الوشم بين الماضي والحاضر

1 1٬480

lwachem-1الموقع الجغرافي

يقع إقليم زاكورة آو_ تزاكورت_ في الجنوب الشرقي للمملكة المغربية ،و يعتبر من احد الأقاليم التابعة لجهة سوس ماسة درعة، يحده من الشمال إقليم وارززات ،في الغرب إقليم طاطا وفي الشرق إقليم الراشدية أما في الجنوب فتحده الحدود المغربية الجزائرية، إداريا يتشكل الإقليم من دائرتين وسبع قيادات و25 جماعة.

 الوشم والسياق التاريخي

          يعتبر الوشم أو تيزايت باالامازغية  تقليدا طقوسيا عريقا و موغلا في الثقافة الامازغية بصفة عامة .والعطاوية بصفة خاصة وغالبا مايرتبط باالنظام القيمي آو الثقافي ,لدى المجتمع الامازغي الذي    مارسه. بتقاليده ومعتقداته.غير انه لايخفى على  احد  مدى الصعوبات التي تعترض كل باحث .في     ندرة المصادر والمراجع .ولعل هذا المشكل كان سببا رئسيا لعدم قدرتنا على التعرف والوصول إلى      السياق التاريخي لهذه العادة العريقة  لدى سوف نعمل على بحث ونبش في هدا الطقس الثقافي انطلاقا من الدراسات  السابقة ثم الرواية الشفوية لبعض النساء  الواضعات لهدا الوشم.                                                                                                    

طرق الوشم

        لقد كان للوشم أو تيزيت طقوسها الخاصة .حيت انه عندما يردنة أن يوشمن يقومون بإحضار أدوات خاصة واللازمة مثل تعنوت بالامازغية أو الكدرة شريطة أن تكونة هذه    ألا خيرة قد تم فيها طبخ لحم عيد الأضحى .فمنها ياخدونة مادة الرماد  بغية رسم الشكل   التي تريده المرآة أن يتخذه الوشم .وبعد ذالك يتم أخد الإبرة ووخز ما تم تخطيطه أو رسمه بالرماد حتى يسيل مكان الوخز بالدم تم تاخد نبات( الفصة) ويتم حكها على  مكان الجرح إما مباشرة آو يتم طحنها .كل هده المراحل تقوم بها امرأة متخصصة في وضع الوشم يطلق عليها اسم تشرفت

 lwachem-2

الوشم في النص الشعري

Tamtut ur izzigene    /                     tamart ns hat tsker tamart nuryaz

       نفهم من خلال هدا البيت أن المرأة التي لم توشم دقنها فإنها تشبه الرجل .كما آن هدا البيت يجسد لبعض الأقوال  التي ترديدها النساء للتحفيز وتشجيع على وضع الوشم

الغاية من الوشم

       يذهب الباحثون إلى ألاعتقاد بان الوشم فوق جسد المرآة هو دليل على الاكتمال والنضج الجنسي لديها وعلامة الخصوبة. إلى انه يمكن أن نقول العكس حيت هناك من الفتيات من يضعنه في سن مبكر دالك ما قالته “السيدة زهرة التي وضعت الوشم في سن لا يتجاوز عشر سنوات بمحض إرادتها وغير مجبر على دالك” ومن تم فان المرآة الامازغية تتزين بالوشم في غياب المساحيق الملونة قصد التميز عن الرجل ومن هنا يمكن أن ياخد الوشم وظيفة جمالية. غيران الوشم أو” تيزيت “ليس مجرد متعة وزينة استعملتها المرآة في زمن معين بل إن لهذه الوشم ارتباط عميق بما هو هوياتي واجتماعي وكان كفيلا بصناعة لغة جسد جميلة تخاطب الأخر  ببلاغة تود من خلا له المرآة الشابة إبراز مفاتنها وإعلان نضج انوتتها فيصبح الوشم خطابا وعلامة تستهدف الآخر.الى انه وكما سلف الذكر فان له دلالة جمالية بالدرجة الاولى ذالك ماتحدث عنه الرسام “الدنماركي هاين فريكل”-احيانا كتيرة تجدهن في الحقول او المساليك الوعرة بالجبال يرددن صيحات غنائية لايظاهيه من الحد والجمال سوى مراى تلك الاشكال المرسومة بعناية فائقة على خدودهن او ذقونهن أو جبابهن واحياننا اعناقهن ,وايدهن نساء تتوحد فيهن اسطورية الرمز والرسومات المفعمة خضر و زرقة مع اسطورية الوجودومكامن جمال يصر على تحدي قساوة الطبيعة وصعوبة ظروف العيش ومشاق التحملات اليومية … جمال تتوحد فيه الحقيقة و الخيال الطبيعة بالانسان ولالوان بالملامح …”

