آسفي..التراث المغمور بالمياه، قيمة أثرية و تاريخية ينبغي الحفاظ عليها

0 231

تزخر مدينة آسفي، على غرار المدن الساحلية الأخرى بالمملكة، بتراث مغمور بالمياه ذي قيمة أثرية و تاريخية و بيئية عالية، مما يستوجب الحفاظ عليه و النهوض به، بهدف جعله رافعة حقيقية في خدمة تعزيز جاذبية هذه الوجهة.

و أظهرت الإكتشافات الأثرية المتعددة، على طول ساحل مدينة المحيط و في المناطق المجاورة، أن هذه المدينة تتمتع بتاريخ غني و متفرد و حضارة عريقة.

و في هذا الإطار، أبدت العديد من المؤسسات و القطاعات المعنية و المجتمع العلمي و علماء الآثار و المجتمع المدني، على غرار الجمعية المغربية للبحث و المحافظة على التراث البحري، إهتمامها في وقت مبكر بهذا التراث و بجرده و الحفاظ عليه و تثمينه.

و هكذا، تم تنظيم عملية غوص تحت الماء، اليوم الجمعة بشاطئ سيدي طوال، بمبادرة من الجمعية المذكورة التي أحدثت سنة 2013، في إطار الإحتفال باليوم العالمي للمحيطات، مما شكل فرصة لإعادة إستكشاف حطام السفينة العسكرية الإنجليزية “The Baynyassa SS” التي غرقت قبالة هذا الشاطئ في صيف 1918.

و تهدف هذه المبادرة، التي تندرج في إطار سلسلة من الأنشطة التربوية و التحسيسية التي تتمحور حول تثمين و الحفاظ على الساحل و الموارد و البحرية، و المنظمة من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بتعاون مع مختلف شركائها، إلى تحسيس الشباب المسفيوي و زوار المدينة بأهمية الإهتمام بشكل أكبر بهذا الإرث الغني و المتنوع المغمور تحت الماء، و العمل بشكل جماعي من أجل الحفاظ عليه و النهوض به.

كما تروم هذه المبادرة إثبات أن هذا التراث المغمور بالمياه بإمكانه أن يشكل رافعة لإقلاع إقتصادي واعد بمدينة آسفي، و تطوير سياحة بيئية مستدامة و مسؤولة.

و بهذه المناسبة، أكد رئيس الجمعية المغربية للبحث و المحافظة على التراث البحري، سعيد آيت بعزيز، أن “هذا الغوص يهدف إلى التحسيس و التعريف بالتراث المغمور بالمياه الذي يزخر به ساحل آسفي”، مبرزا أن هذه المبادرة تندرج في إطار الأنشطة المبرمجة من قبل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة التي ترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء.

و أضاف، في تصريح للصحافة، أن “هذا الإكتشاف يتعلق بحطام سفينة تاريخية يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر”، معربا عن أمله في أن تتم إماطة اللثام عن هذا الحطام ليكتشفه عامة الناس، و أن تتضافر الجهود لإنشاء حديقة مائية في المنطقة.

كما عبر عن إمتنانه لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة على كل الجهود المبذولة و الإجراءات المنجزة تحت شعار “إكتشاف أعماق جديدة”.

و في تصريح مماثل، سلط عضو الجمعية المذكورة، صلاح الدين بنماموس، الضوء على أهداف الجمعية المغربية للبحث و المحافظة على التراث البحري، لاسيما حماية التراث المغمور بالمياه أو الساحلي في إطار خطوة تهدف إلى تعزيز حضور التراث في كل ما يتعلق بالسياحة الثقافية.

وقال إن الأمر يتعلق بضمان حضور التراث الأثري المائي في تصور العرض السياحي الثقافي لساحل مدينة آسفي، مشيرا إلى أن اكتشاف حطام هذه السفينة التاريخية سي مك ن، على غرار كل الاكتشافات الأثرية، من رسم مسارات سياحية جديدة ذات قيمة مضافة عالية على المستوى الثقافي والأثري والتاريخي.

يشار إلى أن برنامج الأنشطة، الذي أعدته مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، يتوخى اكتشاف أعماق جديدة للفهم والتعاون والالتزام تجاه المحيط وكل ما يعززه. كما أنه يضم جميع المبادرات التي تركز على قضية مشتركة وهي “حماية محيطاتنا، من أجل رفاهية كوكبنا وساكنته”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.