دراسة تكشف تأثير زراعة الأشجار في تقليل التهابات الجسم

0 40

أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يعيشون في أحياء ذات كثافة أعلى من الأشجار والشجيرات يعانون من مستويات أقل من الالتهابات في الدم مقارنةً بمن يعيشون في مناطق أقل خضرة. الالتهاب العام يعد مؤشراً مهماً لخطر الإصابة بأمراض القلب والمزمنة الأخرى.

بدأ معهد “كريستينا لي براون” للبيئة في الولايات المتحدة، بالشراكة مع منظمة الحفاظ على الطبيعة وجامعة واشنطن في سانت لويس ومختبر تصميم (Hyphae)، مشروعاً في عام 2018 لدراسة تأثير البيئة الخضراء على صحة القلب. في هذا المشروع، أضاف الفريق الأشجار والشجيرات الكبيرة إلى أحياء معينة، بينما أبقى على أحياء أخرى دون تغيير، ثم قارن بين بيانات صحة السكان في المنطقتين.

في بداية الدراسة، جمع الباحثون عينات دم وشعر وأظافر من 745 شخصاً في منطقة تبلغ مساحتها أربعة أميال مربعة في جنوب لويزفيل، وقيّموا تغطية الأشجار ومستويات تلوث الهواء. بعد ذلك، قام فريق المشروع بزراعة أكثر من 8000 شجرة وشجيرة في المناطق المستهدفة.

عقب الزراعة، قيّم الباحثون صحة السكان مجدداً ووجدوا أن الأفراد في المناطق الخضراء أظهروا انخفاضاً في مستويات “بروتين سي التفاعلي عالي الحساسية” (hsCRP) بنسبة تتراوح بين 13 و20 في المئة، وهو مقياس للالتهابات في الجسم، مقارنةً بمن يعيشون في المناطق التي لم تُزرع فيها الأشجار.

“بروتين سي التفاعلي عالي الحساسية” يرتبط ارتباطاً وثيقاً بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويعتبر مؤشراً أقوى للنوبات القلبية من مستويات الكوليسترول. كما تشير مستوياته المرتفعة إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري وبعض أنواع السرطان.

قال أروني بهاتناغار، مدير معهد “إنفيروم” وأستاذ الطب في جامعة لويزفيل: “تشير هذه النتائج إلى أن الأشجار تفيدنا بما يتجاوز الجمال والظل، فهي تساهم في تحسين صحة الأشخاص الذين يعيشون بالقرب منها.”

على الرغم من وجود دراسات سابقة تربط بين البيئة الخضراء وصحة جيدة، فإن هذه الدراسة هي الأولى التي تثبت أن زيادة المساحات الخضراء بشكل متعمد يمكن أن تحسن النتائج الصحية للسكان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.