جهة مراكش-آسفي..سنة 2024، دينامية شاملة و مستمرة

0 12

تمكنت جهة مراكش آسفي من الحفاظ على دينامية ثابتة في مختلف القطاعات خلال سنة 2024، مما عزز مكانتها كقطب اقتصادي مهم بالمملكة ووجهة استثمارية مفضلة.

و تتجسد هذه الدينامية من خلال النمو الذي سجلته العديد من القطاعات الإقتصادية، بما في ذلك السياحة، التي تظل بلا شك قاطرة للإقتصاد الجهوي.

ففي هذا السياق، شكلت 2024 سنة للأرقام القياسية بإمتياز، خاصة في ما يتعلق بعدد ليالي المبيت و عدد الوافدين على هذا الجزء من التراب الوطني.

و سجلت جهة مراكش آسفي في الفترة ما بين يناير و أكتوبر من 2024، إرتفاعا بنسبة 8 في المائة في عدد الوافدين (3.045.177 زائر)، و 11 في المائة في عدد ليالي المبيت (9.779.730 ليلة مبيت)، مقارنة بسنة 2023.

و يعكس هذا النمو الجاذبية القوية التي تتمتع بها الوجهات الأساسية مثل مراكش و الصويرة و الحوز، حيث غالبا ما يعمد الزوار إلى تمديد مدة إقامتهم، كما يتضح من خلال إرتفاع متوسط مدة الإقامة بنسبة 3 في المائة (من 3.13 يوم إلى 3.21 يوم).

و على صعيد الإستثمارات، سجلت الجهة أداء متميزا بين يناير و نونبر من السنة الجارية.

و بفضل التنزيل المحكم للإستراتيجية الوطنية لتنمية الإستثمار الخاص، فضلا عن المواكبة المؤسساتية الفعالة، تبرز الجهة كقطب للجاذبية الإقتصادية و السياحية و الصناعية.

ففي الفترة ما بين يناير و نونبر من 2024، تمت الموافقة على 635 مشروعا جديدا، أي بزيادة بنسبة 51 في المائة مقارنة بسنة 2023.

و يبلغ حجم الإستثمار في هذه المشاريع حوالي 93,4 مليار درهم، إذ من المنتظر إحداث 21266 فرصة شغل، أي بزيادة نسبتها 14 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية.

و قد كانت هذه الدينامية الإقتصادية مصحوبة بحركية ثقافية مكثفة، إذ إستضافت مدينة مراكش و أقاليم الجهة عدة أحداث فنية كبرى إستقطبت عددا كبيرا من الزوار و أحيت المشهد الفني و ساهمت في إزدهار القطاع السياحي.

و طيلة السنة، عاشت ساكنة و زوار المدينة الحمراء على إيقاع الأنشطة المبرمجة في إطار فعاليات “مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024″، التي شكلت مناسبة لإشعاع غنى مراكش و تأثيرها الثقافي و الفكري و تفرد تراثها المادي و اللامادي.

كما أوفت الدورة الـ53 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بكل وعودها، من خلال برنامج غني و متنوع عرف مشاركة مختلف الفنون الشعبية من كل مناطق المملكة، إذ تم تسليط الضوء على هذه الفسيفساء الإستثنائية للتراث اللامادي المغربي.

الأمر ينطبق أيضا على المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي إحتفى هذه السنة بالذكرى الـ21 لتأسيسه، حيث مكن عشاق الشاشة الكبرى من الإلتقاء بالنجوم و محترفي السينما من جميع أنحاء العالم.

و أتاحت برمجة هذه التظاهرة الدولية الكبرى فرصة إكتشاف و إستكشاف تعبيرات سينمائية متنوعة للغاية. و في المجمل، تم عرض 71 فيلما من 32 دولة، مقسمة على 6 أقسام، في مختلف قاعات المهرجان بمراكش.

و بإعتبارها قبلة للأحداث و الإجتماعات العالمية الإقتصادية الكبرى، حظيت مراكش خلال سنة 2024 بشرف إستضافة النسخة الثانية من معرض “جيتكس إفريقيا”، و هو أكبر معرض للتكنولوجيا و الشركات الناشئة على المستوى القاري.

و جسدت هذه التظاهرة، التي تعد منصة مثالية للنهوض بعمل الشركات الناشئة المبتكرة و الشركات الصغرى و المتوسطة على المستوى الدولي، رغبة المملكة الراسخة في دعم منظومات الإبتكار التكنولوجي.

كما إحتضنت المدينة الحمراء الدورة السابعة للمعرض الدولي للطيران و الفضاء “مراكش إير شو 2024″، الذي يعتبر أحد أهم التظاهرات في مجال صناعة الطيران على المستوى العالمي، حيث سلط الضوء على الأهمية المتزايدة التي إكتسبها المغرب في المشهد العالمي لصناعة الطيران.

و شهد المعرض هذه السنة مشاركة 200 عارض و أكثر من 75 وفدا رسميا و عروض جوية مذهلة، فضلا عن برنامج غني بالمؤتمرات رفيعة المستوى التي تناولت الإتجاهات الناشئة و التحديات الحالية و المستقبلية للقطاع.

كما إحتضنت مراكش النسخة الرابعة للقمة العالمية للهيدروجين الأخضر و تطبيقاته “World Power-to-X Summit 2024″، التي تروم تعزيز الهيدروجين الأخضر كرافعة أساسية للإنتقال الطاقي بالمغرب و على المستوى الدولي.

و شكلت هذه التظاهرة مناسبة لإبراز “عرض المغرب” في مجال الهيدروجين الأخضر، الذي يعد إلتزاما من المملكة بتسريع عملية التحول نحو إقتصاد منزوع الكربون، فضلا عن الإستفادة من الموارد الطبيعية و التقدم التكنولوجي للمغرب ليكون مركزا عالميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر و مشتقاته بأسعار تنافسية.

و على مدى سنوات، رسخت المملكة مكانتها كوجهة مفضلة لإستضافة الأحداث و المسابقات الرياضية الكبرى، بما في ذلك التظاهرات الإفريقية.

و يعكس تنظيم “حفل توزيع جوائز الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم 2024” بمراكش مرة أخرى على الثقة التي تحظى بها المملكة من لدن الهيآت الرياضية القارية و الدولية.

و بمناسبة هذا الحدث الرياضي، إستقبلت المدينة الحمراء مشاهير كرة القدم من القارة الإفريقية لمكافأة اللاعبات و اللاعبين الذين تميزوا خلال سنة 2024، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، و كذلك أفضل المدربين و الفرق.

كما إحتضنت مدينة مراكش على هامش حفل توزيع جوائز الكاف، حفل التوقيع على إتفاقية لإحداث مكتب للإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في إفريقيا بالمغرب.

و تجسد هذه الإتفاقية التي وقعها رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، و رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، و رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، الإنخراط الدائم للمملكة المغربية في إشعاع كرة القدم، و تؤكد الدور الحيوي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بصفتها عضوا بالإتحاد الدولي لكرة القدم.

و على صعيد آخر، تتواصل بعد مرور أكثر من سنة على الزلزال الذي ضرب عدة أقاليم من الجهة، عملية إعادة الإعمار و إعادة التأهيل في المناطق المتضررة بوتيرة مستدامة، تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

و سجل تنفيذ مختلف محاور البرنامج الذي تم إعداده للتعامل مع مختلف تداعيات هذه الكارثة الطبيعية، تقدما إيجابيا في عدة قطاعات وعلى عدة مستويات.

و في هذا الصدد، تم تنفيذ عدد من المشاريع القطاعية، في حين أوشكت مشاريع أخرى على الإنتهاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.