أسا-الزاك: إنطلاق أشغال ندوة فكرية حول موضوع “التنمية الثقافية الإفريقية، الجسور و التحديات في الثقافات العابرة للحدود”

0 224

إنطلقت، مساء أمس الثلاثاء بقاعة العروض و الندوات بمدينة أسا (إقليم أسا الزاك)، أشغال ندوة فكرية حول موضوع “التنمية الثقافية الإفريقية : الجسور و التحديات في الثقافات العابرة للحدود”، تنظمها على مدى ثلاثة أيام، رابطة كاتبات المغرب و إفريقيا.

و تهدف هذه الندوة، بحسب الرابطة، إلى فتح نقاش بناء حول أهم الأزمات ذات البعد الثقافي و الإجتماعي، و طرح أرضية إشتغال صلبة من خلال مقترحات بديلة منطلقها إرادة حقيقية لمنظميها من مؤسسات و مجتمع مدني لا تتوقف عند تلمس الأزمات الإقتصادية الهيكلية و محاولة معالجتها كمدخل لتحقيق التنمية، و إنما أيضا كمدخل أساس ضمن المداخل الفكرية و الثقافية التي لابد من إستحضارها في سبيل تحقيق التنمية المتكاملة المنشودة.

كما تبحث الندوة كيفية الإستثمار الحقيقي للمنتوج اللامادي التراثي و الفكري و التوعية بدوره في تسريع وتيرة التنمية الإقتصادية و الإجتماعية و الترافع عنه بمنطلق دينامية ثقافية مشتركة تتجه جنوب – جنوب.

و يراهن المنظمون أيضا على المعطى الثقافي و التراثي في علاقته بالمجال و ذاكرته و غنى الأفراد و تحسين إمكاناتهم كأساس لأي عمل تضامني تنموي يعتمد المردودية و الإنتاجية في أفق بناء مدن آمنة و مستقرة و عادلة و حالمة بالتغيير و ذلك لما للفعل الثقافي من تأثير إيجابي على الأذهان و تصحيح أفكار الأجيال، و مؤسسا للجمال و الحياة في الثقافات العابرة للحدود.

و تعرف هذه الندوة مشاركة باحثين و جامعيين و خبراء من بلدان عربية و إفريقية يمثلون، بالإضافة إلى المغرب، بلدان مصر، تونس، لبنان، ليبيا، السينغال، مالي، غينيا بيساو، غينيا كوناكري، البنين، تشاد، الكونغو الديمقراطية، مدغشقر، و بوركينفاصو.

و أكدت رئيسة رابطة كاتبات المغرب و إفريقيا، بديعة الراضي، في تصريح للصحافة، أن هذه الندوة التي يحتضنها إقليم أسا الزاك (جهة كلميم وادنون) هي أول محطة في إطار تفعيل البرنامج الثقافي السنوي لرابطة كاتبات المغرب و إفريقيا، و التي ستحط الرحال أيضا بجهات الداخلة وادي الذهب، و جهة العيون الساقية الحمراء، و جهة سوس ماسة، و جهة فاس مكناس، و جهة درعة تافيلالت.

و أبرزت أن الندوة ستشكل منطلقا لمساءلة الثقافة الإفريقية من الناحية الإقتصادية و الأمن الروحي و غيرها من المجالات التي يمكن للثقافة الإفريقية أن تكون سؤلا جوهريا للبحث في التراث المشترك و اللغة و الذاكرة المشتركتين لكي نؤسس هاته الجسور و نتكلم لغة واحدة دفاعا عن الثقافة الإفريقية.

و جرى حفل إفتتاح أشغال هذا اللقاء الثقافي بحضور، على الخصوص، عامل إقليم أسا الزاك، يوسف خير، و رئيس المجلس الإقليمي لأسا الزاك، رشيد التامك، و منتخبين، بالإضافة إلى الوفود الأجنبية المشاركة.

و في كلمة بالمناسبة، أبرزت المتحدثة نفسها، أن هذه الندوة تأتي في إطار تفعيل البرنامج السنوي لرابطة كاتبات المغرب و إفريقيا الذي يستهدف الجهات ال 12 للمملكة، مضيفة أن الندوة تحط، اليوم، الرحال بإقليم أسا الزاك الغني بإرثه الحضاري و الفكري العريق المتميز بالتراث الحساني و الصحراوي الذي يشكل عاملا في ملتقى الثقافات، رافعين شعار التشارك و التعاون و التضامن و إطلاق مسلسل الثقافة العابرة للحدود.

