أخلاقيات النضال

2 886
رشيد  كابر
رشيد كابر

لعلنا نتفق — بداية — أن لكل نضال أخلاقيات وقيم …
ولعلنا نتفق — أيضا — بأن أستمرارية الأعمال وعظمتها مرهونة بأخلاقياتها وقيمها …
فأخلاقيات الشعوب والأمم هى التى تبقيها وتميزها على غيرها …
وعليه فالنضال المثالى والمطلوب — فى تصورى — هو الذى يرتكز على مجموعة من الأخلاقيات التى بوجودها يكون النضال مشروعا وواجبا. وحتى لو لم يكلل هذا النضال بالنصر ولم يحقق أهدافه المنشودة، فأنا واثق — بأذن الله — من أن التاريخ سيذكرنا بحروف من نور كما كان الحال فى جهاد أباءنا وأجدادنا. فبالرغم من أن قيادات جهادنا الليبى ضدّ الطليان لم يحالفها النجاح (على الأقل خلال حياتهم) الا أن تاريخنا يذكر هؤلاء الأبطال بحروف من نور …

فما هى أخلاقيات النضال التى نعنيها هنا؟
وما هى مستلزمات كل منها؟

ما أقصده هنا بالقيم الاخلاقية هى كل المقاييس المعنوية التى يقاس بها المناضل وسلوكه الانسانى خلال مرحلة نضاليه. ولعل من أهم هذة القيم التى يمكن أن يشترك ويتفق عليها كل المناضلين الشرفاء أينما كانوا هى :
التواضع… والاحترام… والصدق… والعدل… والنقد… والأمانة… والعمل……

فى هذه المقالة سيتركز حديثي — بأذن الله — على هذه الأخلاقيات السبع والتى أرى ضرورة توافرها اذا أردنا لعملنا النجاح والتوفيق سوى ان حققنا أهذافنا أم لم نحققها.

أولا : التواضع : 

ولعلنى لست فى حاجة الى توضيح هذه الصفة ولكن فليسمح لى القارى الكريم على التأكيد — وبأختصار شديد — على أن ما أقصده بالتواضع فى مرحلة النضال هو عدم تزكية النفس والابتعاد عن التصنيف الظالم للغير والغير مفيد للجميع.
فالتواضع هو شرط أساسى وضرورى لكل مناضل يريد النجاح، وذلك لان الأعجاب بالنفس هو من أكبر اّفات النضال. وما أقصده بالاعجاب هو السرور أو الفرح المفرط بالنفس وبما يصدر عنها من أقوال أو أعمال أو سلوكيات، مما يؤدى الى تعدّى أو تجاوز الأخرين من الناس ومن ثم اداءهم أو احتقارهم أو استصغارهم. وهنا يجب أن يكون شعارنا قول الله تعالى: “فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى.”(1)
وقول رسورنا الكريم: “ان الله أوحى الىّ ان تواضعوا حتى لا يفخر أحد على احد، ودلا يبغى أحد على أحد ….”(2)
فعلى المناضل الا يمنّ ولا يفتخر بما يقوم به مهم كان هذا العمل عظيما. وذلك لان المنّ له موقع سىء على النفوس وهو من أكبر عوامل الهذم فى العلاقات الانسانيه. وهو فى العادة يقود الى تشتت الجهود وتفريق الجماعة. فمن المتعارف عليه ان الناس — فى العادة — ينفرون من الذى يمنّ ويضيقون به درعا. وفى النهاية يقود المنّ الى الاذلال ، والاذلال مرفوض من كل الناس العقلاء.
وفى هذا الصدد يقول الشاعر : لا تسقنى ماء الحياة بذلة        بل فأسقنى بالعز كأس الحنظل.

وعليه فلابد أن نتذكر فى هذة المرحلة النضالية الاتى:
1. اننا — فى النهاية — نناضل لأنفسنا لا للغير.
2. يجب الا نغتر بسبب أى نجاح نحرزة مهما كان هذا النجاح.
3. يجب الا نستخدم ما أنجزناه كأداة مزايدة على أحد وخصوصا الذين يختلفون معنا فى الوسائل والاساليب مهما كان — نوع أو حدة — هذا الاختلاف. ومهما كان عدم رضانا عليه.
4. لابد أن ندرك بان الاختلاف فى الوسائل أو صيغ العمل بين المناضلين لا يعنى اختلافا فى الغاية أو فى الهدف بل اختلاف فى الفهم، والامكانيات، وتصور الوسائل الانسب والأنجح للتحقيق الاهداف المنشودة. وعليه فيجب الا نستخف باى جهد مهما كانت أساليبه أو نتائجه. ففى النهاية العبرة ليست بالنتائج ولا بالأساليب — طالما انها مشروعة وفى سبيل القضاء على كل أنواع الظلم فى بلادنا — وأنما العبرة بالنوايا والاعمال. فالسؤال الحقيقى هو: ماذا قدم كل منا؟
5. لابد أن نعي بان التواضع هو من أهم — ان لم يكن الاهم — الوسائل لتوحيد الكلمة، وجمع الشمل، وأشاعة المودة، والغاء التفاوت الطبقى بكل أشكاله.
6. وأخيرا لابد أن نؤمن بان : “من تواضع لله رفعه.”

