الداخلة..سفراء أفارقة يشيدون بـ”مصداقية” و “جرأة” المبادرة الملكية الأطلسية

0 200

أشاد سفراء عدة بلدان إفريقية، أمس الأربعاء بالداخلة، بـ “مصداقية” و “جرأة” المبادرة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.

و أبرزوا، خلال جلسة نقاش في موضوع “المبادرة الأطلسية و التكامل الإقتصادي” إنعقدت على هامش أشغال الدورة الخامسة لـ “الأيام الدولية للإقتصاد الكلي و المالية”، أنه “على الرغم من التحديات الأمنية التي تواجه بلدان الساحل، فإن المغرب يطمح من خلال المبادرة الملكية لجعل الواجهة الأطلسية مركزا للتكامل الإقتصادي على نطاق واسع”.

كما أجمعوا على التأكيد على أن “الفقر هو الأصل في العديد من المشاكل التي تعوق تنمية بلدان الساحل، و من هنا جاءت أهمية هذه المبادرة التي ستعزز، بالتأكيد، تنمية الإقتصاد الإفريقي”.

و في كلمة بهذه المناسبة، أبرز سفير النيجر بالمغرب، ساليسو أدا، أن المبادرة الملكية الأطلسية ستعمل على تسهيل تنقل الأشخاص و البضائع، و دعم إقتصاد بلدان الساحل لكي ترتبط بالإقتصاد العالمي، لاسيما من خلال ميناء الداخلة الأطلسي.

كما سلط المتحدث نفسه الضوء على الروابط المتينة التي تجمع بين المغرب و عمقه الإفريقي، مشيرا إلى أن المبادرة الملكية تندرج في إطار مشروع كبير يروم تعزيز حضور المغرب في محيطه الإفريقي، و إحداث فضاء مشترك من التقدم و السلام  التضامن و الإزدهار.

من جانبه، أشار السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، محمد مثقال، إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس جعل من التعاون جنوب – جنوب الدعامة الأساسية للسياسة الخارجية للمملكة المغربية، من خلال وضع إفريقيا في صلب أولوياتها.

و أضاف المتحدث نفسه، بأن هذا الإلتزام الملكي إتجاه إفريقيا يتجسد في عدد الزيارات و المشاريع الهيكلية التي تم إطلاقها في سائر أنحاء القارة، و في آلاف الإتفاقيات التي تم توقيعها منذ سنة 1999.

و أكد على الإهتمام الخاص الذي يوليه المغرب للتنمية البشرية في إفريقيا، من خلال وضع العنصر البشري في صلب جميع أنشطته و مشاريعه و برامجه.

من جهته، قال سفير بوركينا فاسو بالمغرب، مامادو كوليبالي، بأن المبادرة الملكية ستجعل من الواجهة الأطلسية فضاء متميزا للتواصل الإنساني، و قطبا للتكامل الإقتصادي و مركزا للإشعاع القاري و الدولي، مشيرا إلى أنه من خلال هذه المبادرة، سيتيح المغرب لبلدان الساحل الولوج إلى الموارد و الوسائل اللازمة من أجل إفريقيا متطورة و متضامنة.

و أشار، في هذا الصدد، إلى أن الفضاء الأفرو-أطلسي و الساحل يمثل 46 في المئة من الساكنة الإفريقية و 55 في المئة من الناتج الداخلي الخام و 57 في المئة من التجارة القارية”، مضيفا أن المبادرة الملكية الأطلسية تهدف إلى توحيد الجهود حول رؤية مشتركة لإستفادة مثلى من جميع مؤهلات بلدان الساحل.

من جانبه، أشار سفير تشاد بالمغرب، حسن أدوم بخيت هجار، إلى أن “هذا الإجراء التضامني الذي إقترحه المغرب يشكل فرصة لتعزيز مجال تعاوننا الإقتصادي”، مشيدا بهذه المناسبة بجهود المملكة التي ستضع بنيتها التحتية الطرقية و البحرية تحت تصرف بلدان الساحل، بهدف إنجاح هذا المشروع الواعد.

و أعرب، في هذا السياق، عن عزم بلاده، على غرار البلدان الأخرى الأعضاء في المبادرة، مواكبة المغرب في تعبئة الموارد و تمويل مشاريع البنية التحتية المختلفة، القادرة على تكريس تنزيل هذه المبادرة الطموحة.

و عرفت هذه الجلسة، كذلك، مشاركة سفير مالي بالمغرب، فافري كمارا، و رئيس المجلس الإقتصادي و الإجتماعي و البيئي و الثقافي لجمهورية مالي، ياكوبا كاتيلي.

و تندرج النسخة الخامسة من هذا الملتقى الإقتصادي، المنظم من طرف بنك المغرب و مختبر الأبحاث حول الإبتكار و المسؤوليات و التنمية المستدامة بجامعة القاضي عياض بمراكش، و مركز برنولي للعلوم الإقتصادية في جامعة بازل (سويسرا)، بتعاون مع مجلس جهة الداخلة – الذهب، في إطار المبادرات الرامية إلى تعزيز التبادل البن اء بين الباحثين و الأكاديميين و صناع القرار، بهدف تقديم توصيات بشأن القضايا الأساسية في مجال السياسات الإقتصادية.

كما يتوخى هذا الحدث الإقتصادي، المنظم على مدى ثلاثة أيام تحت شعار “التكامل الإقتصادي في إفريقيا : الطريق إلى مستقبل أكثر إزدهارا”، إبراز الإنجازات و الصعوبات التي تعترض مسار التكامل الإقتصادي في إفريقيا، و مناقشة فرص و تحديات منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، مع تسليط الضوء على عدد من التجارب الدولية في مجال الإندماج الإقتصادي و التكنولوجيا و البحث و الإبتكار كرافعة للإندماج في إفريقيا. 

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.