نظمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، اليوم الثلاثاء بالرباط، حفل إختتام مشروع دعم التعاونيات الذي تم إطلاقه بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و المنظمة غير الربحية “GiveDirectly “العطاء المباشر”، لدعم التعاونيات في المغرب.
و قد مكنت هذه المبادرة، التي تم إطلاقها سنة 2021، من تقديم الدعم المالي للتعاونيات، لاسيما تلك الموجودة في المناطق القروية أو التي تقل فيها خطط الحماية الإجتماعية، من أجل دعم تعافيها، و تلبية إحتياجات نموها و تعزيز صمودها لمواجهة الأزمات.
ساعد هذا التعاون، الذي ينطوي على دعم مالي مباشر لأكثر من 1600 تعاونية مغربية، على التخفيف من آثار كوفيد-19، و الجفاف، و التضخم، و تداعيات زلزال الحوز.
و قال مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية/المغرب، راندي علي، في تصريح للصحافة، أن هذا البرنامج، الذي عرف توزيع 14.8 مليون دولار على شكل منح، أبان كيف يمكن للإستثمار المباشر في تمكين المجتمعات المحلية أن يحفز تغييرا ملموسا و مستداما.
و أكد أن نجاح هذا البرنامج يكمن في قدرته على التكيف مع الإحتياجات المتغيرة للمجتمعات الهشة، و الإستجابة للأزمات من قبيل الجفاف، و التضخم، و زلزال الحوز، مشيرا إلى أنه من خلال دعم 10 آلاف عضو تعاوني، نسبة 55 بالمئة منهم من النساء، و أكثر من 33 بالمئة من الشباب، و 2 بالمئة من ذوي الإحتياجات الخاصة، أرست هذه الشراكة مرجعا للصمود و الإنتعاش الإقتصادي.
من جهته، قال الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، محمد دردوري، إن هذا المشروع، الذي يندرج في إطار التوجيهات الإستراتيجية للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يعد نموذجا ناجحا و واعدا للشراكة مع التعاونيات المستهدفة، و له وقع إجتماعي قوي على التعاونيات المستهدفة و وسيلة فعالة لتعزيز قدرتها على الصمود، مع تمكينها من تجاوز الأزمات و إستشراف مستقبل أكثر إزدهارا و إستقرارا.
و علاوة على الجانب المالي، أبرز دردوري أن المشاركين في هذا البرنامج، لا سيما التعاونيات التي تديرها النساء، أبرزوا شجاعة و إبتكارا في إحداث فرص شغل للنساء بالمناطق القروية.
و أضاف أنه من حيث النسب المئوية، فإن نسبة 72 بالمئة من التعاونيات المستفيدة تقع في المناطق القروية، و 76 بالمئة منها تؤكد أنها حسنت إستقرارها المالي، و 45 بالمئة منها سجلت إرتفاعا في المبيعات تجاوزت 24000 درهم.
أما مريم بودنغات، رئيسة تعاونية “نساء هاجر” بإقليم الحوز، فقالت في شهادتها، أن هذه المبادرة التي ساعدت على تعزيز مهارات النساء في التدبير في سياقات الأزمة و الصعوبات المالية، تمثل أكثر من مجرد مساعدة مالية، بل هي ممر آمن نحو ظروف معيشية أفضل و تمكين أكبر للمرأة القروية.
و تابعت “بعد الزلزال، إضطررنا إلى توقيف أنشطتنا، لكن بفضل الدعم الذي تلقيناه، تمكنا من تطوير منتجاتنا. و حاليا، باشرت التعاونية الإهتمام بالتغليف و وضع العلامات، بهدف تعزيز هويتها في السوق”.
و في ختام البرنامج، تم إرساء نموذج تمويل للتعاونيات لتوفير قاعدة بيانات للإستجابة المستقبلية للصدمات الإقتصادية، بتنسيق مع الحكومة.