ثانيا : الاحترام : 

الى جانب التواضع وعذم تزكية النفس لابد على المناضل أن يكون محترما لنفسه، ولرفاقه، وحتى لخصومه. ولعل من من اول شروط الاحترام هو الابتعاد عن السخرية والاستخفاف بالغير.

والسخرية ببساطة هى الحكم بالوضاعة — أوالحكم بلا دليل ولا حجة — على من يُسخر (بضم الياء) منه. أو بمعنى اّخر السخرية تعنى الاستهتار بالآخرين دون مراعاة لاى ضوابط أو حدود. والسخرية هى ظاهرة أخلاقية شاذة ومرفوضة عند كل العقلاء. ولهدا نجد ديننا الحنيف ينهى عن السخرية ويجعل الابتعاد عنها شرط من شروط الاحترام بين كل الناس.
يقول تعالى : “يا أيها الذين اّمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن… “(3)

ان المناضلين الشرفاء يناضلون — دائما — من أجل القضاء على الاخطاء، ومعركتهم الحقيفيه هى ضد الظلم وليس مع الافراد. وعليه لابد ان نتذكر بان الاحترام هو شرط كل شىء. فادا غاب الاحترام غاب كل شىء. فلا يمكن أن توجد حرية بدون أحترام. وباختصار شديد يمكن القول مرة أخرى بان المناضل الحقيقى هو انسان محترم لنفسه … ولرفاقه … وحتى لعدوه.

ثالثا : النقد : 

فى تصورى ان أحوج ما تحتاجه اليوم هو ممارسة وتشجيع ظاهرة النقد وخصوصا النقد الذاتى والبناء. وما أقصده هنا هو محاولة تذكير بعضنا البعض بالاخطاء والعيوب التى تشوب أعمالنا أو أقوالنا أو سلوكياتنا بالحكمة والموعظة الحسنة. وان يكون نقدنا من أجل الاصلاح لا الهدم ، ولا يجب ان يكون من أجل اثبات الذات والانتصار للنفس. وان يكون شعارنا ذائما قول رسولنا(ص) : “المؤمن مرآة أخيه.” فالمراّة تكشف كل العيوب ولكن فى صمت ليس الا.

فالنقد الذاتى” لا وجود له الا بصور شكلية وهامشية، أو من اجل اضفاء الصبغة الديمقراطية على العمل. وفى تصورى لكى يمكننا ممارسة النقد البناء وتشجيع النقد الداتى لابذ من التاكيد على النقاط التالية:

(1) التاكيد على ان السؤال والاستفسار هو مفتاح المعرفة وشرط من شروط نجاح النضال. فاذا غاب هذا الشرط سيغيب جزء كبير من المعرفة.
(2) ان يكون النقد على أساس الاحترام. بمعنى يجب أن يكون النقاش والتشكيك فى تصرفات الغير من أجل البناء وموضوعى ولا يجب ان يكون من أجل اتبات الذات.
(3) يجب أن يبنى النقد على الأدلة والوقائع والبراهين. ويجب أن نتحلى بآداب النقد وان نبتعد عن النقد غير الموضوعى ، وأن نتجنب أسلوب الاقصاء والاسلوب الأحادى فى التفكير …
(4) الابتعاد عن الجدل… والتنازع… الانسان المجادل هو الذى لا يسعى من أجل الحقيقة وكل الذى يهمة هو أنتصار رائه ولو كان ذلك على الباطل. والجدل هو الانسياق وراء قضايا كلامية وثرثرة مقيتة. ولعل من مضار الجدل هو الانقياد الى الانشغال بأمور ووسائل جانبيه ، وفى العادة يقود الى ترتيب قضايانا ترتيبا يتفق وأهواءنا …
وفى اعتقدى الانسان الذى يجادل هو انسان لا يعمل. فأكثر المجادلين هم أناس عاجزون عن العمل ، وذلك لأن العاملين ليس لديهم وقت للجدال.

