الرباط..العرض ما قبل الأول للفيلم الوثائقي “شجرة الرنج” لمريم عدو

0 12

تم مساء أمس الخميس بسينما النهضة بالرباط، تقديم العرض ما قبل الأول للفيلم الوثائقي “شجرة الرنج”، لمخرجته مريم عدو، و ذلك في إطار برنامج “خميس السينما و حقوق الإنسان”.

و يتطرق هذا الفيلم القصير، الذي أنتجته جمعية لقاءات البحر الأبيض المتوسط و حقوق الإنسان على إثر إعداد “إستراتيجية للدعوة لإصلاح القانون الجنائي بشأن مسألة الإنهاء الإرادي للحمل في المغرب”، إلى المحنة النفسية و الجسدية لسيدة حاولت إنهاء حمل غير مرغوب فيه.

و بدقة متناهية، إستطاعت المخرجة جذب إنتباه المشاهد من خلال معالجة سينمائية مبدعة، تمزج الطابع الإنساني بالإبداع الفني لإبراز قصة واقعية تنقلها سيدة بطريقة مؤثرة، تحكي من خلالها، بدون لغة خشبة، عن صنوف معاناتها.

و تمكنت المخرجة من خلال خلق حركية في مشاهد تظهر لوحات الرسام الشهير مارك شاغال، و مشهد قصير مستوحى من الفنان بول أريكو الذي إشتغل على موضوع الإجهاض، في إعطاء صوت للصور لمخاطبة عقلية المشاهد، عبر تحفيزه للحديث عن ما يخالجه من مشاعر في مواجهة هذه الإشكالية بتبعاتها الإجتماعية و الإنسانية القاسية.

و قالت عدو، في تصريح للصحافة، أن القصة تتناول معركة هذه السيدة التي واجهت العديد من العقبات و تخلى عنها الجميع قبل أن تجد حلا لمشكلتها.

و أكدت في ذات الصدد، أنها وجدت صعوبات في العثور على نساء يرغبن في الإدلاء بشهادتهن أمام الكاميرا خوفا من أن يتم التعرف عليهن.

و بعد أن إستجابت المخرجة للشروط التي وضعتها بطلة الفيلم الرئيسية، تمكنت عدو من ربح رهان إيصال رسائل قوية تدعو إلى توعية النساء بمخاطر الإجهاض السري بجميع أشكاله، و ذلك في قالب سينمائي شاعري.

من جهتها، أوضحت الكاتبة العامة لجمعية التضامن النسوي، ليلى مجدولين، في تصريح مماثل، أن الإجهاض السري الذي يتم بإستعمال أعشاب خاصة يترك “آثارا لاحقة مدى الحياة” على الأم و الطفل، في حالة نجا الأخير من هذه المحاولات.

و حذرت من أن “الأطفال غير المرغوب فيهم، يمكن أن يقعوا ضحايا للإتجار بالبشر، و أن يتم إستخدامهم في التسول أو أن يواجهوا التشرد في الشوارع”، مؤكدة أن “أزمة هوية” يعيشها هؤلاء الأطفال تعكس مشكلة إجتماعية “معقدة و خطيرة للغاية”.

من جهتها، أبرزت عضوة مكتب الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب و منسقة إئتلاف “ربيع الكرامة”، فوزية ياسين، أنه من المهم التواصل و التوعية و تحسيس الناس بشأن الحمل الغير المرغوب فيه، و المخاطر العديدة المرتبطة بالإجهاض السري.

و شددت على الدور الهام الذي تضطلع به السينما في تسليط الضوء على هذه الفئة من النساء و تشجيع إثارة النقاش حول هاته القضية، مشيرة إلى أن النساء في وضعية هشة هن الأكثر لجوء إلى الإجهاض السري.

و بدأت مريم عدو، الحاصلة على الإجازة في القانون الخاص من جامعة محمد الخامس بالرباط، و ماستر في السينما الوثائقية من جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، مسيرتها كمكلفة بالإنتاج في مجالي السينما و التلفزة.

و شاركت سنة 2006 في تصوير عدد من الأفلام الوثائقية لصالح عدة قنوات تلفزية دولية، كما قامت بإخراج، عام 2021، فيلم “لمعلقات” و الذي يتطرق للنساء المتزوجات اللواتي تم هجرهن.

و تم إنجاز الفيلم الوثائقي “شجرة الرنج” بشراكة مع الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، و جمعية عدالة، و الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة، و إتحاد العمل النسائي، و جمعية التحدي للمساواة و المواطنة، و جمعية الشباب من أجل الشباب، و مركز حقوق الناس، و إئتلاف “ربيع الكرامة”، و جمعية صلة، و جمعية صوت المرأة الأمازيغية، و جمعية إنصاف.

و يشكل خميس السينما و حقوق الإنسان حدثا سينمائيا شهريا موجها لتوعية الجمهور بمختلف القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان من خلال الفن السينما.

و يتوخى تشجيع ظهور ثقافة متجذرة بقوة في القيم و خلق جمهور واع بأهمية الحفاظ عليها.

و يتضمن برنامج خميس السينما و حقوق الإنسان، عرض أفلام تستكشف جوانب مختلفة من حقوق الإنسان، يعقبه نقاش، و ذلك بهدف خلق مساحة من النقاش المفتوح حول قضايا حقوق الإنسان في السينما.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.