الفنان الإسباني فيسنتي أميغو يتحف جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة

0 157

هز الفنان الإسباني فيسنتي أميغو أستاذ فن الفلامينغو، أمس الجمعة، أرجاء خشبة باب الماكينة التاريخية ضمن حفل أحياه في إطار الدورة 27 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، لطالما إنتظره عشاق موسيقى الفلامينكو و الثقافة الأندلسية بشكل عام.

و برع هذا الفنان خلال حفل لن ينسى حضرته جماهير غفيرة من عشاق هذا الفن العريق، مقطوعات و أغان رائعة لفن “الفلامينكو”، و روائع خالدة من المعزوفات التي جددت علاقات الأخوة و الصداقة المتينة و التاريخ العريق و الإرث الأندلسي المشترك بين المغرب و إسبانيا.

ففي عرض إستثنائي إمتد لنحو ساعة و نصف صفق له الجمهور بحرارة، و بفضل أسلوبه الذي يمتاز بالسلاسة و الخفة، نجح فيسنتي أميغو في خلق نقطة لقاء و جسر ما بين الفلامينكو التقليدي و الفلامينكو الجديد، أو ما يعرف بالفلامينكو المعاصر.

و خلال هذا الحفل، الذي تم فيه الإحتفاء بإسبانيا ضيف شرف هذه الدورة، كان عازف القيثارة ذو الإنتاج الفني الغزير الذي تتلمذ بقرطبة قبل الإنطلاق نحو العالمية، مرفوقا بموسيقيين و عازفين مرموقين أمثال : أنطونيو فيرنانديز (أنييل) بالقيثارة، باكيطو كونزاليز في الإيقاع، إيوين فيرنال في الباس، رافاييل أوسير فيلتشيس (رافاييل دي أوتريرا) في الغناء و أنطونيو مولينا (تشورو) في الرقص.

و يتميز هذا الفنان بقدرته على التجوال و الإبحار ما بين مختلف الألوان و الأساليب التي تلقى تجاوبا مع مرافقيه من المغنيين، و إتاحة الفرصة أمام إبداعات موسيقية لا نظير لها، حيث يتميز بحسن إتقانه للفلامينكو، و جرأته الموسيقية و موهبته الخارقة، الأمر الذي جعله واحدا من المبدعين الموسيقيين الأكثر تجديدا لموسيقى الفلامينكو.

و بهذا يكون فيسنتي أميغو قد أحدث ثورة بهذا الفن بفضل ألحانه الجريئة التي يمزج فيها ما بين الفولك، و الجاز، و الإيقاعات الأمريكية الجنوبية، بالإضافة إلى الأنغام الشرقية، و كل هذا دون المساس بجوهر و صفاء الفلامينكو التقليدي العريق.

و قد ظلت موسيقى فيسنتي أميغو منفتحة على العالم، و في تجديد مستمر، مكنها من التعاون مع باقي عباقرة هذا الفن، أمثال: باكو دي لوسيا و مانولو سان لوكار، أو حتى المطربين المشهورين أمثال كارمن ليناريس، إنريكي مورينطي، دييغو إل سيغالا، ميغال بوفيدا، إل بيلي، خوسي ميرسي، و إستريلا مورينتي.

و الفنان فيسنتي أميغو، من مواليد غوادالكنال، مقاطعة إشبيلية، لكنه شب و ترعرع بقرطبة، حيث حصل في سنته الثامنة على أول قيثارة إسبانية. من بين أساتذته الأوائل، هناك “إلطوماطي” و “إلميرينغي”، و بعدها أصبح تلميذا لمانولو سان لوكار. و في سنة 1988، إستأنف مشواره الفني لوحده بالظهور في المهرجان الدولي كانتي دي لا ميناس دي لا يونيون، حيث فاز إثرها بالجائزة الأولى بفئة “القيثارة”.

و بعد ذلك بقليل، فاز في المسابقة الدولية لإكستريمادورا. في شهر ماي 1989، حاز على واحدة من أهم الجوائز الوطنية الأولى للقيثارة، جائزة رامون مونطويا. في ظرف سنتين اثنتين، فاز هذا الفنان المتألق بالثلاث جوائز الأولى و الرئيسية لقيثارة الفلامينكو.

و يروم مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة في دورته ال 27، الذي يختتم اليوم السبت إبراز فترة التعايش السلمي ما بين الديانات في تاريخ الأندلس من القرن 8 إلى غاية القرن 15، تلك الحقبة التي إعتبرت “زمنا ذهبيا” لازالت روحه حاضرة بالمغرب.

و تحل إسبانيا ضيف شرف هذه الدورة المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار “شوقا لروح الأندلس”، من خلال برمجة تتضمن عروضا فنية تمتزج فيها الألوان الموسيقية لكلا البلدين، شاهدة بذلك على عمق و تجذر الروابط التاريخية و الأخوية التي تربط شبه الجزيرة الإيبرية بالمملكة المغربية، إستشرافا لمستقبل مشرق و واعد للمملكتين.

و وفاء لروح فاس، إقترحت هذه الدورة برمجة متنوعة و منفتحة على ثقافات و روحانيات من مختلف البقاع، حيث إلتقى نخبة من الموسيقيين المشهورين على غرار نجم الموسيقى الصوفية الكبير سامي يوسف، و فنان الفلامينكو فيسنتي أميكو، أو حتى حفل ستابات ماطر، بقيادة المايسترو باولو أولمي.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.