رابعا : الصدق : 

هو أن يكون مبدأنا : “ان الصدق أقرب طريق للحق.” وان “الرائد لا يكذب أهله.” بمعنى اّخر لابد من رفض مقولة: “الغاية تبرر الوسيلة” أو كما يعبر عنها بعض رفاقنا فى النضال بقول : “اللى تغلب به، ألعب به.”
فى تصورى يجب الالتزام بالصدق والمصداقيه فى كل أقوالنا واعمالنا… ومن المعروف أن من اكبر اّفات النضال هى اّفة “الكذب”. والكذب هو الاخبار المزيفة على الواقع، وأعطاء صورة للسامع تخالف الحقيقة والواقع الموضوعى. وهى عملية هذم مقصود للحقيقة، ومحاولة تجهيل للسامع ومخادعتة وذلك بتصوير الواقع بصورة تخالف الحقيقة. والكذب هو أخطر أمراض الكلمة وأكثر استعمالاتها المنحرفة خطرا وتخريبا فى نفسية الفرد والمجتمع.
ويشتد خطر الكذب كلما ارتفع مصدره ، فكذب المسئول هو اكثر ثاتيرا وخطرا من كذب العضو العادى. والكذب هو من أكبر أنواع الظلم. يقول تعالى: “فمن أظلم ممن أفترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ان الله لا يهدى القوم الظالمين.”(4) ولقد وصف الكذاب بالمنافق، والظالم، والمضل ، ومن حزب الشيطان. ففى الحديث الشريف: “اّية المنافق ثلاث : اذا حدث كذب، واذا وعد أخلف، وأذا أئتمن خان.”(5)

ومن ثم فان الاعتماد على الكذب يقود فى النهاية الى الندامة والخسران: يقول تعالى : “ياأيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.”(6)

وعليه فلابد ان نتحلى بالصدق فى كل شىء وان تكون المصداقية هى اكبر وأهم سلاح فى معركتنا مع القدافى. ويجب أن نتذكر دائما بانة اذا ضاعت مصداقيتنا فحتما ستضيع معارضتنا. فلابد أن نكون صادقين فى كل أقوالن، وأعمالن، وسلوكياتنا … يقول تعالى:
يايها الذين اّمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين.”(7)

باختصار شديد ان قضيتنا — فى تصورى — هى قضية مصداقية وقول الحق… ولابد أن نعى باننا سننتصر — باذن الله — لاننا صادقون… وعادلون… ومخلصون… وهذا ما يفتقده حكم القدافى.

خامسا : الانصاف : 

أما القيمة الاخلاقية الخامسة التى أرى ضرورة توافرها فى نضالنا فهى قيمية “الانصاف.” ونعنى به الانصاف مع أنفسن، ومع خصومن، ومع كل رفاقنا الذين نتفق معهم أو نختلف. وان يكون شعارنا دائما قول الله تعالى: “يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على الا تعدلو، اعدلوا هو أقرب للتقوى، وأتقوا الله ان الله خبيرا بما تعملون.”(8)

فاذا كنا فعلا نريد تخقيق العدل فى ليبيا المستقبل فلابد ان نمارس العدل الاّن. ولا يجب ان يكون العدل مجرد شعار نزايد به على الخصم بل يجب ان نحوله الى سلوك وتصرف وواقع معاش… فالانسان المنصف هو الانسان الذى يكون العادلا فى أقواله، وأفعاله، وسلوكياته فى كل الاماكن وكل الازمان …

سادسا: الامانة : 

أما القيمة السادسا التى أرى ضرورة توافرها فى نضالنا هى قيمة الامانة. فالمناضل الشريف لابد ان يكون أمينا، فليس من صيفات النضال — ايا كان نوعه — ان يفشى الانسان أسرار أثمن عليها مهم كان السبب — الا فى حالات الظرورة القصوى. فخيانة الامانة ليست من صفات النضال الشريف. فالمناضل الشريف هو انسان — أولا وقبل كل شيء — أمين واذا أثمن لا يخون.

والحقيقة ان الكثير من التنظيمات المعارضة — وخصوصا فى المنطقة العربية — تعانى اليوم من فقدان هذا الشرط الاخلاقى المهم لنجاح أى عمل. فما ان ينفصل عضو عن تنظيمه حتى يبدا فى نشر وقول كل ما يعرفة عن تنظيمة السابق … وهذا — فى الحقيقة عمل مشين حقا.
ان افشاء الاسرار هو تصرف لابد ان يرفضه كل انسان. وهنا لابد ان نذكر كل المناضلين بان يلتزموا وأن لا يخلطوا بين مسئولية حفظ الامانة ومسئولية الانتماء التنظيمى. فقد يختلف الانسان مع الاّخرين فى كيفية العمل ووسائله ولكن يجب الا يكون هذا الاختلاف على حساب الامانة التى قبل الانسان أن يحملها. فى هذا الصدد لعله من المناسب ان نذكر كل المناضلين بمقولة سيدنا الحسين عليه السلام عندما خانة بعض أهل العراق يوم كربلاء. قال لهم قولته المشهورة:
اذا لم يكن لكم دين… ولا أخلاق… فكونوا رجال

