جمعية التواصل للتنمية بين الاستجابة لمتطلبات الساكنة و اكراهات الواقع

0 713

420503_266345486773644_1139099841_nلعل المتحدث عن جمعية التواصل أو متتبع مسلسل أنشطتها منذ نشأتها تحت رئاسة *ادريس الوزاني* سيجده لا محالة حافل بالإنجازات ، هذه الاخيرة لم تترك جانبا من المتطلبات إلا مسته أو على الأقل حاولت مسايرة الصعب منه (الذي يدخل في إطار الاهداف المستقبلية بالأحرى)

فمثلا علي المستوى الرياضي ،الكل مازال يتذكر تظاهرة ماراتون سنة 2009 الذي شاركت فيه مجموعة من المناطق، والذي انتهى بأمسية ثقافيه  ،رغم أن النتائج التى جاءت بها هذه الأخيرة علينا لم تكن مرضية، أو انها لا ترقى الى المستوى المطلوب، فقد علمتنا على الاقل ضرورة إعادة النظر في الرياضة المحلية ، بل و وجهت الدعوة للجنة الرياضية لمضاعفة جهودها رغم العوائق التي تتخبط فيها ،و على رأسها مثلا مشكل المعدات او (الماتاريال) ، لكن لا يمكننا أن ننسى الخطوة التي قامت بها اللجنة على يد *المنديلي مصطفي* و *أيت سدي العربى محمد* و اخرون…، و هي محاولة إصلاح أحد ملاعب المنطقة من خلال تسويته ،لكن للأسف توقفت الأشغال لأسباب مادية فقد كانت النفقات منذ الاول عبارة عن تبرعات ، لكن رغم كل هذا فقد استفدنا من تجربة الماراتون تلك ، اللّهم التعريف بالجمعية من خلال التغطية الصحفية للأحداث رغم جهلنا هل ما إذا كانت هاته الأخيرة أدت الدور المنوط بها أم لا،بعبارة أخري هل أتت أكلها أم لا؟
أما على المستوى الثقافي ، فقد كانت هناك  محاولات خجولة لم تحرك غريزة الإبداع لدى الشباب بقدر ما كانت لها أهداف تحسيسية  من جهة  ، و أهداف تربوية من جهة أخري : أما الاولى  فنتحدث عن العرض الذي قام به المعلم *ادريس اباسيدي* ، و هو عبارة عن شريط تحسيسي يتناول أضرار التدخين و كذا بعض الحلول للإقلاع عنه . فيما يتعلق بالثانية فقد جاءت على شكل سلسلة من دروس الدعم و التقوية بالنسبة لكل من المستويين الثالث إعدادي و مستوى الباكالوريا للتحضير للامتحانات،و ذلك من طرف مجموعة من الطلبة الى جانب الأستاذين الصديق ايت الشريف و محمد المنديلي:الاول في مادة الرياضيات و الاخر في الإجتماعيات, *هشام اباسيدي*،*اسماعيل ايت الشريف* في المواد العلمية ،و شخصنا المتواضع في مادة اللغة الفرنسية ،بالإضافة الى ذلك الروض الذي يحتضن براعمنا لتعليمهم أبجديات لغة الضاد الى جانب محو الامية لفائدة نساء المنطقة.
بالنسبة للمستوى التنموي ، فلن يختلف معي أحد أيا كان ،فى الخدمات التي قدمتها الجمعية في المجال ،وخصوصا لفائدة العنصر النسوي ،و يتجلى ذلك في تكويين نوادي نسوية تعمل فيها النساء تحت مجموعات في قطاع النسيج الذي أتى أكله من خلال انتاج قدر لايستهان به من الزرابي ،و يتم ذلك تحت طلب الزبون و ذوقه، فقد تم إنتاج 20 زريبة خلال السنوات الثلاث الماضية،هذا بالنسبه لنادي الزريبة ،أما بالنسبة لنادي الخياطة فتتم إنتاج كمية لايستهان بها من الملابس الصيفية التي لا تجد أمامها عائق التسويق،و خصوصا حينما شاركت الجمعية في *أيام التسامح التى نظمتها إحدى جمعيات المنطقة (أمل درعه للتنمية اخف نزرو)،لكن النادي لم يرق لإنتاج الملابس الشتوية نظرا لغلاء هذا النوع من الثوب و عدم كفاءة النساء في هذا المجال ،و قد شكلت هذه الايام مرةأخرى فرصة للتعريف بالجمعية إلى جانب الانشطة التي نظمتها جمعية النخلة للتنمية  لدوارإغرم بشراكة مع جمعيتي الصداقة لدوار الدرب و جمعيتنا .
على المستوى البيئي ، فالكل يتذكر حملة التشجير الذي قام بها الشباب بزاوية سدي منديل ،فعلا كانت مبادرة حسنة و تمت بطريقة عصرية ،فقد تم فيها غرس أنواع مختلفة من الشجيرات السريعة النمو التي تهدف الى اضفاء نوع من الجمالية على المنطقة ،غيرأن العيب في هذه المبادرة هو أنها اقتصرت على أماكن دون غيرها ،الشيء الذي يدعو إلى تدارك الأمر و بعجالة ،من خلال القيام بتشجير المناطق المقصية من ذلك. بالإضافة الى التشجير لا يمكننا أن ننسى عملية إصلاح الطريق التى قامت بها الجمعية ،رغم أن هاته الخطوة لا تدخل في سياق البيئة بقدر ما تمس جانب البنيات التحتية ،حيث تم العمل فيه ثلاثة أيام تقريبا ،و الكل يعلم طبعا أن التمويل جاء على شكل تبرعات دون ذكر الأسماء  
فيما يتعلق بالجانب الصحي ،فالذاكرة تأبى نسيان يوميات استقبال * جمعية بلسم لقياس البصر * لقياس البصر،تلك الجمعية التي أتتنا من مدينة الدار البيضاء، تلك التي لم نجد لها غير منزل *بناي علي*،كانت هاته التجربة متوسطة القبول في النفوس رغم  استفادة الساكنة من خدمات الجمعية الضيف.
أمام هذه الانجازات المذكورة و الأخرى التي سكتنا عنها ،نرى أنها لم تسلم من اكراهات الواقع التي تحول دون تحقيقها أحيانا ، و المشروع المهم الذي مازال انجازه يواجه مجموعة من التحديات،هو المقر ،لكن لا يمكننا نسيان فضل * القاسم ادريس* لتضحياته الجسام في تغطية هذا النقص و لو مؤقتا، نتحدث عن المقر الحالي الذي احتوى أغراض الجمعية لأربع سنوات و مازل لحد الآن ، و لايخفي على الكل السبب وراء تأخر إنجاز هذا المشروع ،إنه مشكل النزاع حول ملكية الأرض التي كان مقررا بناء المقر بها ،و من هنا يبقى السؤال البديل الملح للبحث عن الحلقة الضائعة : إلي متى بناء المقر في ظل انتظار انتهاء لعبة الاستئناف هاته ؟  ملاحظة !!  كل هاته الكلمات التي قيلت لا تستهدف مجموعة أو فردا ،و إنما جاءت في سياق: وجهة نظر !!.
محمد نيت سدي يوسف
      فاعل جمعوي 
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.