إقليم اليوسفية..تسليط الضوء على الأهمية متعددة الأبعاد للمغارات المهيئة في تعزيز السياحة المستدامة

0 132

سلط لقاء دراسي، نظم اليوم الخميس بجماعة إسبيعات (إقليم اليوسفية)، الضوء على الأهمية متعددة الأبعاد للمغارات المهيأة في تعزيز السياحة المستدامة.

و توخى هذا اللقاء، التي نظمته جماعة إسبيعات بشراكة مع جمعية “راع للإستغوار و السياحة الجبلية و البيئية” تزامنا مع الإحتفال باليوم العالمي للمغارات السياحية المهيأة، إبراز أهمية سياحة المغارات المهيأة بإعتبارها من الروافد الواعدة في إطار السياحة المستدامة و البيئية.

و ركز اللقاء الذي عرف مشاركة ثلة من المختصين في مجالات البيولوجيا و الجيولوجيا و التراث المحلي و كذا مجموعة من المستغورين، على التعريف ب”مغارة اشخرخر” المتواجدة بتراب الجماعة، و تقديم خصائصها العلمية و أدوارها البيئية و إمكاناتها في تعزيز السياحة المحلية.

و أكدوا على أن هذه المغارة، على غرار مختلف المغارات المتواجدة بالمنطقة و على طول خارطة المملكة، جذيرة بالتثمين بالنظر لتنوعها البيولوجي و مكانتها البيئية و لما تزخر به من أصناف تستوجب الإكتشاف و الدراسة و التصنيف.

و بهذه المناسبة، أبرز الباحث في التراث المحلي، مصطفى حمزة، أن هذه المغارة “التي يرجح أن يكون تكوينها راجع إلى حركة المياه عبر الأزمنة، تشبه في شكلها إناء عنقه طويل وممتد، وتضم مجموعة من المداخل”.

من جهته، تطرق أستاذ البيولوجيا بجامعة القاضي عياض و مدير متحف التاريخ الطبيعي لمراكش، محمد غاميزي، لخصائص التنوع البيولوجي داخل المغارات و العالم الباطني، مشددا على أهمية تثمين و تهيئة هذه الفضاءات الجوفية الزاخرة بالأصناف.

و أشار إلى أن المجتمع العلمي المغربي يتوفر على خرائط دقيقة لكل المغارات بالمملكة، داعيا إلى التركيز أكثر على الجانب العلمي البيولوجي الخاص بالأصناف، نظرا لدور هذه الأخيرة الحاسم في تعميق المعارف العلمية المرتبطة بالكائنات التي تعيش في العالم الباطني و ببيئة الإنسان.

أما الأستاذ بالكلية متعددة التخصصات بآسفي التابعة لجامعة القاضي عياض، سعيد لقبي، فتطرق بالتفصيل للفرص الإستثمارية في إطار السياحة المستدامة، مقترحا مسارا سياحيا بإقليم اليوسفية يضم 12 موقعا جذيرا بالتثمين و الترويج و الزيارة.

و أشار إلى أن من بين هذه المواقع، إلى جانب “مغارة اشخرخر”، جبل إيغود الذي جعل من المغرب مهدا جديدا للبشرية من خلال إكتشاف أقدم جمجمة للإنسان العاقل، و “سبخة زيما”، و محمية الغزلان لمصابيح الطلعة، و رباط شاكر (سيدي شيكر)، و بقايا معمل السكر تعود إلى فترة السعديين، فضلا عن مواقع أخرى لها دلالات تاريخية عميقة و أهمية متعددة.

من جانبه، أبرز رئيس جماعة إسبيعات، سعيد العروي، في تصريح للصحافة، أن هذا اليوم الدراسي يسلط الضوء على المغارة، معتبرا إياها منارة بيئية من شأنها تعزيز فسيفساء السياحة المحلية القروية.

و أشار إلى أنه سيتم تكوين عدد من أبناء المنطقة ليرافقوا الزوار خلال رحلاتهم الإستكشافية لهذه المغارة، منوها بدعم السلطات الإقليمية للمبادرات الخلاقة الهادفة إلى تقدم مختلف المجالات الترابية التابعة للإقليم.

و تميز هذا اليوم الدراسي بتوقيع اتفاقية شراكة بين المجلس الجماعي لجماعة اسبيعات و جمعية “راع للإستغوار و السياحة الجبلية و البيئية” بآسفي، تروم دعم التدبير التشاركي من أجل تهيئة و تصنيف مغارة “اشخرخر”، و دعم البحث العلمي الخاص بها، و إستغلالها كوجهة سياحية بعد التهيئة.

كما نظمت على هامش هذا اللقاء زيارة استكشافية للمغارة بغية التعرف عن كثب على خصائصها و شكلها و محيطها، و كذا مختلف الأصناف التي تعيش بها.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.