وعليه فيجب أن نحافظ على الامانة … ويجب الا نخون ، وأن نرفض كل الخونه حتى الذين لم يكن لهم دين ولا أخلاق لاننا نتوقعهم أن يكونوا رجال — هذا هو الحدّ الادنى فى النضال.

سابعا : العمل : 

أما القيمة الاخلاقية السابعه — والأخيرة فى هذا المقالة — التى أرى ضرورة توافرها فى نضالنا فهى قيمة العمل. وهنا ربما سيقول البعض أنها محصول حاصل ولكن فى الحقيقة أنا اعتبر هذة القيمة من أهم القيم الاخلاقية فى مرحلة النضال. وهذة القيمة حتى الان لم تعطى حقها ويعتبرها البعض فى حكم المسلمات.
ان غياب العمل الجادّ هو أحد الأسباب التى أفقدت معارضتنا الكثير من مصداقيتها فى داخل الوطن وخارجه. وعليه اذا أردنا لمعارضتنا النجاح فلابد أن نعمل أكثر مما نتكلم، واذا عملنا يجب الا نزايد على الغير… وان يكون شعارنا قول الله تعالى: “وقل أعملوا….” ويجب الا نقول ما لا نعمل ولا نطلب من الغير بالقيام بشىء نحن غير قادرين بالقيام به حتى لا ينطبق علينا قول الله تعالى:
” يا أيها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.”(9)

فدعونا نعمل فى صمت … وصبر … وأستمرار. ودعونا نتفق على أن العمل هو اكبر — وأقوى — أداة لتجميعنا وتوحيد كلمتنا وجمع شملنا …

ثامنا: الخاتمة : 

بعد هذا السرد السريع والمختصر جدا لبعض أخلاقيات النضال يمكننى القول بانه لو كل مناضل شريف — من الموقع الذى هو فيه — التزم بهذه القيم الاخلاقية السبع فى كل سلوكياته وتصرفاته وأعماله النضالية فانى واثق بأننا سنخوض معركة (أو معارك) نضالية مشرفة وسيكتبها لنا التاريخ بحروف من نور.

وسوف نقدم درسا لكل من سياتوا بعدنا فى كيفية النضال الشريف وسوف تكون كلمتنا كالكلمة الطيبة التى أصلها ثابت وفرعها فى السماء كما وصفها لنا القراّن الكريم عندما قال: ” … الكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء ….”

وعليه يجب علينا جميعا ان نتواضع فى كل أعمالنا وذلك لانه من تواضع لله رفعه… وان تكون كل معاملاتنا قائمة على أساس الاحترام المتبادل بين الجميع… وان نكون منصفين وعادلين حتى مع الخصم… وأن يكون عملنا قائم على الصدق والامانة… واذا أختلفنا فيجب أن ننتقد بعضنا البعض بأسلوب حضارى وبنّاء… وفوق كل هذا وذاك لابذ أن تسبق أعمالنا أقوالنا… ولنترك للاّخرين الحكم على كل ما قمنا به… وأن نكون واثقين بان الله لا يضيع أجر المحسنين.

وختاما ان جاز لىّ ان أصف الانسان المناضل الشريف فيمكننى أن أصفه على أنه : 
*  
الانسان الذى يعمل فى صمت… وباستمرار
*  
وأذا تكلم لا ينطق الا صدقا
*  
ويتعامل مع الناس بانصاف وأحترام وأمانة
*  
وهو الذى لا يمن على الغير… ولا يزكى نفسه
*  
وهو الذى يومن بالنقد البناء… ويمارس فى النقد الذاتى على نفسه … 

فهل تنطبق علينا هذه الصفات …
هذا ما يجب — وأتمنى — أن يسأله كل مناضل شريف لنفسه…
وهذه هى نقطة البداية من أجل الخير والتغيير…
والله المستعان…. 

2 تعليقات
  1. hamid يقول

    بارك الله فيك ايها الا خ العزيز انك زاكوري حر وزواوي اصيل فلنواصل النضال جميعا والله المستعان

  2. hamid يقول

    بارك الله فيك ايها الاخ العزيز انك زاكوري قح وزواوي اصيل فلنواصل النضال جميعا والله المستعان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.