و أبرزت أن الرابطة تجعل من الثقافة محركا قويا للتغيير نحو تنمية المجال كي نكون صفا واحد إلى جانب الدول المتقدمة، مضيفة أن المغرب يضع اليوم كافة إمكانياته و تجاربه في الإقتصاد و المجتمع و المعرفة و العلم و الثقافة و الأمن الروحي و آليات صناعة السلام و الإستثمار في الإنسان، في سفينة إفريقيا وفق رؤية تشاركية و إنسانية لوضع اليد في اليد من أجل إفريقيا الغد.

من جهتها، قالت رئيسة مكتب رابطة كاتبات إفريقيا بغينيا بيساو، أوديت كوسطا سيميدو، في كلمة بإسم الوفود الأجنبية المشاركة، أن البعد التنموي الثقافي الإفريقي هو موضوع يكتسي أهمية بالغة بإعتباره يهمنا جميعا كمواطنين ننتمي إلى إفريقيا، مبرزة أن هذه الندوة تتيح لنا إمكانية مناقشة مواضيع الثقافة و كيفية بناء الجسور و مواجهة التحديات، و كذا الفرص التي يمكن أن تتيحها التنمية لفائدة الشعوب.

و أضافت أن مناقشة عوامل التنمية الثقافية في بعدها الإفريقي و العربي يتطلب رؤية ثقافية شمولية، مما يعزز قدرتنا على خلق الجسور و تحدي الحدود المختلفة و المعقدة، كما يطرح التحدي على مدى قدرتنا على التسامح و الإتحاد و تعزيز التضامن فيما بيننا، مشيرة إلى أن رابطة كاتبات إفريقيا تعتبر أن البلدان العربية و الإفريقية مطالبة بالإنخراط في الإستثمار في التراث المادي و اللامادي و ذلك من منطلق أن التراث الثقافي هو رأسمال أساسي يلعب دورا مهما في التطوير و التنمية.

من جهتها، قالت إيزانة بوغراس، رئيسة فرع كلميم وادنون لرابطة كاتبات المغرب و إفريقيا، أن المغرب، و تماشيا مع الإختيار الإستراتيجي للمملكة في بناء دولة الإنفتاح و المؤسسات وفق إرادة سياسية تؤمن بالمشترك الثقافي الممتد في بلداننا الإفريقية كرافعة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، قد بلغ بخطى ثابتة توطيد الحوار الإيجابي مع مختلف الهيآت القارية المعنية بحقوق الإنسان الثقافية و رصد مختلف تدابيره المتخذة من أجل إفريقيا لتسليط الضوء على الدينامية الثقافية الغنية و المتنوعة التي تصنع قوة إفريقيا و جعل أفرادها أكثر إنتاجية.

أما فتيحة لحمامي، رئيسة مجلس جماعة المحبس، فنوهت بدورها، في كلمة عن المجلس الإقليمي لأسا الزاك، بتنظيم هذه الندوة بهذا الإقليم الذي يجمع بين الطبائع العربية و الأمازيغية و الإفريقية في البناء و العمارة و أيضا في أنماط العيش، مضيفة أن هذه الندوة تعزز إمتداد المملكة بين عائلتها الإفريقية.

و تميز هذا اللقاء بتكريم كل من عامل إقليم أسا الزاك، و رئيس المجلس الإقليمي لأسا الزاك، و رئيس المجلس الجماعي لأسا، و أيضا رئيسة فرع جهة كلميم وادنون لرابطة كاتبات المغرب و إفريقيا.

و كان الوفد المشارك في هذه الندوة قد قام قبيل إنطلاق هذه الندوة، المنظمة بدعم من المجلس الإقليمي لآسا الزاك، و المجلس الجماعي لآسا و بشراكة مع وزارة الشباب…..الثقافة و التواصل و الشباب، و عمالة إقليم آسا الزاك، بزيارة لمعالم تاريخية بمدينة أسا (قصر أسا، زاوية أسا)، و أيضا قاعة عرض منتجات الصناعة التقليدية.

و تتواصل أشغال هذا الملتقى الثقافي، اليوم الأربعاء، بتنظيم عدة جلسات تتمحور حول مجموعة من المواضيع منها “التنمية الثقافية الإفريقية..التسامح و السلام في المجتمعات الإفريقية”، و “التنمية الثقافية..الإنسان و المجال في المجتمعات الإفريقية و سؤال الهوية الثقافية”، و “التكنولوجيا الحديثة و دورها في التواصل الإجتماعي الإنساني المشترك بين البلدان الإفريقية”.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.