وقف رجال ونساء التعليم وتلامذتهم أمس، ترحماً على أرواح ضحايا فيضانات طاطا، في عدد من المؤسسات التعليمية بالإقليم، حيث تلوّوا سورة الفاتحة بحزن عميق بعد المأساة التي شهدتها المدينة، والتي أسفرت عن وفاة العديد من ركاب حافلة “سريع باني” نتيجة الفيضانات الأخيرة.
وتُظهر الحصيلة المؤلمة لهذه الحادثة تسجيل 10 وفيات حتى أمس، بعد أن تمكن فريق تطوعي من شباب جماعة أم الكردان من العثور على 3 ضحايا خلال حملة بحث في منطقة سيدي المهداوي، بتعاون مع السلطات المحلية والدرك والقوات المساعدة والوقاية المدنية والهلال الأحمر.
واستمرت الحملة لأكثر من 9 ساعات في واد وغابة سيدي المهداوي، حيث أسفرت أيضًا عن العثور على جثة سائق الحافلة، الذي وُجد على بُعد 35 كلم من مكان الحادث. فيما لا يزال البحث جارياً عن باقي المفقودين الستة.
وشهد الإقليم ليلة عصيبة، إذ تعرضت العديد من الطرق والقناطر والواحات لأضرار جسيمة، جماعة تكزميرت، على سبيل المثال، تعيش حالة من العزلة بعد أن جرفت السيول الطرق المؤدية إليها، وفي مناطق أخرى مثل دواري إجا ويغرتن، تعاني العديد من الدواوير من تداعيات السيول.
وأشار الفاعل الجمعوي امحمد الهلالي إلى أن هناك العديد من المناطق المتضررة التي تنتظر المساعدة، بعد أن فقد سكانها منازلهم وتضررت طرقاتهم، خاصة في جماعة الوكوم فم زكيد (دوار غيل نيكران) البعيد عن مركز طاطا بحوالي 200 كلم، حيث جرفت المياه شبكة مياه الشرب والطريق المؤدية إلى الدوار من جهة اسمليل.
وتضررت أيضًا جماعة تمنارت (180 كلم عن مركز طاطا) ومنطقة اكوليز ايكو أميتك بجماعة تكزميرت، نتيجة انقطاع الطرق وخسائر في شبكة الماء الصالح للشرب.
وأضاف الهلالي أن هناك لائحة بالمناطق المتضررة مثل كياغورطن، ايجا، فدوكس، حيث شهدت انقطاع المسالك الطرقية، كما انهارت المباني السكنية في عدة دواوير مثل تكيسلت وتوك الريح تييتي، وجماعة اديس وابن يعقوب (110 كلم عن طاطا)، فضلاً عن تضرر منازل في جماعة اقايغان.
بالإضافة إلى انهيار المباني، تضررت شبكة الماء الصالح للشرب والشبكة الطرقية في مناطق مثل القصبة بجماعة تسينت أكادير وتسينت والزاوية وتانزيضة وواحة تمنارت سموكن، حيث جرفت السيول الواحات الخضراء والمنازل القريبة من الأودية، مما جعل السكان في حالة من انعدام الأمان داخل منازلهم بعد أن غمرتها المياه.