lwachem-3

استفادة مما ذكرناه نجد أن المرآة الامازغية تتحمل أنواع مختلفة من الألم, الذاتية والمعنوية والجسدية في سبيل إرضاء الطرف الآخر إلا وهو الرجل,والكثير من النساء  الامازيغيات اليوم اللواتي يحملن وشما في وجوههن يعملن بجهد لإزالته حيت أصبحن   ينظرن إليه كعلامة تشوه ا وجههن ولا تجمله كما كان سائدا من قبل .فمع ظهور أدوات  الزينة والتجميل وتنوعها لم يعد للوشم فائد ولا حتى دلالة روحية بعد وعي النساء بتحريم  الاسلام لهاته العادة

من انجاز الطالب. بن عامر يوسف

Ben aamer youssef

تعليق 1
  1. moha moha يقول

    لا ا حد ينكر الدور التزييني الذي حظي به الوشم في الحياة الخاصة والحميمية للمرأة المغربية على مدى قرون من الزمن، غير أنه – الوشم- لم يختزل دوره أبدا في مجرد كونه زينة عادية تعوض غياب المساحيق الملونة التي يقصد منها التميز على الرجل، أو تشعرها بالثقة وبالرضى عن مظهرها الخارجي العام.
    فالوشم يدخل ضمن آداب السلوك الاجتماعي، يرتبط بالجسد الموشوم وبحياته، ويموت بموته، كما يشكل جسرا للربط بين ما هو روحي ومادي في الجسد ذاته.
    وللوشم كذلك رمزية اجتماعية وسياسية قوية، فهو يشكل أساس الانتماء الاجتماعي وركيزة الإحساس بالانتماء الموحد، والشعور بالهوية المشتركة والتي ساهمت في ضمان حد كبير من التناغم بين كافة أطراف القبيلة. كما أن الوشم يحيل على هُـــوية واضعه وانتمائه القبلي، شأنه في ذلك شأن الزخارف النسيجية المبثوثة بشكل خاص في رداء المرأة المعروف بـ “الحايك”/”تاحنديرت” عدا عن الزربية والحنبل التقليديين.
    ولأن الوشم يكتسي بعدا استطيقيا فهو يتغيى إبراز مفاتن المرأة وأنوثتها، ويصير خطابا يستهدف الآخر ويوظف لإيقاظ الشهوة فيه وإغراءه وإثارته جنسيا.
    والوشم كذلك تعبير عن الاكتمال والنضج الجنسي، كما أنه علامة العافية والخصوبة، بحيث لا تضعه إلا الفتاة المؤهلة للزواج، فهو دلالة على كمال المرأة أو اكتمالها جمالا، وقدرتها على تحمل أعباء الحياة الزوجية كما تحملت آلآم الوخز.
    في المقابل قد يكون طقس الوشم أيضا بكل ما يرافقه من آلام ونزيف خطوة لكبح جماح الغريزة وتدبير الطاقة الجنسية لدى الفتاة، خاصة حين تهم مواضع جسدية مستورة كالصدر والفخذين، وهو ما يزكي الدور الزجري للوشم في حالات الفوران الجنسي.
    كان إنجاز الوشم جزءا من طقوس الكهانة، تقوم به امرأة كاهنة، تكون قد خضعت لطقوس التكريس عند ضريح ولي متخصص، حيث ترى في منامها هناك بأنها تستلم إبرة الوشم. شأنها في ذلك شأن الشاعر الذي يبدأ رحلة إبداعه بالنوم إلى جوار ضريح أحد الأولياء، كما أنها قد تستلهمه من إحدى الممارسات العريقات اللواتي يحول سنهن المتقدم في الغالب دون الاستمرار بممارستها فيبحثن عمن يكمل مسيرتهن.
    من هنا فقد كان الوشم أيضا ينجز في أجواء طقوسية مفحمة بالرموز والدلالات التي تكفل الاتصال بعالم الماوراء، كان يقصد منها استجلاب نعم الآلهة ورضاها وإتقان نقمها وغضبها.
    من ثمة كانت ممارسات الوشم الطقوسية تتغيي طلب الزواج للعازبة وطلب الخصوبة للعاقر، كما أنه عموما يرجى منه التحصن من العين الشريرة ودرء كل الأضرار الواقعة منها والمتوقعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.