أكد المخرج المغربي داوود أولاد السيد، الذي يخوض غمار المسابقة الكبرى لأيام قرطاج السينمائية بفيلم “المرجا الزرقا”، أن السينما بالنسبة له تقوم على قليل من الصورة و كثير من الصوت.
و قال أولاد السيد في لقاء مع الجمهور عقب عرض فيلمه بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس العاصمة ضمن المهرجان الذي تستمر فعالياته حتى 21 من دجنبر الجاري، أن السينما بالنسبة له “تقوم في 70 بالمائة منها على الصوت و 30 بالمائة على الصورة”.
و توضيحا لرؤيته هذه قال المخرج في تصريح للصحافة أن” الصورة نراها فيما لا نرى الصوت، هو موجود و غامض، و هو الذي يعبر عن ما لا نراه (أوف)، تماما كما أننا لا نرى الصور التي إلتقطها الطفل الكفيف بطل الفيلم لكننا نحسها”.
و ردا على سؤال “هل تفكر في العودة للمدينة يوما ؟” في إشارة إلى أن قصص أغلب أعماله و منها ” المرجا الزرقا” تدور بعيدا عن المدينة، بل و في وسط قروي صحراوي أو شبه صحراوي، أكد مخرج “في إنتظار بازوليني” و “الجامع” و “كلام الصحرا” أنه لا يتخيل القصة بل القصص هي التي تصطدم به، و بالتالي فهي تفرض المكان و الزمان. و قال ” لم أكتب سيناريو خصيصا من أجل فيلم من أفلامي..الحكايات هي التي تأتي..أنا لا أخلق القصة”.
و في هذا الصدد أوضح المخرج ردا على أسئلة الجمهور و المهتمين بالسينما، و الذين أبدوا فضولا كبيرا بكواليس فيلم ” المرجا الزرقا”، أن قصة الفيلم (كتب السيناريو عبد المجيد الساداتي و الحسين الشاني و داوود اولاد السيد) خطرت بباله عندما صادف في فندق مجموعة من السياح المكفوفين الذين قدموا إلى المغرب لزيارة “بحيرة” في قلب منطقة صحراوية. و قد تكرست فكرة سيناريو شريط “المرجا الزرقا” بالخصوص عندما بدأ هؤلاء السياح يتحدثون عن ” مشاهداتهم” مساء.
و عن سبب عدم إستخدام عدسات كثيرة في عملية التصوير أشار أولاد السيد إلى أن منتج العمل وفر له كل ما يمكن أن يحتاجه مخرج من معدات لتصوير فيلم غير أنه هو بطبعه يكتفي ب” القليل ” و عن إختيار موضحا أنه في فيلم “المرجا الزرقا” إستعمل في أغلب المشاهد عدسة واحدة لأنها كانت الأنسب لتعكس زاوية “نظر” الطفل الكفيف.
لم يفت الجمهور أيضا التنويه بلمسة المصور الفتوغرافي في الفيلم موضوعا (الطفل يحمل آلة تصوير) و تصويرا أيضا ، و هو السؤال الذي رد عليه داوود أولاد السيد في تصريحه للصحافة بالقول ” التصوير الفتوغرافي، كالكاتبة و القراءة ، هو دائم الحضور”.
و ينافس فيلم “المرجا الزرقا” و هو من بطولة محمد خيي و حسناء طمطاوي و يوسف قادير، على جوائز المسابقة الكبرى لأيام قرطاج السينمائية في دورتها ال35 إلى جانب أفلام “ديمبا” من السنغال و “القرية المجاورة للجنة” من الصومال و “مات الرجل”من نيجيريا و “هانامي” من الرأس الأخضر و” ذو فانيشين” و “فرانتز فانون” من الجزائر و” أرزة” من لبنان و “إلى عالم مجهول” من فلسطين و” البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” من مصر و “سلمى ” من سوريا و “ماء العين” و “عايشة” و ” الذراري الحمر” و ” برج الرومي ” من تونس.