الصويرة : إختتام الدورة الثالثة لمهرجان “روح الثقافات” بالدعوة إلى إلتزام متجدد من أجل السلام

0 133

أسدل الستار اليوم الأحد ببيت الذاكرة بالصويرة، على فعاليات النسخة الثالثة لمهرجان “روح الثقافات” بالدعوة إلى إلتزام متجدد من أجل السلام و الحوار بين الثقافات.

فعلى مدى ثلاثة أيام عاشت مدينة الرياح على إيقاع لقاءات و نقاشات و حفلات إحتفت بغنى التراث الروحي المشترك بين الديانات التوحيدية الثلاث، بمشاركة ثلة من الشخصيات الدبلوماسية و الثقافية و الدينية المرموقة قدموا لتبادل أفكارهم حول رهانات الحوار الديني و العيش المشترك.

و في كلمة بالمناسبة، أكد مستشار جلالة الملك و الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور، السيد أندري أزولاي، أن “هذا اللقاء ليس فقط مجرد حدث ثقافي بسيط، بل يرسخ فعل الصمود ويعد تأكيدا على أنه في مواجهة التوترات و الإنقسامات و التطرف الذي ينخر عالمنا، نختار أن نجتمع معا و نتحاور و نبني الجسور بدلا من الجدران “.

و قال “يجب أن لا ننسى أبدا، أن حضاراتنا عرفت كيف تجعل من التنوع قوة. منذ زمن بعيد خلال القرون ال12 و 13 و 14، التقت الديانات التوحيدية الثلاث لفهم بعضها البعض بشكل أكثر و تنوير العالم.

و اليوم في القرن ال21 مع وصول تكنولوجياتنا إلى القمة نلاحظ انحدار إنسانيتنا. هناك مفارقة مقلقة هنا و إشارة تحذير يجب أن ننتبه إليها”.

و تابع “يتعين علينا مواصلة الدفاع عن قيمنا، و التحدث، و العمل للحفاظ على ما يجعل إنسانيتنا غنية على الدوام”، مذكرا بأن المغرب تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أضحى نموذجا متفردا في مجال التعايش السلمي.

من جانبها، أبرزت وزيرة الثقافة والرياضات بحكومة إقليم الأندلس، باتريسيا ديل بوزو فرنانديز، أهمية الحفاظ على “روح الصويرة” و نقلها إلى ما هو أبعد من هذه الأيام من اللقاء و الحوار.

و قالت “لا نغادر الصويرة بنفس الطريقة التي وصلنا بها. نغادر و قد نضجنا و أصبحنا أكثر ثراء من الداخل و نحمل طاقة جديدة و أملا متجددا”.

من جانبه، شدد ممثل مؤسسة الثقافة الإسلامية و التسامح الديني (إسبانيا)، على أهمية هذا اللقاء كدلالة قوية على الإرث الأندلسي و التقليد العريق للعيش المشترك الذي يوحد ضفتي حوض المتوسط.

و أضاف أن “الصويرة تجسد هذه الذاكرة المشتركة، و هذا الجسر بين الشرق و الغرب، وبين الثقافات و الروحانيات.

اليوم و أكثر من أي وقت مضى على عاتقنا مسؤولية إحياء هذا التراث و جعله رافعة لبناء مستقبل السلام و التفاهم المتبادل”.

و في نفس السياق، جدد متدخلون آخرون إلتزامهم بجعل الصويرة فضاء دائما للحوار و التفكير حول إحترام التنوع الثقافي و الديني.

من جهة أخرى، تميز اليوم الختامي بتنظيم ندوة حول “دور الزوايا في نقل التدين الشعبي وتعزيز الروابط الاجتماعية”، حيث سلط العديد من المتدخلين مغاربة و أجانب، الضوء على التقارب الأساسي بين الزوايا المغربية و الطرق الصوفية بإسبانيا، مؤكدين على دورها التاريخي و المعاصر كرافعة للروحانية و التماسك الإجتماعي و نقل القيم الأخلاقية و الثقافية.

كما تميزت هذه النسخة الاستثنائية المنظمة تحت شعار “روحانياتنا المشتركة..بين الأخلاق و الجمال”، بعروض موسيقية وفنية سلطت الضوء على غنى التقاليد الصوفية للإسلام و اليهودية و المسيحية، و عكست قوة اللغة العالمية للفن و الروحانية.

و بفضل هذه البرمجة الغنية والمتنوعة، يؤكد المهرجان الدولي “روح الثقافات”، المنظم بشراكة بين جمعية شباب الفن الأصيل للسماع والتراث والزاوية القادرية بالصويرة و مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط و مؤسسة ماتشادو بإشبيلية، مرة أخرى، دوره كجسر بين الثقافات و التقاليد، جاعلا من مدينة الرياح نموذجا حيا للحوار و التعايش المشترك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.