجتمع المعرفة : الفرص الأبعاد و التحديات” محور مؤتمر دولي بآسفي
شكل موضوع “الذكاء الإصطناعي و مجتمع المعرفة : الفرص الأبعاد و التحديات” موضوع مؤتمر دولي نظم بمدينة آسفي من 25 إلى 27 أبريل الجاري، بمشاركة ثلة من الخبراء و الباحثين و المهنيين المغاربة و الأجانب.
و خلال هذا المؤتمر المنظم من قبل المجلة العلمية “المدونة” بشراكة مع المركز الديمقراطي المغربي للدراسات و الأبحاث و مختبر القانون العام و حقوق الإنسان بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء و مؤسسة آسفي للتنمية، تطرق المشاركون لمختلف الأبعاد و الفرص و التحديات التي يطرحها هذا المجال الذي يعرف تطورا مستمرا.
و عرف المؤتمر مشاركة متدخلين من بلدان مختلفة من كندا و الولايات المتحدة و فرنسا و الكاميرون إلى جانب المغرب، و الذين ساهموا بفعالية في مختلف اللقاءات و الورشات و جلسات لتبادل الأفكار و التي أقيمت في إطار هذا الحدث، مبرزين غنى و تنوع قدراتهم و معارفهم من أجل إستكشاف المسارات و الآفاق التي تتيح الإنخراط في الذكاء الإصطناعي لجعله أداة فعالة في خدمة الإنسانية و أهداف التنمية المستدامة.
و توج هذا اللقاء الدولي بإعتماد “إعلان آسفي حول الذكاء الإصطناعي” الذي تضمن مجموعة من المبادئ التي يمكن أن تسهم بالممارسة الفضلى للذكاء الإصطناعي، و تسهيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تسليط الضوء على المبادئ التوجيهية الأخلاقية و العملية لتوجيه إعتماد و إستخدام الذكاء الإصطناعي بشكل مسؤول في مختلف المجالات.
و في هذا السياق، دعا الإعلان إلى إستثمار الجهود في سبيل كبح جماح المخاطر و التهديدات التي تصاحب إعتماد الذكاء الإصطناعي مع ضرورة إيجاد قوانين و ضوابط و قواعد تؤطر تطبيق الذكاء الإصطناعي، مع التشجيع على نهج مقاربة متوازنة تركز على الإستفادة من نقط القوة و تعزيزها و العمل على درء الآثار السلبية لهذه التكنولوجيا.
كما يقترح تعزيز الإستثمارات في الذكاء الإصطناعي بإعتباره صمام الأمان و حجر الزاوية لعالم الغد، و تسليط الضوء على قدرته على تغيير المجتمعات و تحفيز الإبتكار على المستوى العالمي، و كذا جعل الذكاء الإصطناعي نبراسا لضمان فعالية و نجاعة السياسات الإجتماعية و الإقتصادية و الأمنية و العسكرية، مع مراعاة الجوانب الأخلاقية و الحقوقية.
و يؤكد الإعلان أيضا على ضرورة العمل على وضع معايير دولية و وطنية لضمان حكامة الذكاء الإصطناعي، و خلق بنية آمنة و أكثر وثوقية، مع الدعوة إلى توسيع النقاش الأكاديمي و العمومي حول الذكاء الإصطناعي، و تشجيع التفكير المستمر و زيادة الوعي بالآثار الإجتماعية و الأخلاقية و الإقتصادية للذكاء الإصطناعي.
و في تصريح للصحافة بالمناسبة، أبرز مدير نشر المجلة العلمية “المدونة”، محمد أمين بن زيتون، أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة تقديم لمحة عامة و شاملة حول الذكاء الإصطناعي، موضحا أن نتائج و خلاصات و توصيات هذا المؤتمر العملي المتميز سيتم نشرها لاحقا لتعميم دائرة المستفيدين من مخرجات المؤتمر.
و أضاف أن المؤتمر سيفضي إلى اعداد تقرير إستشرافي إستراتيجي يستشرف الفرص و التحديات التي يطرحها الذكاء الإصطناعي بالنسبة للمملكة إن على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي، معتبرا أن هذا النهج يعد محوريا من أجل التخطيط الأمثل للسياسات و الإستراتيجيات التي يتعين إعتمادها في سياق التطور السريع للتكنولوجيا و آثاره على مختلف الجوانب السوسيو إقتصادية.
و أشار من جهة أخرى، إلى أن هذا العمل الأكاديمي و العلمي يهدف أيضا إلى التفكير في الصيغ الممكنة لجعل المغرب منتجا للذكاء الإصطناعي و ليس فقط مستهلكا و ذلك بغرض تعزيز القدرة التنافسية الدولية للمملكة في هذا المجال.
و عرفت أشغال المؤتمر تقديم مداخلات علمية لخبراء و باحثين من تخصصات و حقول معرفية متنوعة تناولت بالخصوص مفهوم الذكاء الإصطناعي و تطبيقاته، و علاقة الذكاء الإصطناعي بمجالات الصحة و المال و الأعمال و الصناعة و التشغيل و التعليم العالي و البحث العلمي، و كذا بالمدن الذكية و بالديمقراطية التشاركية و العدالة، إلى جانب ورشات عملياتية لفائدة الباحثين و فعاليات المجتمع المدني و الإقتصادي.
وكالات